عديدة هي مظاهر الظلم والاستبداد التي شهدتها اغلب المجالات في تونس في عهد الرئيس المخلوع ..فمن انتشار الفساد في الديوانة وتفشي الرشوة والتدخلات والمعاملات الخاصة في الانتدابات والتشغيل والتدريس ,الى الوساطة والمحسوبية وغيرها من الامور التي اضرت بالكثيرين .وقد طال الظلم اسمى الميادين وافسدها وهو ميدان التعليم ..فالعديد من الاتفاقيات التي تم توقيعها وقع التراجع فيها والتخلي عن مفعولها لاسباب لا يعرفها الا من امر بذلك .. ومن بين الاتفاقيات التي وقع التخلي عنها هي اتفاقية 11 ديسمبر 1980 ..وهي اتفاقية تنص على التخفيف في ساعات العمل وتمكين معلمي التطبيق من العمل لمدة 20 ساعة اسبوعيا ..كما تنص ايضا على العمل بخطتي مساعد مدير ومعلم معوض .. تفعيل وقد افادنا حفيظ حفيظ كاتب عام نقابة التعليم الاساسي انه في عهد وزير التربية الاسبق منتصر الرويسي وقع الاتفاق على احداث خطة مساعد مدير لتخفيف الاعباء عن مدير المدرسة من ناحية ولتحسين مردودية الادارة التونسية من ناحية اخرى ..وقد وقع تطبيق هذا الاتفاق انذاك في المدارس الكبرى التي تحتوي على 800 او 600 تلميذ ..كما وقع الاتفاق على احذاث خطة معلم معوض وكان الهدف منها تعيين معلمين متفرغين بمعدل معلم معوض في كل دائرة تفقد .اي تعيين 640 معلما معوضا متفرغين تماما للتعويض وذلك اقتداء بالتجربة الفرنسية والبلجيكية ..وقد وقع العمل بهذه الخطة على امتداد الفترة الممتدة بين 2002 و2005 ..وكان الهدف من هذه الخطة هو تفادي التعويضات العشوائية التي يقع الالتجاء اليها دون تجربة او تكوين ..ولكن في عهد الوزير الصادق القربي وقع التراجع عن هذه الاتفاقية من جانب واحد ..واضاف حفيظ ان النقابة تسعى جاهدة للقضاء على الظلم الذي الحق بالقطاع والى اعادة تفعيل الاتفاقيات التي وقع التراجع على غرار اتفاقية 1981 ..وبالاضافة الى ذلك شدد كاتب عام نقابة التعليم الاساسي على ملف تسوية الوضعيات واعتبره من الاولويات التي تدافع عنها نقابتهم وقال ان عددا كبيرا من المعليمين مازالوا يعملون بنظام النيابات والتعاقد وهو ما يجب ان يسوى ويقع النظر فيه ..كما ان هناك ملف المعلمين المطرودين لاسباب سياسية والبالغ عددهم قرابة 400 معلم ..وافاد حفيظ في هذا الاطار انه تم ارجاع 368 معلما وتعمل النقابة على اكمال بقية الملفات التي تاخر اصحابها في تقديمها ..كما يوجد ملف المعلمين المطرودين لاسباب اخرى على غرار العقوبات والغيابات وما الى ذلك ..ويبلغ عدد الملفات المطروحة في هذا الشان قرابة 80 ملفا ...تعتبر كل هذه الملفات محل اتفاق مع الوزارة حسب ما افادنا به الكاتب العام اذ اكد على ان السيد الطيب البكوش وزير التربية اكد على ان تفعيل اتفاقية 1981 هي للتطبيق وليست للتفاوض ..ولعل ذلك يعود الى ان الاتفاقية طرحت على وزارة التربية عندما كان السيد البكوش امينا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل أي انها طرحت باقتراح وبترحيب منه وهو ما يفسر اسراعه في تفعيلها باعتبار ايمانه بجدواها وضرورتها .. واضاف السيد حفيظ حفيظ انه سيقع التطرق الى الحركة النظامية للمعلمين وسيتم عقد لقاءات في الجهات للاتفاق على كيفية انجاز الحركة لهذه السنة ..اي استشارة نقابية موسعة في الجهات قبل عقد جلسات مع الوزارة.. طرد المتعاقدين وفيما يتعلق بالتعليم الثانوي فقد افادنا سامي الطاهري كاتب عام نقابة التعليم الثانوي انه تم خلال الاجتماعين الماضيين الاتفاق مع الوزارة على اعادة 194 استاذا مطرودا خلال الاجتماع الاول و169 استاذا خلال الاجتماع الثاني ,,ولم يبق الا الاساتذة الذين قدموا ملفاتهم بصفة متاخرة ..كما بقي الاساتذة المطرودين لاسباب مغلفة بالبيداغوجيا,على غرار مظالم مجالس التاديب وانتهاء العقود وما الى ذلك ..وقال الطاهري انه من غرائب وزارة التربية هي القول بتسوية الوضعيات من خلال التصفية ..اي انهاء العقود التي تصل مدتها الى العشر سنوات بدعوى انهاء التجاوزا ت القانونية التي كانت موجودة ..وتساءل عن مدى فاعلية هذه التسوية التي تحيل على البطالة وتتسبب في ظلم عائلات وتشريدهم ..وقد بلغ عدد الملفات التي وصلت الى النقابة في هذا الخصوص الى حد الان 12ملفا ..