رحل العقل المدبر لتونس ما بعد الثورة... رحل أبو سفيان الذي من دخل داره فهو آمن توطئة: "أرثيك يا رجُلاً توارى ذِكرهُ، بين الأنام وهل يفيد بيانِ، خالدٌ ولن يجد الزمان بمثلهِ، شهماً شريفاً طيفه أشجانِ" فراشة الحزن ترفرف في بستان ذكرياتي: انكسر قلبي منذ سنوات قليلة بموت رجل عظيم أحببته كأب واحبني مثل أحد أبنائه، هو الدكتور المنصف بن سالم وزير التعليم العالي الأسبق، الذي فاتحني رحمه الله تعالى بأنه كان يقول لمن يعلق على كثرة دفاعه عني: هل الصحبي بن منصور قريبك ام صهرك ام ابن بلدك...؟ فيقول لهم: انه مناضل وقف معنا في سنوات الجمر... ومنذ أشهر انفطر قلبي بموت ابي الروحي الوزير الأول الأسبق الهادي البكوش الذي كان يوجهني ويرعاني مثل ابن له... ولي مع كل منهما أسرار كبرى سيأتي يوم ادونها بتفاصيلها... وكان الدكتور المنصف بن سالم يكن كل التقدير للسيد الهادي البكوش لانه لم ينسى أنه تسلم منه خلال أواخر الستينات جائزة صاحب أفضل معدل في البكالوريا عندما كان واليا على صفاقس. فاجعة الرحيل: اليوم انهد سقف قلبي عندما شاهدت الخبر الصادم.. خبر وفاة الأخ الأكبر بوعلي المباركي على صفحة الدكتورة لمياء مليح النائبة السابقة بالبرلمان التي سبق أن ترافقت معها ومع نائب آخر لزيارة سي بوعلي في داره. لم أصدق الخبر. خجلت من مهاتفة ابنه الوحيد وجدي المباركي من أجل التحري عن خبر وفاة والده ... فلجأت إلى مهاتفة صديقي الدكتور حسان اليحمدي عضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل وهو من ثقات سي بوعلي وسببي الاول إليه وكثيرا ما اجتمع ثلاثتنا معا في منزله (منزل سي بوعلي)، لكن هاتفه خارج الشبكة، لذلك جعلت أبحث في المواقع الرسمية عن مدى صدق هذه الإشاعة حتى صار الخبر عندي ويا حزناه يقينا وتمنيت ألا يكون حقيقة وإنما مجرد إشاعة أو وهم عابر... كيف يمكن أن أخلد ذكرى هذا الرجل العظيم؟ ليس على الأقل وهو أضعف الإيمان إلا بكتابة فقرات أسلط فيها الضوء على مأثره ونشرها بجريدة "الصريح"، وكنت منذ شهرين عاقد العزم على أن اساهم في تكريم سي بوعلي من خلال التنسيق مع المؤرخ القدير الدكتور عادل بن يوسف المختص في التاريخ المعاصر _الذي تولى تسجيل مئات من الساعات لعدد كبير من رجالات الدولة التونسية وبثها على أمواج إذاعة المنستير _ من خلال تسجيل شهادته على العصر وتوثيق حياته ومواقفه بالصوت لكن تأجل هذا المشروع الذي أضمرته في نفسي لعدم تمكني من التواصل مع سي عادل الذي لم يعد هاتفه يجيب في الآونة الأخيرة. بوعلي المباركي الزعيم النقابي: بو علي المباركي لمن لا يعرفه رجل طويل القامة متين البدن مثل نخلة تونسية باسقة يطل على مخاطبيه من شرفات عقله الرصين وشخصيته اللطيفة... طريقته في التفكير وأسلوبه في الحديث ولكنته الخاصة ولا سيما نطقه الراء غاء تذكرني كثيرا بسي الهادي البكوش... إلى جانب اشتراكهما في إدارة دواليب الشأن العام انطلاقا من منزليهما وفي استقبال الشخصيات الكبرى في البلاد بمنزليهما... كان رحمه الله مقصد الوزير والوالي والرئيس المدير العام ليساعد في حل