اختارت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب الاحتفاء في الدورة الرابعة والثلاثين بالمرأة التونسية، وجعلها محورا رئيسيا لدورة 2018 تحت شعار "نساء بلادي نساء ونصف" وذلك "تكريما لها على دفاعها عن مدنية الدولة وكذلك لنضالها اليوم من أجل المساواة في الميراث"، وفق ما أعلنه مدير عام الدورة شكري مبخوت في ندوة صحفية عقدت مؤخرا بالعاصمة. وإلى جانب الاهتمام بمحور المرأة التونسية، يهتم المعرض في محور آخر بالقضية الفلسطينية تحت عنوان "مائة عام على وعد بلفور"، سيتم تناوله من منظور ثقافي في علاقة بالقضية الفلسطينية. وتسجل الدورة الحالية لمعرض تونس الدولي للكتاب التي ستلتئم من 6 إلى 15 أفريل الجاري إحداث جائزة جديدة ضمن جوائز المعرض، هي جائزة فاطمة الحدّاد للدّراسات الفلسفيّة، وقد أراد المنظمون، من خلالها، إعادة الاعتبار لدور الفلسفة وتثمين جهود الفلاسفة، في ظل "انعدام تدريس الفلسفة في بعض الدول العربية" على حدّ تعبير مدير المعرض كما أحدثت الهيئة المديرة للمعرض جائزة أخرى تحمل اسم الناقد الأدبي الكبير الراحل توفيق بكار، وهي جائزة تقديرية رمزية سيتمّ إسنادها إلى شخصية ثقافية خصصت مسارها العلمي والادبي للكتاب وتحلّ الجزائر ضيف شرف الدورة الرابعة والثلاثين للمعرض، وهو اختيار فسّره شكري المبخوت بالتفاعل الثقافي الممتد عبر التاريخ بين البلدين. ويستضيف المعرض أيضا دار "بيغماليون للنشر" من إسبانيا التي تولّت نشر أشعار أبي القاسم الشابي مترجمة إلى الإسبانية من قبل الجامعي التونسي رضا مامي وتسجل الدورة الحالية مشاركة 775 ناشرا يمثلون 32 بلدا عربيا وأجنبيا من ضمنهم 126 ناشرا تونسيا. ويبلغ عدد العارضين 259 عارضا يمثلون 25 بلدا عربيا وأجنبيا إلى جانب منظمات وهيئات وجمعيات من بينهم 111 عارضا تونسيا ويكرّم معرض تونس الدولي للكتاب، هذه السنة، مجموعة من المفكرين والمبدعين التونسيين والعرب منهم المفكر يوسف الصديق والفنانة المسرحية الراحلة رجاء بن عمار والأديب محمود طرشونة والراحل محمد الطالبي، الى جانب شخصيات عربية على غرار الروائيين الفلسطينيين ربعي المدهون ويحيى يخلف، والروائي السعودي محمد حسن علوان إلى جانب شخصيات فكرية وأدبية أخرى وبرمجت إدارة المعرض أكثر من 80 نشاطا ثقافيا، علما أن القراءات الشعرية التي دأب المعرض على تنظيمها في الدورات الفارطة ستغيب هذا العام باعتبار أنه قد تمّ إدراجها ضمن برمجة الدورة التأسيسية لأيام قرطاج الشعرية، ونظرا لتقارب زمن تنظيم التظاهرتين وفق المنظمين وفي ما يتعلّق بالبرنامج الخاص بالأطفال واليافعين، تحدث شكري المبخوت عن برمجة دولية خاصة بهذه الفئة العمرية، مبينا الحرص على استمرارية وتعزيز الطابع الدولي لبرمجة الأطفال الذي انطلق بالمعرض منذ العام الفارط. وبين في هذا السياق أن روسيا ستحل ضيف شرف برنامج الأطفال الذي يجمع 13 بلدا عربيا وأجنبيا. وأضاف أن الهيئة المديرة خصصت في الدورة 34 مسابقة جديدة للأطفال موجهة للفتيات بين سن 14 و18، تحت عنوان "نقرأ لنصبح أجمل"