عاد الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب من قمّته الثّانية مع الرئيس الكوريّ الشماليّ كيم جونغ أون التي انعقدت أمس في هانوي خالي الوِفاض، لسببٍ بسيطٍ وهو أنّ الرئيس الكوريّ مُفاوضٌ مُراوغٌ وصلب، واشترط رفع العُقوبات الاقتصاديّة المفروضة أمريكيًّا على بلاده قبل أيّ حديث عن نزع أسلحة بلادة النوويّة، ومعه كُل الحق. الرئيس ترامب اعتقد خاطئًا أن نظيره الكوريّ الشماليّ صيدًا سهلًا، يُمكِن تحقيق إنجاز من خلال التّفاوض معه يستخدمه في تحويل الأنظار عن أزماته المُتفاقِمة في واشنطن، وآخرها ما ورد في شهادة مُحاميه السّابق مايكل كوهين من اتّهامات أبرزها هوسه الجنسي، واحترافه الكذب والانتهازيّة، ودفعه عشرات الآلاف من الدولارات لغانية أقام معها علاقات جنسيّة بهدف إسكاتها، وعدم نشر الغسيل القذر في وسائل الإعلام، وما يُؤكّد هذا التّقدير الخاطِئ، أنّ مُتحدّثًا باسم البيت الأبيض أشار إلى استعدادات لإقامة حفل توقيع مُشترك في هانوي في خِتام القمّة. الأمر المُؤكّد أنّ القيادة الصينيّة هي التي تقِف خلف هذه الصّلابة في موقف الرئيس الكوريّ الشماليّ، وهي التي أرادت إفشال هذه القمّة، وتوجيه صفعة للرئيس ترامب الذي يخوض حاليًّا حربًا تجاريّةً شرِسةً معها، مثلما يُريد أيضًا مُنافستها اقتصاديًّا في منطقة جنوب شرق آسيا التي يعتبِرها مُحيطها الجُغرافيّ الأهم.