لا شك ولا جدال أن كثرا من التونسيين من العامة ومن السياسيين المحترفين المعارضين والمبغضين والناقمين والحاسدين والمتربصين بيوسف الشاهد وحكومته قد باتوا ليلتهم البارحة في اسوا حال لما رأوا وسمعوا بذلك الاتفاق التاريخي الذي وقع بين اتحاد الشغل وحكومة يوسف الشاهد والذي بموجبه اعلن الامين العام للاتحاد الغاء الاضراب العام الذي كان مقررا ومبرمجا ليومي العشرين والواحد والعشرين من الشهر الجاري في هذه البلاد….ولكن الله سلم ولطف وحمى بلادنا من مثل هذا الاضراب وحل التفاهم والوفافق بين عشية وضحاها وراينا رئس الحكومة وامين الاتحاد في صورة معبرة ناطقة ناردة يتبادلان التهاني والقبل والعناق... واننا على كامل وتمام اليقين ان الله سبحانه وتعالى السميع القريب المجيب قد سمع واستجاب لدعاء الأبرياء من عامة التونسيين الذين دعوه طويلا بالليل والنهار وابتهلوا اليه بالاسحار ان يحفظ البلاد التونسية من شرور الخلاف والشقاق وما يؤديان اليه من الفتنة والهرج والمرج والانفجار ولا شك ان عقلاء هذه البلاد يعلمون ان الكثير من السياسيين الناقمين والحاقدين والمعارضين للشاهد وحكومته عملوا المستحيل على النفخ في نار الخلاف بين الحكومة والاتحاد حتى يتحقق وينفذ ذلك الاضراب وقد راينا بعضهم راي العيون قد زاروا اتحاد الشغالين ليلة الاضراب العام السابق وجلسوا مع قادة الاتحاد فرحين مستبشرين ظانين ان الشاهد وحكومته سيرحلون على عجل وتخلو لهم الساحة السياسية فينصبون فيها من شاؤوا ويصبحون بعد ذلك الحاكمين الفاعلين ويعتبرهم الناس الكل في الكل…. لكن يبدو ان الرياح النقابية جرت بما لا يشتهون وتصالح الاتحاد مع الشاهد وحكومته بعد ان اخذوا منه ومنها بعض ما يطلبون وانني اريد ان اسجل في هذا المقال تلك الدعوة الصادقة التي صدرت من سي الطبوبي في كلمته التي القاها بعد ذلك الاتفاق المشهود اذ قال بالحرف الواحد الذي سجلته له ملائكة الرحمان الحي المعبود (حمى الله تونس ووقاها من شر الاضراب) فهنيئا لتونس بهذه الروح النقابية الوطنية العالية التي انقذت بلادنا من مصيبة بل من سحيق الهاوية التي لا يعرف ولا يدرك عمقها وهولها الرافضون الغاضبون من هذا الاتفاق والذي تمنوا من قلوبهم لو حل محله دوام الصراع وبقاء طول الخلاف والشقاق... والغريب في الامر ان هؤلاء الرافضين الغاضبين كثيرا ما سمعناهم يدعون ويروجون انهم يعملون كل ما يستطيعون سياسيا لاحلال السلم الاجتماعية والرفاهية الاقتصادية... فهل يقبل وهل يصدق العقلاء كلامهم الجميل ودعواهم المعسولة وهم يرنوهم قد حزنوا واصفرت وجوههم بعد ان فوجئوا وبهتوا من هذا الاتفاق التاريخي المبين بين الحكومة واتحاد الشغالين؟ ولا شك عندي ان هؤلاء السياسيين الحاقدين الفاشلين سيحاولون البحث عن طريق اخر في اسرع حين لارباك الحكومة ورئيسها الذي تبين انه ناجح وذكي وليس غرا وغافلا كما روج اعداؤه وحساده عنه ذلك في حملة لتشويه سمعته ومستقبله لدى اغلب التونسيين الزوالية والمساكين وانني ارغب قبل وضع نقطة النهاية و الاتمام ان اذكر هؤلاء السياسيين الحاقدين الذي فشلوا مرة اخرى في توجيه سهامهم وسمومهم نحو رئيس الحكومة وامن وسلامة هذه البلاد ان تونس والحمد لله محفوظة بدعاء الصالحين والأتقياء الذين يدعون ربهم صباحا ومساء ان يعيذ البلاد واهلها من شر وكيد الأعداء الذين يدعون العمل على تحقيق الديمقراطية ويرفعون شعارها ولكنهم في حقيتهم وواقع امرهم يسعون الى افساد البلاد واشعال نارها ولقد حذر الله منهم منذ زمان عندما قال في ايات القران الذي انزله هدى وذكرى وتبصرة للعباد(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد...) اما عن المستبشرين الفرحين الوطنيين الحقيقيين الذين يعملون بحق وصبر وثبات لاصلاح احوال هذه البلاد فانني اهنئهم بهذا الاتفاق وهذا الصلح التاريخي المشهود المدوي مذكرا بما قاله ذلك الرجل التونسي المصلح التقي المعروف بابن النحوي في قصيدته المشهورة باسم المنفرجة منذ زمان والتي داب التونسيون على ذكرها في مناسبات الافراح والانتصار على ظروف المصاعب والأزمات التي يصنعها المفسدون ويريدون من ورائها تحقيق ما يشتهون وما يرغبون وما يتمنون اشتدي ازمة تنفرجي قد أذن ليلك بالبلج وظلام الليل له سرج حتى يغشاه ابوالسرج...........الى ان يقول رحمه الله مفرقا بين المصلحين الوطنيين الحقيقيين الاخيار احباء وعشاق السرج و الباحثين عن سبل الصلاح وطرق الفرج وبين الماكرين المخادعين الأشرار الساعين في صنع فخاخ الفساد واحداث مداخل الهرج وخيار الخلق هداتهم وسواهم همج الهمج...