الخلافات الحادة وتجاوز المشاكل النقابية العالقة او العويصة... وتراه في منتهى السعادة وهو يحاور ويفاوض ويقرب بين وجهات النظر... ويساهم في إرساء السلم الاجتماعية... كما كان مقصد كل من له مشكلة مع السلطة أو مع الإدارة... ومن له حالة اجتماعية أو صحية تتطلب العون والدفع. وكان ملجأ رجال الأعمال الذين يبحثون عن سبل لتطوير أعمالهم واصطدموا بعائق إداري او بتسلط المتنفذين... اما من يزوره في مكتبه فسيجد صفا من المنتظرين ولكل منهم قصة وطلب... إلى جانب تردد زملائه الأمناء العامين المساعدين والكتاب العاميين الجهويين وبقية المسؤولين النقابيين على مكتبه... كان مثل الشمس التي تدور الكواكب في فلكها... وهو محنك في إدارة العلاقات والأزمات والعلاقات بابتسامته المعهودة وبتواضع ورحابة صدر وبرأيه الحصيف... حماية أمنية موصولة: على الرغم من إحاطة منزله بكاميرات مراقبة فإنه كان ينتقل وينام تحت حماية أمنية لصيقة لانه مهدد بالقتل من قوى الشر والتطرف... ثم لانه إحدى دعامات البلاد... فضربها تهديد لاستقرارها... كما حدث مع ابن خالته الشهيد الحاج محمد البراهمي... ثم لأن مجالسه كان يؤمها علية القوم من كل جهة وقطاع ومن اعضاء كل الحكومات المتعاقبة... حكيم قوم: اذا اردت أن اجمل القول في الدور الوطني لسي بوعلي المباركي خلال عقد من الزمن أعقب الثورة فسأقول إن منزله في ضاحية المرسى كان بمثابة "سقيفة بني ساعدة" التي تنطفئ داخلها مختلف الفتن ويصلح فيها ذات البين بين المتخاصمين والمتنافسين من أهل الحياة السياسية وأتباع الأحزاب... وكان يسهم في هندسة التوجهات العامة لكل مرحلة ولكل حكومة... وما يلفت الانتباه في أدواره الوطنية هو شخصيته الوفاقية وسياسته في التجميع وإيجاد نقاط التقاء وميادين تفاهم... ولا يدخل شخص منزله بضاحية المرسى إلا يخرج منشرح الصدر مقضي الحاجة أو في طريقه إلى الحل... النقابي أعلى من السياسي: عندما كانت حكومة السيد يوسف الشاهد بصدد التشكل، وكان اللاعب الأبرز في تشكيلها هو السيد رؤوف الخماسي طلب مني أن افاتح سي بوعلي برسالة شفوية مباشرة فحواها قرار تعيينه وزيرا للشؤون الاجتماعية. وفور وصولي إلى منزله ومفاتحته بالموضوع ابتسم وأجابني دون تفكير: قل لهم لو عرضوا علي منصب رئيس حكومة لن اقبل به... فأنا الآن أخدم البلاد من موقع افضل من وزير ومن رئيس حكومة... وأمامي مؤتمر الاتحاد ولا بد من انجاحه، وبخصوص مقترح وزير شؤون اجتماعية فإني اقترح عليهم اسم سي محمد الطرابلسي فإنه رجل مناسب. وعندما شرع النقابيون في الإعداد لمؤتمرهم الذي سيخرج بأمين عام جديد بعد السيد حسين العباسي الذي لم يعد النظام الداخلي يسمح له بالترشح مجددا.. كان الكثير من النقابيين يدعمون سي بوعلي المباركي لتولي الأمانة العامة، وكان رأي له في جلساتنا الخاصة _وهذا هو أيضا كان رأيه الذي اسره لي_ أن يحافظ على موقعه لأنه سيواصل خدمة وطنه والناس انطلاقا منه... وذلك طبعا أفضل من شق صف الاتحاد إلى قسمين... لا سيما أن التسميات لا تعني شيئا: امين عام أو امين عام مساعد مكلف بالشؤون الإدارية