قد جاءت أنباء هذه الأيام بتصريح مفاجئ لرئيس فينيزويلا (نيكولاس مادورو) والذي قال فيه (انه قد يقتنع بالإسلام...) ويقول في بيان وتوضيح سبب هذا الكلام في عجالة او على عجل انه قد تاثر بالمسلسل التركي (قيامة ارطوغل) الشهير ايما تاثير وانساق على قناعة وعن طواعية في زمرة المعجبين بهذا المسلسل الحدث الذي شد انتباه ونال اعجاب واستحسان كل كبير وكل صغير ... كما زاد فقال انه قد اعجب بشخصية هذا البطل التاريخي الأسطورة الذي جسم مبادئ الاسلام في احسن وأروع واجمل وأبهى وأنقى صورة والتي من بينها شجاعة وإقدام هذا البطل وثباته على مبادئه وصموده أمام الصعاب التي اعترضته في طريق تنفيذ سياسته مهما وقع ومهما حصل... ولكم تمنيت بعد إطلاعي على هذا التصريح المريح لو ان العديد من البلدان الاسلامية العربية وخاصة ذات الأموال والكنوز البترولية قد نحت نحو تركيا او بالأحرى سبقتها في إنجاز وتقديم مسلسلات عظيمة تاريخية تعرّف وتشيد وتنوه بالشخصيات التاريخية الاسلامية التي ساهمت عبر العصور السالفة الطويلة في تجسيم قيم ومبادئ الاسلام الراقية المضيئة الناصعة الجميلة، خاصة ونحن نرى واقع وأحوال المسلسلات العربية اليوم التي نزلت الى حضيض الرداءة والميوعة والتفاهة والاعتباطية حتى النخاع وقدمت ابشع صورة عن الاسلام واهله الذين لم يعد لاكثرهم في حضارتنا المعاصرة اي شان واي قيمة واي مكانة واي باع... والغريب في الأمر ان القنوات التلفزية العربية أصبحت تنتهز فرصة شهر الصيام كل عام لتبث ارذل واسوأ مسلسلات العشق والهيام والغرام والخمور والمخدرات وغيرها من انواع مسلسلات الفساد وكل أنواع العربدة والإجرام والغريب في الأمر ايضا اننا نجد في هذه البلدان العربية من يسيئون باسم النقد الفني وباسم حرية التفكير و التعبير والحديث عن مثل هذه المسلسلات الهادفة الناجحة المؤثرة التركية الجدية التي تسعى ما استطاعت الى الرفع من مستوى محتوى وصور المسلسلات الاسلامية ولكنهم لم يقدموا في المقابل لذلك نصف او ربع او عشر مستواها الرفيع المقنع بل ما زالوا قابعين في مستواهم الفني الخاوي الضعيف العجيف المدقع… أما عن مسلسلات بلادنا التونسية والتي ستؤثث برامج قنواتنا هذه العام فقد ضربت كعادتها عرض الحائط بخصوصيات ومزايا وحرمة شهر رمضان شهر الصيام الذي أنزل فيه القرآن وقد عزفت كلها تقريبا كعادتها كما علمنا بذلك من كواليس مؤلفيها ومنتجيها ومروجيها على نغمة وايقاع السطحية والارتجالية والسخافة والاعتباطية ...وما أحسن أن نختم هذا التعليق العابر على موقف الرئيس الفينيزويلي المعجب والمتاثر بمسلسل البطل التاريخي ارطوغل بذلك المثل العربي الصادق الصريح (الطائرة تطير والكلاب تريد ازعاجها وانزالها بالنبيح.)...وقولهم لكل ذي عقل وفعل وقول نتن رديء قبيح (يا جبل ما يهزك ريح)...