مؤتمر اقتصادي يحمل عنوان كبير "من السلام إلى الازدهار" و خمس جلسات لها عناوين مغرية و ينشطها غربيون أغلبهم من بريطانيا و أمريكا من عناوين هذه الجلسات " اطلاق الطاقات الاقتصادية " و القطاعات الاستراتيجية للنمو " و " تعزيز ثقافة الإبداع و الأعمال " و " تمكين البشر " و " أنظمة صحية من أجل المستقبل " و حسب منظمي هذا المؤتمر الاقتصادي فهو يهدف إلى تنمية الضفة الغربية و قطاع غزة اقتصاديا و لم يذكر لا دولة فلسطين و لا يتحدث مطلقا عن الجانب السياسي ظاهريا و لكنه باطنيا فحواه سياسي بامتياز بدليل أنّه يتحدث عن كيانين و جغرافيتين لا علاقة ببعضهما البعض و هما الضفة الغربية و قطاع غزّة و لم يذكر باللفظ دولة فلسطين؟… ومن هنا نشتم رائحة تكريس الانشقاق الفلسطيني و عدم الاعتراف أصلا بدولة فلسطينية قائمة الذات رغم وجود كل العناصر الدستورية المكونة للدولة و هي الأرض و الشعب و السلطة، في غياب مظلمة القرن ال 21 وهي عدم الاعتراف الدولي بلسطيم كدولة مستقلة خاصة من قبل من زرع هذا الكيان الصهيوني الاستعماري الغاصب في فلسطين التاريخية ؟ والسؤال المركزي الذي نطرحه هل القضية الفلسطينية هي قضية اقتصادية أم قضية سياسية؟ و انطلاقا من هذا السؤال يتكشّف لنا جلّيا النوايا الغربية الخبيثة من عقد هذا المؤتمر الاقتصادي و مفاده نزع الصبغة السياسية عن القضية الفلسطينية و مسحها بجرّة قلم لكلّ تاريخ فلسطين و نضال فلسطين و أرض فلسطين و زيتون فلسطين و شهداء فلسطين و لاجئي فلسطين و أسيري فلسطين في المحتشدات الصهيونية المقيتة و تجاوز أيضا المقدسات الفلسطينية و الإسلامية و بالتالي نشهد عملية تطهير لكلّ الكيان الصهيوني من كل تاريخه الدموي و الإجرامي و اللاأخلاقي تجاه الفلسطينيين و كأنّ شيئا لم يكن من جرائمه في حق الشعب الفلسطيني لمدّة 7 عقود بالتمام و الكمال و اظهاره – تباعا - للعالم على أنّه دولة تدافع عن نفسها من " الارهابيين" الفلسطينيين و إضفاء الشرعية على هذا الاستعمار الغاشم لكلّ فلسطين و نحن نعيش في القرن ال 21 .بكل ما يعيشه العالم بأسره من تطوره حقوق الانسان حتى لا نقول و حقوق الحيوان أيضا.؟ ومن هذا المنطلق نسأل عن " أي سلام من أجل الازدهار " يتحدث " جاريد كوشنر "، مستشار الرئيس الأمريكي ترامب و زبانيته و يسوّقون لهذه الفكرة حتّى لا نقول هذه الهدية المسمومة مقابل 27 مليار دولار لفائدة ازدهار المنطقة؟ و نسأل أيضا متّى أصبح الازدهار قبل السلام و قبل الاستقرار؟ فحتّى من باب التفكير البسيط لا ازدهار في غياب السلام و الاستقرار؟ ألهذا الحدّ يواصل الغرب استبلاه العرب؟ باختصار شديد نقول و أن هذا المؤتمر الاقتصادي هو حلقة من حلقات التآمر على القضية الفلسطينية من أجل وأدها نهائيا و استئصالها لفائدة الكيان الصهيوني و تثبيته نهائيا كما فعلها الغرب و تحديدا بريطانيا عندما غرست في الجسم العربي هذا الكيان الصهيوني الاستعماري منذ القرن الماضي؟ و لكن الخطير في كلّ هذا هو الانزلاق المتعمد بالقضية الفلسطينية بمباركة عربية ضمن مبادرة أمريكية حضر جنائزيتها بعض الدول العربية و الخليجية خاصة بل و تنظيمها في عاصمة عربية، المنامة عاصمة البحرين؟ في الإطار نقول في النهاية ارفعوا أيديكم على القضية الفلسطينية، فالفلسطينيون أدرى بشعابهم و بقضيتهم و يكفيهم جراحا و خرابا و قتلا و موتا و خرابا و قضما لأراضيهم و أيضا يكفيهم خيانة لقضيتهم وهم الأقدر على مقارعة هذا الشيطان الصهيوني الاستعماري البغيض و قادرون على إدارة قضيتهم بدون أن تكونوا أوصياء عليهم فالقضية الفلسطينية هي قضية سياسية بالأساس لا قضية اقتصادية فرجاء لا تكرّسوا المزيد من الخنوع و الاستسلام و التطبيع و التفريط في الحقوق العربية و تكونوا أوصياء على فلسطين؟ فشعبها شعب الجبارين كما وصفه الزعيم الراحل ياسر عرفات و ليس في حاجة إلى اياديكم المرتعشة أمام أمريكا و ربيبتها اسرائيل و يكفيهم خذلان لقضيتهم و رجاء لا تنخرطوا فيما يسمى بصفقة العصر باعتبارها صفقة الخزي و العار و أنأوا بأنفسكم حتى لا تكونوا شهود زور. و يكون مآلكم مزابل التاريخ؟؟؟.