على إثر الهزيمة التي مني بها النادي الصفاقسي بنتيجة ثلاثة أهداف لصفر أمام الترجي الرياضي التونسي يوم الأحد الماضي سعت بعض الأطراف إلى الإساءة لمدرب «السّي آس آس» نبيل الكوكي من خلال شن حملة عليه وتحميله مسؤولية هذه الهزيمة الثقيلة رغم أنها كانت ناتجة بالأساس عن أخطاء فردية تتمثل خاصة في إهدار لاعبي النادي الصفاقسي لعديد الفرص ومن ضمنها ضربة الجزاء التي أضاعها حمزة يونس عندما كان الترجي متقدما بنتيجة هدف لصفر وكذلك الهفوات الدفاعية القاتلة التي أدت إلى قبول الفريق لأهداف كان بالإمكان تفاديها. كل من شاهد المباراة المذكورة بين النادي الصفاقسي والترجي الرياضي لاحظ الأداء المرضي الذي قدمه أبناء المدرب نبيل الكوكي في تلك المباراة وكان بإمكانهم في الواقع أن يقلبوا المعطيات لصالحهم لولا تفنن بعض لاعبي الفريق في إضاعة الفرص وإرتكاب البعض الآخر لهفوات دفاعية بدائية عرف أبناء الترجي الرياضي كيف يستفيدون منها. لذلك ليس من المعقول أن تحمّل بعض الأطراف مسؤولية الفشل للكوكي وتشن عليه حملة لا مبرر لها ولا تخدم مصلحة النادي في الظروف الحالية. حصيلة مرضية على إثر إقالة المدرب الفرنسي بيار لوشانتر يوم 5 ديسمبر الماضي كلفت الهيئة المديرة للنادي الصفاقسي المدرب نبيل الكوكي بالإشراف على الحظوظ الفنية للفريق بصفة وقتية قبل أن يتم تعيينه مدربا أول بشكل رسمي. ومنذ تولي الكوكي تدريب الفريق تحسن أداء «السّي آس آس» بشكل واضح وملموس.. ويعود الفضل لهذا المدرب في منح الفرصة كاملة لعديد اللاعبين الشبان مثل قلب الدفاع ربيع الورغمي ولاعبي وسط الميدان الهجومي محمد علي منصر وغازي شلّوف الشيء الذي ساهم في تحسن النتائج ووجود النادي الصفاقسي بالتالي في المرتبة الثالثة حاليا بفارق هام عن ملاحقيه. منذ أن أصبح نبيل الكوكي المدرب الأول لنادي عاصمة الجنوب فاز الفريق في 6 مباريات في إطار سباق البطولة من جملة 12 مباراة خاضها وتعادل في ثلاث لقاءات وانهزم في ثلاث مناسبات وهي حصيلة مرضية إذا أخذنا بعين الاعتبار الظروف التي مر بها النادي الصفاقسي إثر خيبة نهائي كأس «الكاف» وكذلك التأثيرات السلبية للأزمة المالية الخانقة على أجواء الفريق إضافة إلى توقف المنافسات الرسمية لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر. مدرب المرحلة ما يحسب لفائدة المدرب نبيل الكوكي كذلك هو نجاحه في التصرف بحكمة في الزاد البشري المتوفر في الفريق وفرضه للإنضباط ومنحه الفرصة للاعبين الأفضل استعدادا لخوض المباريات بقطع النظر عن الأسماء وهو ما عجز عن فعله المدرب بيار لوشانتر وغيره من الفنيين الذين أشرفوا على الحظوظ الفنية للنادي الصفاقسي في المواسم الماضية. لذلك لنا أن نسأل لمصلحة من تشن بعض الأطراف حملة على هذا الرجل الذي أكد جدارته بأن يصبح المدرب الأول للفريق وبذل مجهودات كبيرة من أجل خدمة «السّي آس آس» على أفضل وجه في ظروف لا تساعد في الواقع على العمل؟ لا شك أن من مصلحة النادي الصفاقسي أن تبذل مختلف الأطراف المنتمية للجمعية قصارى جهدها من أجل توفير مناخ سليم للعمل للمدرب نبيل الكوكي لأنه الفني المناسب للفريق في المرحلة الحالية.