فتنة تشتعل في مقبرة حمام سوسة...شيوخ يرفضون قراءة الفاتحة...و مواطنين تعودوا قراءة الفاتحة على موتاهم.... الاختلاف يبدو بسيطا و لكنه يؤشر لبداية فتنة... الأمر لا يعني عامة الناس و لا بدّ من تدخل العلماء و حسم الموضوع...فمن يرفض قراءة الفاتحة يجب أن يقنع الناس برأيه...و نحن تعودنا قراءة الفاتحة لمن يطلب الشفاء و من يطلب صلاح الذرية و من يطلب الرحمة للوالدين و ابن القيم يقول الفاتحة تقرأ على كل شيء...و قراءة الفاتحة مسألة فقهية خلافية و هي مذهب جماهير أهل العلم من الحنفية و الحنابلة و متأخري السادة المالكية و اختيار الإمام النووي قال الدرديرى و هو من علماء السادة المالكية المتاخرين على أنه لا بأس من قراءة القرآن و الذكر و جعل ثوابه للميت و يحصل له الأجر إن شاء الله...و هو اختيار ومذهب علماء الزيتونة على رأسهم العلامة الشيخ إبن عاشور...ثم إن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يقرأ الفاتحة على الميت و لكنه لم ينكرها...و مؤلم أننا نقبل بالتورط في إشعال فتنة من أجل مسألة موضوع خلاف ليس على العامة الانتهاء إلى قرار بشأنها و لا بد من تدخل العلماء لحسمها...ثم إنه موجع أن نجد أنفسنا بين فرض منع الفتنة و مسألة خلافية مثل قراءة الفاتحة على الميت...و التعسف على أعراف اعتادها أهل المدينة و توارثوها عن شيوخهم و هي قراءة الفاتحة على الميت طبيعي أن يزعج الناس و يقلقهم خاصة و أن من يدعوهم إلى القطع مع اعرافهم لا يقدم لهم ما يقنعهم بذلك... إذن بكثير من الهدوء و الاحترام و التعقل و الرصانة الكرة عند المسؤولين عن الشأن الديني في المدينة لإعطاء رأيهم في الموضوع...و الكلمة الأخيرة لهم...و كرامة الجميع مهما كانت آراؤهم محفوظة و قدرهم عالي...المهم أن تموت الفتنة في المقبرة...و نبقى على تماسكنا و محبتنا و تواصلنا حتى و إن اختلفت رؤانا و تصوراتنا...