بعد أن تم الإعلان عن عقد جلسة عامّة انتخابية للنادي الصفاقسي يوم 30 ماي القادم التقت «الصريح» رئيس الهيئة المديرة نوفل الزحاف ليحدثنا عن الأسباب التي أدت الى تفكير هيئته في عقد جلسة عامة انتخابية في حين ان مدّته النيابية تنتهي في صائفة 2012. كما تطرّقنا خلال هذا الحديث الى عديد المسائل التي تهمّ حاضر ومستقبل «السي اس آس» فلنتابع الحوار الذي أجريناه مع الزحّاف: في البداية لماذا قررتم عقد جلسة عامة انتخابية عوضا عن جلسة عادية؟ الجميع يعلم انني تسلمت رئاسة الهيئة المديرة للنادي الصفاقسي خلال الصائفة الماضية في ظروف استثنائية بعد أن قرّر رئيس الهيئة المتخلية سي منصف السلامي عدم ترشيح نفسه لمدة نيابية ثانية وفي غياب مترشحين لهذه الخطة لذلك وبمجرّد حدوث الثورة في تونس تجاوبت مع التغيير الذي حصل في البلاد وقررت الدعوة لجلسة عامة انتخابية في اقرب الأوقات لانتخاب رئيس ونائب رئيس للهيئة المديرة للنادي الصفاقسي بشكل ديموقراطي بعيدا عن التعيين والتزكية مثلما جرت العادة منذ سنوات طويلة وذلك لأنني أؤمن فعلا بالديموقراطية وضرورة تكريسها في جميع المجالات بما فيها الحقل الرياضي... واعتبارا لأن النادي الصفاقسي جزء لايتجزأ من تونس فكّرت في هذه البادرة منذ بداية الثورة حتى يساهم نادينا العريق في تكريس التوجه الديموقراطي بالبلاد بعد أن سبق له أن ساهم في حركة النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي وفي بناء تونس العصرية والنهوض بها. لكن لماذا تمت برمجة هذه الجلسة العامة الانتخابية في وقت مبكر خاصة وان الموسم الحالي سينتهي في وقت متأخر بسبب ركون المنافسات الوطنية الى راحة مطوّلة؟ الغاية من برمجة الجلسة العامة الانتخابية في وقت مبكّر هي فسح المجال للهيئة الجديدة لتسلم مهمّة التسيير في ظروف مناسبة حتى تعمل في اريحية ويكون لها متسع من الوقت للإعداد للموسم الجديد والقيام بالانتدابات الضرورية وغيرها من المسائل. وهل سترشح نفسك لرئاسة الهيئة المديرة؟ لا أفكر بتاتا في الترشح لرئاسة النادي لكن لم يمض على توليك رئاسة الهيئة المديرة سوى ثمانية أشهر ومن حقّك ان تفكّر في ترشيح نفسك لهذه الخطّة حتى يتم انتخابك بطريقة ديمقراطية وتواصل العمل الذي قمت به منذ نهاية شهر جويلية الماضي؟ انا أفضّل الانسحاب وفسح المجال لغيري لرئاسة النادي بعد انتخابه من القاعدة في اطار التداول ومنح الفرصة لمن يأنس في نفسه الكفاءة والقدرة على تحمّل هذه المسؤولية لقيادة السفينة وإفادة الجمعية. هل ساهمت الظروف الصعبة التي يعيشها النادي الصفاقسي حاليا في تفكيرك في عقد جلسة عامة انتخابية كوسيلة للهروب والخروج من الباب الكبير؟ صحيح أنني تعبت كثيرا منذ توليت رئاسة الهيئة المديرة لكنني لم ولن أتذمّر من ثقل المسؤولية ومن أعباء التسيير لأنني ابن النادي الصفاقسي ونشأت على حبّه منذ أن كان والدي رئيسا للنادي وأشعر بالنخوة والفخر للفرصة التي أتيحت لي لتولي هذه الخطة وخدمة «السي آس آس» من موقع قيادي بعد أن تحمّلت مسؤولية التسيير من مواقع أخرى لمدة سنوات لذلك أشكر كل من وضع في ثقته. ماهو تقييمك الشخصي للعمل الذي قمت به الى حدّ الآن؟ عندما شرعت في مباشرة مهامي كرئيس للنادي كانت الأهداف المرسومة بالنسبة للموسم الحالي تتمثل في الترشح لدور المجموعتين لمسابقة كأس الاتحاد الافريقي وانهاء الموسم في احدى المراتب الخمس الأولى في صورة تعذّر القيام بانتدابات قادرة على تقديم الإضافة وتقليص الميزانية بنسبة 30 ٪ لتصبح في حدود 6 مليارات بعد أن بلغت 9 مليارات الموسم الماضي. لذلك يمكن القول ان الهيئة الحالية نجحت بنسبة هامة في تحقيق هذه الأهداف بعد أن بلغ الفريق الدور النهائي لمسابقة كأس «الكاف» وتمكن من الانفراد بالمرتبة الثالثة في سباق البطولة الوطنية اثر الجولة الماضية الى جانب عدم تجاوز ميزانية هذا الموسم ستة مليارات حسب ما هو متوقع. في خصوص اهدافي الشخصية كرئيس للهيئة المديرة أعتقد أنني نجحت نسبيا في إعادة الإنسجام والوئام بين رجال النادي لوضع مصلحة «السي آس آس» فوق كل اعتبار والنهوض بالجمعية على جميع المستويات. كما تمكنت الهيئة الحالية كذلك من دعم العمل القاعدي من خلال النهوض بمركز تكوين الشبّان الى جانب ايلاء العناية الكافية بمختلف الفروع وذلك رغم الضغط على المصاريف وتقليص الميزانية. على ذكر العمل القاعدي ومركز تكوين الشبّان لماذا استغنيتم عن خدمات المدير الفني لأصناف شبان كرة القدم يوسف البعتي منذ بضعة أسابيع بعد أن تولى هذه المهمّة لمدة تناهز 9 سنوات؟ هذا الإجراء يأتي في اطار تطوير أساليب العمل والإستفادة من خبرات بعض الفنيين الآخرين الذين بإمكانهم إعطاء دفع للعمل القاعدي واستغلال المنشآت والمرافق العصرية المتوفرة بالمركب الجديد لذلك قررنا التعاقد مع السويسري ميشال ريشاردسون الذي سيصبح المشرف الأول على مركز تكوين الشبان بداية من غرّة جويلية القادم الى جانب الإشراف على تكوين المدربين ورسكلتهم حتى يستفيد النادي من خبرته وحتى يشهد العمل القاعدي قفزة نوعية الى الأمام مستقبلا... لكن لابد لي من الإشادة بالعمل الذي قام به المدير الفني السابق يوسف البعتي والذي عمل في ظروف صعبة أحيانا. ماهي الأسباب التي جعلتكم تقررون عقد جلسة عامة خارقة للعادة يوم 29 أفريل القادم؟ فكرنا في عقد هذه الجلسة الخارقة للعادة لتنقيح القانون الأساسي حتى يصبح مواكبا للتطورات الحاصلة داخل النادي وعلى الساحة لذلك ستتم اعادة النظر في هيئة الدعم وهيئة الحكماء وربما الاستغناء عن هذين الهيكلين او إدماجهما في هيكل واحد بحثا عن الفاعلية والنجاعة. كما سنضع حدا للتهميش الذي تعيشه منظومة «سوسيوس سي آس آس» حتى يصبح بامكان هذا الهيكل أن ينشط في اطار قانوني ويقوم بمهامه على أفضل وجه على مستوى اكساب النادي الصفاقسي المزيد من الاشعاع داخل الحدود وخارجها والمساهمة في دعمه ماديا وأدبيا الى جانب بعض التنقيحات الأخرى وقد قررت الهيئة المديرة تكوين لجنة متركبة من عديد الأطراف للنظر في مسألة تنقيح القانون الأساسي كما فسحنا المجال للأحباء المنخرطين للتقدّم بمقترحاتهم المتعلّقة بالتنقيحات. وماذا عن الأزمة المالية؟ النادي الصفاقسي يمرّ بظروف صعبة حاليا بسبب الضائقة المالية التي جعلت الهيئة عاجزة عن صرف مستحقات اللاعبين والمدربين والإيفاء بوعودها تجاه بعض الأطراف الأخرى في الوقت المناسب. ولابد لي بهذه المناسبة من التوجه بالشكر للاعبين الذين يعملون بجد وبانضباط رغم عدم حصولهم على مستحقاتهم وهوما يؤكد حبهم لناديهم واخلاصهم له...نحن ساعون حاليا للحصول على بعض المبالغ لتسليم اللاعبين جزءا من المستحقات التي لم يحصلوا عليها بعد في أقرب الأوقات. هل فكرتم في ايجاد موارد مالية قارّة لتفادي تكرر الأزمات المالية التي أصبحت تعطل مسيرة النادي؟ ايجاد موارد مالية قارة يبقى هاجسا دائما بالنسبة لنا وهناك برامج تهدف الى تطوير خدمات الإشهار داخل ملعب الطيب المهيري والى بعث قناة اذاعية وقناة تلفزية خاصتين بالنادي الصفاقسي الى جانب تطوير الموقع الرسمي للجمعية على شبكة الانترنات وفتح المغازة المختصة في بيع منتوجات «السي آس آس». كما تم بعث نادي الألف هذا الموسم من أجل توفير مليار من المليمات سنويا متأتية من هبات الأنصار المنتمين لهذا النادي... ولاننسى كذلك مساهمة «سوسيوس» في ايجاد موارد مالية قارّة مستقبلا بعد ايجاد الإطار القانوني المناسب لأنشطة هذه المنظومة...لكن يبقى نادينا دائما في حاجة للدعم المالي المتأتي من الأحباء بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم. لذلك أدعو الأنصار كل حسب امكانياته الى تقديم الدعم المادي لناديهم حتى يكون بامكانه مواصلة مسيرته بكل ثبات ويحقق المزيد من الانجازات. هل صحيح ان الهيئة ستتكفل بتنظيم المباريات بملعب الطيب المهيري مستقبلا بعد ان تولت شركة خاصة مهمّة التنظيم منذ مواسم عديدة؟ ربما سيتولى النادي الصفاقسي هذه المهمّة...كما ان امكانية اجراء مناقصة للتعاقد مع احدى الشركات للقيام بمهمة تنظيم المباريات مستقبلا أمر وارد كذلك. ماهي طبيعة العلاقة بينك وبين الصحافة؟ علاقتي بالصحافة مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون لما فيه خير الرياضة التونسية بصفة عامة... أنا أومن أن الإعلام يلعب دورا هاما على مستوى النهوض بالأندية واكسابها المزيد من الإشعاع...ونبقى جميعا في حاجة الى اعلام نزيه وبناء بعيدا عن الإثارة وتغذية الحساسيات او تصفية الحسابات لذلك نحن نقبل النقد البنّاء ونسعى للتعاون مع مختلف وسائل الإعلام في إطار الانسجام والتكامل. كملة الختام؟ في نهاية هذا الحديث أدعو أنصار «السي آس آس» الى الالتفاف حول النادي ودعمه ماديا وأدبيا حتى يساهموا من موقعهم في النهوض به على جميع المستويات من اجل مستقبل أفضل لنادينا.