قبل يومين من اختتام فعاليات الدورة الاستثنائية لمهرجان قرطاج الدولي الذي جاءت هذا العام تحت عنوان "ليالي قرطاج"، كان الموعد مع سهرتين الأولى في فضاء النجمة الزهراء مع فرقة "جذور" الفلسطينية والشاعر سميح القاسم، والثانية في فضاء العبدلية مع مسرحية "حارق يتمنى" للمسرحي رؤوف بن يغلان، فيما ألغيت السهرة الثالثة التي كانت مبرمجة في فضاء متحف قرطاج تكريما للفنان الكبير "الهادي قلة" رائد الأغنية الملتزمة في تونس بسبب تدهور حالته الصحية... وبالمناسبة نتمنى شفاء عاجلا لهذا الفنان ونود أن يفتح ملف شقيقه "جمال قلة" الذي قضى النصيب الأكبر من عمره بين السجون يدفع ضريبة كلماته الحرة... قبل يومين من اختتام "ليالي قرطاج" توقفنا عند مسرحية "حارق يتمنى" التي حضرها جمهور كبير العدد في فضاء قصر العبدلية، وتفاصيل العرض نختصرها في الورقة التالية: حشو غير مبرر يبرر الحضور الجماهيري الكبير لمسرحية "حارق يتمنى" في فضاء قصر العبدلية ما تحظى به من شعبية تترجمها المقالات الكثيرة التي كتبت تنوه بهذا العمل المسرحي في فن الوان ما نشو... والحقيقة أن "رؤوف بن يغلان" فنان جدير بالاحترام، مجتهد، ويختار مواضيعه بعناية فكانت الهجرة السرية" مبحثه في عمله الجديد "حارق يتمنى" بعد أن تمكن من الأدوات اللازمة لإخراج عمله في الصورة التي يريدها، فقد سافر بن يغلان إلى إيطاليا للإعداد إلى مسرحيته حيث التقى بعدد كبير من الحارقين واستمع إلى مشاغلهم وتفاصيل مغامراتهم، كما نظّم في تونس لقاءات مع عدد من العائلات والشباب في دوار هيشر ومدنين وجرجيس لمعرفة الفلسفة التي تقف وراء "حارق" يرمي بنفسه بين أنياب الموت... أهي الأحلام التي ما عاد الوطن يتسع إليها؟؟ "حارق على خاطرني عييت من الشيخات والتفرهيد... ماشي نفركس في الميزيريا والتمرميد... حارق بش نحل مكتب في ايطاليا ونقرّي فيه علوم العوج والتعرقيل..." هكذا يتحدث "رؤوف بن يغلان" في مسرحيته "حارق يتمنى" على لسان بطله وكل حارق تتجاذبه الأحلام... بالكثير من السخرية يتبادل "رؤوف بن يغلان" الأدوار مع أكثر من شخصية تونسية وإيطالية... يغوص في تفاصيل الحياة التونسية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ليعثر على مبررات موضوعية تحرض شبابنا على المغامرة بالحرقة إلى لامبيدوزا... وفي عملية تشخيصه هذه سقط "رؤوف بن يغلان" في الكثير من الحشو، فقد تحث عن الظرف الانتقالي في تونس بعد الثورة، تحدث عن شارع الحبيب بورقيبة والجدل المثار بين الإسلاميين والعلمانيين والدعوة إلى الفصل بين النساء والرجال في وسائل النقل العمومية، تحدث أيضا عن الأحزاب التي تتكاثر يوميا وقال مازحا "ما عادش عارفينهم الأحزاب، يظهرلي أحنا اللي باش نترشحو وهوما اللي باش ينتخبونا..." كل هذه المواضيع تبدو مقحمة ومسقطة على السياق العام للمسرحية، وأثر ذلك كثيرا في نسقها العام، ولا نعرف لماذا سقط فنان في ذكاء "رؤوف بن يغلان" في خطإ كبير كهذا؟ كيف سمح بإقحام بعض التوابل الثورجية في مسرحية موضوعها العام أهم بكثير من بعض "الترهات" والتفاصيل المتاحة للجميع؟؟ جديد السينما في تونس: مصلح كريم يعود إلى التصوير في شهر سبتمبر... والنوري بوزيد ينطلق في عملية الكاستينغ في برنامج المشهد السينمائي التونسي عدد كبير من المشاريع الجديدة التي ستوشح نهاية العام ومفتتح السنة الجديدة... ومن بين هذه المشاريع فيلم "باب الفلة" للمخرج "مصلح كريم" الذي منعته الثورة من تنفيذه وكان قد خطط لتصوير أسبوع في شهر جانفي لتتواصل عملية التصوير في شهر مارس إلا أن أحداث 14 جانفي منعته من تنفيذ هذا المخطط، وقرر أخيرا أن يكون شهر سبتمبر موعدا لانطلاق تصوير فيلمه "باب الفلة" وهو يضم عددا كبيرا من الممثلين من بينهم "هشام رستم"، "فتحي الهداوي"، "محمد إدريس"، "المنصف السويسي"، "فارس بالحسن"، "درة زروق"، "عبد المجيد الأكحل"، "شاكرة رماح" وغيرهم... من جهة أخرى انطلق المخرج "النوري بوزيد" هذا الأسبوع في عملية الكاستينغ الخاصة بفيلمه "ميلفاي" ومن المقرر أن ينطلق في التصوير في شهر أكتوبر... هذا وفي برنامج السينما التونسية عدد من الأفلام الأخرى للمخرجة "مفيدة التلاتلي"، "محمد دمق" وغيرهما... مازالت مصرة على لعبة المغالطات: لطيفة العرفاوي تؤكد مشاركتها في الانتخابات التونسية للمرة الأولى في حياتها أكدت الفنانة التونسية لطيفة العرفاوي، أنها لأول مرة ستشارك في الانتخابات التونسية المزمع إجراؤها في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر القادم، مشيرة إلى أنها قاطعت الانتخابات التي كان يجريها نظام الرئيس السابق "زين العابدين بن علي" لعلمها بعمليات التزوير التي كان يديرها. وأضافت فنانتنا التي صارت فجأة معتزة بانتمائها التونسي "الآن بعد الثورة التونسية المجيدة التي أعطت للمواطن التونسي الكرامة والعزة والفخر بين جميع دول العالم أستطيع أن أشارك وبكل قوة في الحياة السياسية." غير أن هذه الفنانة لم تقل إلى أي الأحزبة تميل وهل أن مشاركتها في الانتخابات محاولة للاعتذار للتونسيين على تأييدها المطلق للبن علي و"زوجته الفاضلة" كما وصفتها في آخر حفلاتها "ليلى الطرابلسي"... هذا وقد انتهت لطيفة العرفاوي من تسجيل أغنية "يا خالة قمر" أهدتها إلى الثورتين التونسية والمصرية حتى لا تخسر جمهورها من الضفتين...