لئن كنت اعلم علم اليقين ان اغلب الناس سيتذكرون في الذكرى الأربعين لرحيل الفنان عبد الحليم صوته الجميل واغانيه الرائعة بالبرهان والدليل الا انني اعلم ايضا ان القليل منهم من سيتذكرون علاقة عبد الحليم بالقرآن العظيم، فالعندليب الأسمر كان لا يفارق كتاب الله العزيز الغفار ولا ينسى تلاوته اناء الليل واطراف النهار ولعل جميع الصور التي التقطتها له وسائل الاعلام وهو في غرفته الخاصة كانت تؤكد هذه العلاقة المتينة اذ ان المصحف القرآني العظيم الشريف لم يفارق يوما بيت وغرفة العندليب لا في الشتاء ولا في الربيع ولا في الصيف ولا في الخريف ثم ان العندليب كان يحضر ويستضيف اسبوعيا فريقا من المقرئين ليقرؤا له ما تيسر من كتاب الله المبين ولقد استمعت الى احدهم يوما وهو يقول ان العندليب الأسمر قد افتقد يوما احد هؤلاء المقرئين فسال اصحابه عنه فقيل له هو مريض ولا يستطيع ان يحضر لكن العندليب اصر على حضوره وارسل اليه سيارته وسائقه الخاص فجاء هذا المقرئ لينضم الى فريق المقرئين ويشكر العندليب بلسان عربي مبين ويدعو له دعاء المتضرعين المخلصين رحم الله عبد الحليم الذي احب كتاب الله العظيم وقراه بخالص الاحساس وصادق الشعور وعمل بما جاء في هذه الآيات وهذه السطور(ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور)..