يمرّ النّادي الرياضي الصفاقسي حاليّا بظروف حسّاسة لعدّة أسباب لعلّ أهمّها استهداف رئيس الهيئة المديرة منصف خماخم من قبل جانب من الأحبّاء الذين يسعون منذ أشهر إلى دفعه إلى الاستقالة بمختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة وكذلك احتداد الأزمة المالية الخانقة وتراجع نتائج الفريق إضافة إلى تمرّد بعض اللّاعبين على الهيئة ورفعهم لشكاوى إلى لجنة النّزاعات التّابعة للجامعة التّونسية لكرة القدم وغيرها من الأسباب التي جعلت الغيورين على هذا النّادي العريق يخشون دخوله في أزمة عميقة لا يمكن التّكهّن بمآلها وبعواقبها. الهزيمتان الأخيرتان في منافسات البطولة أمام الملعب التّونسي والنّادي الإفريقي زادتا في حالة الاحتقان داخل السّي آس آس. وقد أصبح هذا الأخير بالتّالي على صفيح ساخن – الشّيء الذي يهدّد بدخوله في متاهات قد يصعب الخروج منها مستقبلا خاصّة في غياب الانسجام بين الفريق وأنصاره إضافة إلى وقوف من يسمّون برجال النّادي ورجال الأعمال المنتمين للجهة موقف المتفرّج ممّا يحصل للجمعية واكتفائهم بمتابعة المشاكل الكبيرة والظّروف الحسّاسة التي تعيشها من فوق الرّبوة وكأنّهم أصبحوا يشعرون أنّهم أكبر من النّادي الذي يعود له الفضل في فتح آفاق هامّة لهم لم يكونوا يحلمون بها سواء على مستوى الشّهرة والإشعاع أو حتّى على المستوى المهني والمادّي. في الظّروف الحالية يبقى الفريق في حاجة إلى الإحاطة والتّأطير أكثر من أيّ وقت مضى حتّى لا تخرج الأوضاع عن السّيطرة. ولا شكّ أنّ الإطار الفنّي بقيادة المدرّب فتحي جبال بصدد بذل مجهودات جبّارة من أجل ترميم معنويات اللّاعبين وتفادي تسرّب الشكّ إلى نفوسهم بشكل يجعلهم غير قادرين على التّدارك في قادم المنافسات – الشّيء الذي سيؤدّي في صورة حصوله إلى عجز السّي آس آس عن الارتقاء بأدائه وبنتائجه إلى المستوى الذي يتماشى مع حجمه ويرتقي إلى مستوى تطلّعات وطموحات أنصاره. تجدر الإشارة إلى أنّ رئيس الهيئة المديرة منصف خماخم استنجد هذا الموسم بمعز المستيري لتكليفه برئاسة فرع كرة القدم... لكن يبدو أنّ المستيري وجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها بسبب الظّروف الحسّاسة التي يمرّ بها النّادي خاصّة وأنّ خبرته على مستوى التّسيير داخل الأندية الرياضية لا تعدو أن تكون محدودة إضافة إلى أنّه حديث العهد بالأجواء الدّاخلية للسّي آس آس. تجدر الإشارة إلى أنّ المستيري سبق له أن ترأّس الرّابطة الجهوية لكرة القدم للجنوب بصفاقس إلى جانب انتمائه إلى الرّابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة – والتي استقال منها لتولّي رئاسة فرع كرة القدم بالنّادي الرياضي الصفاقسي في الموسم الحالي. لا شكّ أنّ رئيس فرع كرة القدم بنادي عاصمة الجنوب معز المستيري وجد نفسه أمام مهمّة صعبة هذه الأيّام بسبب تعدّد المشاكل داخل الفريق وتسرّب الشكّ إلى نفوس اللّاعبين إلى جانب تواصل الحملة التي يشنّها جانب من الأحبّاء على الهيئة المديرة والمطالبة باستقالتها – وهي حملة ازدادت حدّة إثر الهزيمتين الأخيرتين أمام البقلاوة والإفريقي. الشّيء الذي زاد في تعقيد مهمّة رئيس فرع كرة القدم معز المستيري هو تولّيه عديد المهامّ خاصّة لعدم وجود مدير رياضي ولغياب مرافق للفريق بعد انسحاب كريم غربال منذ ثلاثة أسابيع إضافة إلى تولّي المستيري خطّة ناطق رسمي وجملة من المهامّ الأخرى كذلك. السّؤال الذي يفرض نفسه حاليّا هو هل سينجح رئيس فرع كرة القدم معز المستيري في مهامّه ويكسب السّي آس آس بالتّالي مسيّرا قديرا أم أنّ الرّجل سيعرف مصير سابقيه؟