في بداية مغامرته الافريقية لسنة 2011 تمكن الترجي من تحقيق دخول لافت في الموضوع بخماسية دون ردّ في شباك ضيفه البينيني آسباك الذي لاح بعيدا جدا عن المستوى المطلوب للتنافس في رابطة الأبطال الإفريقية وغير قادر لا حسابيا ولا منطقيا على تجاوز عتبة الترجي. ومنذ بداية اللقاء استطاع لاعبو الترجي بيسر بسط هيمنتهم على منافس بدا متواضع الامكانيات وغير قادر على مواجهة التنظيم الهجومي لمضيفه اضافة الى افتقاره الى الامكانيات الفنية الكافية لازعاج بطل تونس في منطقته الخلفية. وقاد أسامة الدراجي هجوما سريعا مرر فيه الكرة لدرامان تراوري الذي مهدها ليوسف المساكني الذي توغل في منطقة اسباك وافتتح النتيجة بسهولة (دق 7)، وكان قائد الترجي وراء الهدف الثاني كذلك بتمريرة محكمة وذكية وضعت تراوري وجها لوجه مع الحارس البينيني الذي أخفق في التصدي لكرة المهاجم المالي الذي أمضى هدفه الأول في مقابلة رسمية (دق 11)، وكان الدراجي من جديد وراء الخطر الذي يتهدد الفريق البينيني وبتمريرة ذكية وضع المساكني في مواجهة الحارس الذي فاجأه مهاجم الترجي بوضع الكرة بينه وبين القائم ليسجل الهدف الثالث الذي أكد أن المقابلة تسير في اتجاه واحد لفائدة الترجي دق 15 وتواصل ضغط الترجي دون هوادة واقترب مدافع الترجي بانانا من تحقيق الهدف الرابع بكرة رأسية «دق 21» صدها أحد المدافعين من الخط النهائي للمرمى. وان كان دفاع اسباك موفقا في كرة بانانا فإن التوفيق غاب عنه (دق 24) فإثر ركنية مشتركة بين القربي وشمام حاول سينغبو صد الكرة ولكنه غالط حارس مرماه ليكون الهدف الرابع للترجي. ولم يتأخر الهدف الخامس كثيرا اذ تحصل شمام على مخالفة (دق 31) في منطقة اسباك أعلنها الحكم الجزائري جمال الحيمودي ضربة جزاء نفذها الدراجي بنجاح. وانتهى الشوط الأول بتقدم وسيطرة جلية للترجي على منافسه انتهت بنتيجة أفضل بكثير من المأمول من مواجهة رسمية في أقوى مسابقة افريقية للأندية. وبدأ الشوط الثاني بدخول وجدي بوعزي مكان درامان تراوري من جهة الترجي بينما تخلى مدرب اسباك عن مدافعه الذي سجل ضد مرماه ليقحم مدافعا آخر محتفظا بمعنويات لم تؤثر فيها أحداث الشوط الأول. وارتكب حارس المرمى البينيني مخالفة على خالد العياري (دق 59) وأعلن الحكم ضربة جزاء تنازع القربي والدراجي والهيشري على تنفيذها لتنتهي عند هذا الأخير وكانت نتيجة هذا «التخلويض» ضياع فرصة الهدف السادس بسبب فقدان الهيشري للتركيز وإهداره على التنازع على تنفيذ ركلة الجزاء. واختار نبيل معلول إقحام متوسط الميدان صفوان بن سالم مكان الدراجي لمنح اللاعب الشاب فرصة لا تعوض بالنظر الى النتيجة لتذوق حلاوة التجربة الافريقية بعيدا عن ضغط منافسة قوية. اضطرت الاصابة شمام لترك مكانه لأسامة البوغانمي قبل ربع ساعة من نهاية اللقاء. وكان الشوط الثاني فاصلا مملا من الكرات فاقدة الهوية والعنوان وكان هذا منتظرا باعتبار تراخي لاعبي الترجي بسبب التقدم في المريح في النتيجة منذ الشطر الأول من المقابلة. وهكذا وصل بطل تونس بالمقابلة الى نهايتها محافظا على نتيجة الشوط الأول ودون بذل مجهود كبير للمحافظة على اللاعبين خاصة وأن التغييرات الثلاث في المقابلة كانت اضطرارية بسبب إصابة الدراجي وتراوري وشمام.