الأخبار الواردة من المناطق الريفية التابعة لمعتمدية عين دراهم هذه الأيام تفيد بأن هذه المناطق تشهد، موجة من الصقيع والبرد وانخفاضا قياسيا في درجة الحرارة حوّلت ليالي الشتاء لغالبية السكان إلى معاناة لإنعدام وسائل التدفئة باستثناء الإستعمال المتزايد لحطب التدفئة، والذي يشكل الهاجس الأول للسكان خلال هذا الفصل. مصادر على عين المكان أفادت «الصريح أون لاين» أن المستوصفات الصحية وخاصة المستشفي المحلي بعين دراهم ستستقبل العديد من الحالات يوميا خاصة من الأطفال والمسنين والمصابين بنزلات برد حادة، وأمراض المفاصل والعظام، إضافة إلى إنتفاخ الأطراف بسبب برودة الطقس، ويصعب على العديد من المستوصفات في الوقت الحالي تغطية جميع الحالات لإفتقاده للعديد من المعدات الطبية. وأمام هذا الوضع حيث ستتدنى درجات الحرارة فإن كل شيء سيتعطل بالمناطق الريفية فالمدارس تعرف توقفا إضطراريا في ظل غياب التدفئة، والأنشطة الأخرى مؤجلة إلى حين، فالهم الوحيد هنا هو التدفئة أولا والخبز ثانيا. ويصادفك وأنت تزور هذه المناطق مشهد نسوة ورجال يجرون قوافل دواب عليها حمولات حطب يستعملونه للتدفئة مقاييس برد استثنائية ومعاناة مجموعة من العائلات بمناطق معزولة تعيش مستوى معيشيا صعب كما عاينته «الصريح أون لاين» وهي تزور مثل هذه المناطق . المواطنون ومن خلالنا حاولوا إيصال صوتهم إلى المسؤولين ونقل معاناتهم عبر «الصريح أون لاين». أحد المواطنين صرح لنا قائلا«..البرد هنا قارس والثلوج التي ستتساقط مستقبلا ستجمدنا بالرغم أن الغابة محيطة بنا، إلا أنه ليس لنا الحق في الاستفادة من حطبها لإنقاذ حياتنا، ولندفئ أبناءنا لنتجاوز هذا البرد الاستثنائي متسائلا من جدوى وجود الغابة إن كانت لا تنفعهم صيفا ولا شتاء». مضيفا أنه لا يطلب اليوم من المسؤولين سوى توفير الحطب وبأسعار معقولة لأن الثلوج ستقضي علينا آجلا أم عاجلا إذا لم تتحرك الجهات المسؤولة لإنقاذهم أم أنهم سينتظرون فترة الإنتخابات القادمة ليظهروا لنا السادة النواب من جديد ويعدوننا بأشياء كثيرة لا نرى منها شيئا بعد حصولهم على أصواتنا وبعدها يتركوننا نموت من البرد وتساقط الثلوج، نحن الكبار يقول: نستطيع أن نتحمل البرد والثلوج لكن أطفالنا الصغار، أليس لهم الحق في الحياة»؟ في الوقت الذي استسلم البعض للأمر الواقع واعتبر أن الحديث مضيعة للوقت على حد قول السيد غريب زغدودي الذي قال أنه لا يمكن له الحديث كثيرا حول موضوع يتكرر كل سنة لأنه أصبح روتينيا بالنسبة له ففي كل سنة كما قال تتساقط الثلوج ويحاصر السكان وتنطلق وسائل الإعلام في نشر الأخبار مضيفا "حقا إن مجهوداتكم تستحقون عليها رسالة شكر…ولكن لا أحد يكترث لحالنا، بل ولم تتغير أحوالنا منذ عقود فالكل يعاني هنا من وضعيات مزرية، وأغلبهم لم يعد يحتاج للخبز بقدر ما هم يحتاجون لحطب التدفئة فأن نموت جوعا كما قال أفضل من أن نموت مجمدين من البرد»… فعند تساقط الثلوج بهذه المناطق تحاصر الثلوج مناطق عديدة لتعزل سكانها خلف المسالك الوعرة ولا يمكن الوصول إليها، كما ترغم التساقطات الثلجية التلاميذ والأساتذة والمعلمين على عدم الالتحاق بمدارسهم ومعاهدهم. الأحوال الجوية السيئة إذا كانت لم تتسبب في موت الأطفال، فإنها تسبب في ارتعاشهم كلما تجمدت أطرافهم من شدة البرد وهم شبه عراة يسعلون ويعانون الزكام ويعيشون في بيوت مبنية بالطين ومغطية بالقش.