والمالية... وقد لعب الدكتور حسان اليحمدي دورا بارزا في تجسيم هذه الفكرة عن طريق توثيق أواصر الاتفاق بين المرشحين الأبرزين لخلافة السيد حسين العباسي، والدخول إلى الانتخابات في قائمة موحدة. من دخل دار أبي سفيان فهو آمن: هذه مقولة سي بوعلي الأشهر التي كان يرددها في منزله.. كان يعبر من خلالها عن اعتزازه بشهامة العربي والتحلي بمكارم الأخلاق وبكرم العربي وتفانيه في خدمة ضيوفه وقضاء حوائجهم وتجنده للدفاع عن المظلومين وحماية من يلجأ إليه مستجيرا... وكم نقى الأجواء في الإدارات والوزارات والشركات... لأن انتصاره دائما لصوت الحكمة والعقل والمصلحة الوطنية اولا ولمصلحة الادارة والمؤسسة ثانيا التي بصلاحها وديمومتها تتحقق على حد تصريحه مطالب العمال ومصالح الجميع. قارئ يحلق بجناح الكتاب: أفضل هدية ينشرح لها صدر سي بوعلي هو الكتاب... كان مثقفا يعتز بعلاقته بالكتاب... لذلك كنت احرص في كل لقاء معه على اهدائه اما كتابا جديدا من كتبي الفردية والجماعية او مجلة من المجلات التي أشرف على تحريرها... وكان يفاتحني بما قرأه منها... وكان محاورا بارعا ومفكرا ألمعيا... ولم ينسى تعلقه بمجالس الفكر الإسلامي بمدينة صفاقس عندما كان تلميذا... كما صارت له ملكة جيدة في النقاشات العلمية من خلال تجاربه المتعددة في العالم. وتربطه علاقات متينة بالنخب الجامعية ومن بينهم استاذي الدكتور ابراهيم جدلة... وريث عائلة مناضلة: ممن تأثر بهم سي بوعلي كثيرا والده المقاوم للاستعمار الذي عرف السجون خلال الحقبة الاستعمارية ثم عوقب بعد الاستقلال لاختياره الصف اليوسفي... ولم يكترث لشيء امام تشبثه بقناعاته العروبية والإسلامية... وكان لبيئة سي بوعلي البدوية _التي يفتخر بها لأنها بيئة تونسيةأصيلة_ دور في نحت شخصيته القيادية... ومن جميل خصاله التجمل في الطلب والتعفف، وكان يحلو له دائما استحضار أحد حواراته مع والده الذي يستلهم من اغاني ام كلثوم مقطع: عزة نفسي منعاني... ولذلك رفض سي بوعلي الحصول على قطعة ارض كبيرة المساحة بمنطقة قرطاج كان اسندها الرئيس الراحل زين العابدين بن علي لعدد من رجالات الدولة التونسية من مختلف القطاعات بأسعار رمزية مثلما تم اسنادها في السابق لأهل قطاعات خصوصية... وتمسك سي بوعلي بالرفض رغم محاولة السيد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل إقناعه... ورغم أنه لا يملك منزلا خاصا... لأنه شعر مثلما صرح لي بذلك بأن في المسألة قطعة "قاتو مسمومة، كما رفض قبول توسيمه من قبل رئيس الجمهورية في حافز على استقلاليته... وظل سعيدا لأن الدنيا أقبلت عليه فلم ينغمس فيها انتصارا لمبادئه... ولما صارت ثورة في تونس سر أكثر لأنه كان ثاقب الرأي واتخذ الموقف الصائب. وللاشارة فإن المنزل الذي يشغله بضاحية المرسى إلى اليوم تاريخ وفاته هو على سبيل الكراء. رجل كألف: لقد رحل الأخ الأكبر الذي وقف معي في الشدائد والمحن وساعد أصدقائي من رجالات الدولة عندما تعترضهم صعوبات مهنية، وكنت أصطحبهم معي اليه وكان يسره ذلك لأنه يجد متعة في مساعدة الناس ولا يتبرم او يضجر. وقد