في غُضون أيّام، وربّما ساعات، سيتم الإعلان رسميًّا عن انتهاء “دولة الخلافة” الذي أعلن قيامها أبو بكر البغدادي، زعيم “الدولة الإسلاميّة” (داعش) من على منبر الجامع الكبير في الموصل صيف عام 2014، فالمُقاتلون الباقون على قيد الحياة باتوا وعائلاتهم مُحاصرين في مساحةٍ لا تزيد عن نصف كيلومتر مربع في قرية الباغوز شرق الفرات، ولم يعد أمامهم إلا أحد خِيارين، الأوّل هو الاستسلام لقوّات سورية الديمقراطيّة، أو القتال حتّى الموت بعد رفض كُل مطالبهم بالمُغادرة إلى إدلب، ولكن السّؤال المطروح الآن هو عمّا سيحدث في منطقة شمال سورية وشرق الفُرات، ومن سيملأ الفراغ النّاجم عن هزيمة هذه “الدولة”؟ وأخيرًا هل ستكون هذه الهزيمة هي نقطة النّهاية، أم بدايةً جديدةً مُختلفةً لهذا التّنظيم؟ قبل الإجابة على هذه الأسئلة لا بُد من التوقّف عند حالة الجدل الدائرة حاليًّا في الأوساط الأوروبيّة حول كيفيّة التّعاطي مع حواليّ 800 مُقاتل يحملون الجنسيّات البريطانيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والألمانيّة والإيرلنديّة، وجرى أسرهم من قبل قوّات سورية الديمقراطيّة، ويقبعون حاليًّا في سُجونها، علاوةً عن الآلاف من زوجاتهم وأطفالهم، فهل ستسمح هذه الدول بعودة هؤلاء إلى دولهم التي يحملون جنسيُاتها في أوروبا أم إغلاق أبواب العودة في وجوههم باعتبارهم إرهابيين؟ ولماذا يُغرّد دونالد ترامب بنصائح للدول الأوروبيّة باستقبالهم ولا يفعل ذلك بنفسه، ويُقدّم مثلًا لهُم؟