لن أنتخب هؤلاء... لقد خبرناهم وهم في السلطة، وثبت لنا أنهم أفسدوا ولم يصلحوا... لقد باعوا الوطن وقبضوا الثمن، ورهنوا ثروات الشعب للأجنبي لأنني لست برغماتيا، ولا أدوس الأخلاق من أجل تحقيق غايات سياسة، ولأنني أرى في السياسة فنا لصناعة الخير العام، لا يقدر عليه إلا رجل الدولة المبدع، المؤمن بتونس وسيادتها وسلامة أرضها ورفاه شعبها، ولأنني أحسب أنني ما زلت ثابتا على ولائي لعقيدتي ولمبادئي، ولأنني أرى وطني الحبيب تونس أغلى الأوطان وأحبها إلي قلبي... ولقد خبرت طيلة السنوات التي خلت منذ 2011، هؤلاء الذين دخلوا في سباق محموم من أجل الولوج إلى قصر قرطاج، أو الفوز بمقعد بمجلس النواب، وثبت لي كما ثبت لكل أفراد الشعب، وبكل الحقائق الميدانية المعاشة، وبكل المعطيات والأرقام، أنهم أفسدوا ولم يصلحوا، وأشرفوا بالبلاد على حافة الفقر والإفلاس، وأصابوا الناس باليأس والإحباط... فإنني لن أزكي ولن أنتخب من لا يعرف قدر تونس ولا يحفظ ودها... ولن أنتخب من يحتقر الدولة ودينها وشعبها وحضارتها... ولن أنتخب من أدى قسم الولاء لدولة أجنبية وحمل جنسيتها ولو لساعة واحدة في حياته... ولن أنتخب من حرض على العنف واللعن والسب والقذف والتكفير والتخوين... ولن أنتخب من يرى العنف والقتل والذبح والإغتصاب والتدمير والتخريب جهادا وسنة... ولن أنتخب من كان حاصلا على جوائز تقديرية، أو دروع شرفية، أو أوسمة عرفان، من منظمات وهيآت سياسية أو ثقافية لها أي صلة بالكيان الصهيوني... ولن أنتخب من صافح الصهاينة وعانقهم... لن أنتخب أحدا يرى في السلطة حصانة لشخصه، ومناعة لحزبه أو لجماعته، ومكسبا وغنيمة ومحسوبية ومحاباة لأهله ولأولي قرباه... لن أزكي ولن أنتخب أحدا من هؤلاء، حتى أنجو أمام الله حين يسألني: في ما أعطيت صوتك؟ ألهؤلاء الذين أفسدوا ولم يصلحوا، وباعوا الوطن وقبضوا الثمن، ورهنوا ثروات الشعب للأجنبي!!...