فاجأني ذات صيف عندما أخبرني انه ان الاوان لان اتقلد خطة الوزارة... كان ذلك سنة 2016, قال لي سيكلمك السيد رئيس الحكومة... لقد تم ترتيب الامور... وفعلا عندما كنت ذات يوم جمعة بصدد الاستعداد للذهاب إلى صالة الأعراس لإحياء حفل "ملاك" اختي الصغرى كلمني على الساعة الثامنة والنصف ليلا شخص من رئاسة الحكومة ليعلمني أن السيد رئيس الحكومة يرغب غدا السبت ملاقاتي في الساعة العاشرة صباحا. ومن الغد تحولت صباحا من سوسة إلى تونس رفقة صديقي وأستاذي في سنوات الشباب سيدي علي تنجال المعارض الشرس لنظام بورقيبة ثم لبن علي(رفع قضيتين في المحكمة ضد بن علي في 2001 و2004, ومؤسس حزب المؤتمر قبل ترئسة الدكتور منصف المرزوقي عليه)، اصطحبته معي لأنه دماغ سياسي وصاحب فكر ثاقب ومشاريع فكرية وتحليل صائب للمشهد الوطني. ومن يوم السبت إلى يوم الخميس اللاحق كانت الامور تسير بشكل جيد حتى أن عددا من مسؤولي الأحزاب الحاكمة اتصل بي ليخبرني انه لا منافس لي... لكن بداية من يوم الجمعة طرأت تغييرات وكان سي بوعلي رحمه الله يجاهد بكل قواه وإرادته الخيرة الموجات العالية للدفاع عني وتثبيتي، وكنت اصلي إلى الله أن يصرف عني أي منصب فيه الشر، وانزوي طوال تلك الفترة بالجامع الصغير الملاصق لقصر الضيافة... وكان صديق واخ لي وهو وجه معروف في حزب حاكم طلب مني مساعدته لدى سي بوعلي من أجل تثبيته في نفس الحكومة فاستجبت له ونسقت بينهما، وحمدت الله تعالى أن حال بيني وبين منصب لست أرى نفسي مؤهلا لتحمله على الوجه الذي يرضي ربي في خضم البيدقة الحكومية والزبونية الحزبية، ليصرفني إلى طريق الله... طريق العلم... نور الله في الأرض. ويطول جلب ذود سي بوعلي عني وتحركه للتعريف بي عند الطبقات الحاكمة الجديدة... رحمه الله بواسع رحمته... كان ابا واخا أكبر وكان يسر لي بأشياء يعلم الا الله تعالى انها لا تصدر الا عن شخص يثق ثقة كبرى في شخصي المتواضع. طرائف ومؤامرات: من الطرائف أن ابني الأصغر محمد أزاد (ثماني سنوات الآن ) كان يرافقني إلى دار سي بوعلي فظن وهو يرى أمامها رجال الأمن وسياراتهم وأسلحتهم النارية وجلوسهم في قاعة أسفل الحديقة أن صديق ابيه عنده سجن، وهو ما زال يهدد به إلى اليوم أصدقاءه في المدرسة بانه سيدخلهم إلى سجن ابيه وصديقه... وكذلك كنت انسق مع صديق نقابي قدير لمساعدة أستاذي الدكتور ناجي جلول وزير التربية وقتها فرتبنا له لقاء مع السيد لسعد اليعقوبي في دار سي بوعلي لتذويب الجليد بينهما وانقاذ المؤسسة التربوية من التجاذبات الحكومية والنقابية دون أن نبرز في مشهد الأحداث لا سيما هو.، فاضطررتا إلى المرابطة من بعيد داخل السيارة حتى ساعة متأخرة فاقت منتصف الليل، وكانت ليلة باردة جدا انتهت باعلامنا بعد طول انتظار وانفضاض المجلس بعدم الاتفاق بينهما لتمسك كل فرد برأيه... اما عن مكائد اهل الشر حسبنا الله فيهم فإني استحضر قصة شخص عرفته عن بعد معرفة سطحية كلها احترام وكان دائم الابتسام، ثم تنفذ في حزبه وفي البرلمان وقد إنتبه إلى متانة علاقتي بسي بوعلي فعمل على تخريبها .... ذلك أن سي بوعلي كان يفكر في كابنه ويخطط لفائدتي لأنه يرى اهليتي لخدمة تونس من مواقع قرار متقدمة بصفتي مستقلا لا يحلق إلا بجناحي التجربة والكفاءة... في واقع تغولت فيه سلطة اتباع الأحزاب، ولم يعد فيها مكان للمتحزبين فقط لضمائرهم وقناعاتهم الفردية ولمشاريع الوطن... وقد فاتحني سي بوعلي ليلا معاتبا ومغاضبا بأنه قربني إليه واعتبرني مثل ابنه او أخيه الأصغر فكيف أتحدث في رئاسة الحكومة عن جلساته وقد استامنني مثل أحد أفراد عائلته... صدمت لهذه المكالمة... ولم أفهم ما حدث وتدخل اخي الدكتور حسان اليحمدي فمزق شبكة العنكبوت عني.. ورفع اللبس وأبطل مكيدة اهل السوء. وعادت علاقتي بسي بوعلي امتن من السابق. شاء ربي ان يقر الغادر الشيطان بجرمه، على طاولة العشاء بإحدى الدول الآسيوية في مجلس مضيق حضره شخص بمثابة اخي... فوقع التطرق إلى اسمي فاعترف ذلك الشخص مفاخرا بانه "حرقني عند بوعلي المباركي"، وتذكرت عندما أخبرني صديقي بهذه الجملة وبتحامل ذلك الغادر علي بتعلة اني أصبحت نهضويا كيف طلبت يوما من سي بوعلي أن يفاتح ذلك الشخص في موضوع يخصني لاعتقادي انه يبادلني نفس المودة والاحترام وسيساعدني فيه فعندما قابلت سي بوعلي مساء بعد عودة من اجتماع لاقاه فيه اشار لي دون كلام نا معناه "ارخي عليك منو" وانساه لا يستحق الذكر... نهاية بطل يموت شامخا مثل زيتونة مباركة: كلما هاتفته استمتعت بالنشيد الوطني الذي يعوض صوت رنات هاتفه قبل ان يستقبلني بصوته المرح المرحب بي... فاستمتع بالكلام معه... وكان في الفترة التي تقلدت فيها خطة مستشار لدى السيد وزير الشؤون الدينية يعرب لي عن تقديره ومحبته للقاضي الفاضل أحمد عظوم ويخبرني انه صديقه وانه يذكرني بخير عنده كلما جمع بينهما لقاء مصادفة... كان سي بوعلي يعالج من ورم انساب داخل جسده مثل ثور هائج وكنت اطمئن عليه بين المدة والاخرى خاصة عند سفره للعلاج بالخارج وأحيانا ازوره في منزله وفي إحدى المرات اصطحبت معي السيد عبد السلام العطوي كاتب عام الجامعة العامة للشؤون الدينية، اين دار حديث فكري مطول استفسرني خلاله عن سبب دعوة الله تعالى للإنسان إلى النظر في الإبل فأخبرته بجواب ووعدته بتامل المسألة والتعمق فيها ومراجعته بالجواب الشافي فيه وهو ما تم بعد مدة عبر الهاتف، لعلمي بأنه عاشق للفكر، باحث عن اجوبة دقيقة لمسائل علمية كثيرة.. لقد غالب سي بوعلي عدوه السرطاني الخبيث طوال سنوات بمجالدة الأبطال وقوة المؤمنين بالانتصار عليه... ولم يتغلب عليه ولكن لبى نداء ربه المليك المقتدر فانتقل إلى جواره الذي نرجو أن يكون جوار سرور وحبور وراحة خالدة من دار العناء والاوجاع والشرور بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله. * ملحوظة: هذه بعض الصور التي وصلتني اليوم من مصور المشاهير الفنان سليم حشيشة وكان التقاطها بجامع مالك بن أنس بقرطاج خلال عقد قران وجدي ابن الزعيم النقابي الراحل بوعلي المباركي رحمه الله بواسع رحمته. وهي صور دالة على أنه كان مجمعا وكان ملتقى أهل الثقافة والرياضة والشغالين ورجال الأعمال ومختلف الحساسيات السياسية...