رغم هول الصدمة ومرارة الإنسحاب من تصفيات المونديال أمام منتخب الرأس الأخضر فإن الواقع يفرض على كل الفاعلين في الشأن الرياضي الاتعاظ واستخلاص العبر من هذا الإنسحاب المر والتفكير منذ الاَن في العلاج الذي قد يعيد للمنتخب هيبته ومجده الضائع.فالغبي وحده من لا يستفيد من أخطاء الماضي. أولى خطوات الإصلاح جاءت من نبيل معلول الذي حفظ بقرار الإنسحاب ماء وجهه في إنتظار خطوة ثانية مماثلة من رئيس الجامعة وديع الجريء وبقية أعضائها والمطالبون بترك مناصبهم لأن هناك إجماعا على ان هذا المكتب فاشل بإمتياز ولم يعد قادرا على تقديم الإضافة.والأكيد أن من مصلحة الجريء وجماعته الإنسحاب بطواعية قبل أن يدفعوا قسرا إلى ذلك وهو ما لا نتمناه للرجل الذي حاول الإصلاح والإجتهاد ولكن فاقد الشيء لا يعطيه. وفي إنتظار هذه الخطوة التي قد تحصل بين الفينة والأخرى نرى أنه من الأنسب التفكير في خليفة معلول وتعيين ربان جديد يكون قادرا على إصلاح ما أفسده سابقوه وإعادة هيبة المنتخب.ولأن عامل الوقت مهم في هذه الحالات وامام الإجماع الحاصل حول الإستعانة بمدرب أجنبي في الفترة القادمة يمكن إعتبار المدرب الحالي للنادي الصفاقسي رود كرول رجل المرحلة بإمتياز والربان الأمثل الذي بإمكانه الإبحار بالمنتخب إلى بر الأمان. فالرجل أثبت بما لا يدعو مجالا للشك بأنه كفاءة عالية حيث نجح في ظرف وجيز وبرصيد بشري متواضع في إعادة فريق عاصمة الجنوب إلى منصة التتويج وأحرز معه لقب البطولة الوطنية الذي غاب عن خزائنه منذ موسم 2005.كما نجح كرول في قيادة الفريق إلى نهائي كأس تونس بعد الإطاحة بالترجي الرياضي التونسي في نصف النهائي ليواصل الهولندي سلسلة نجاحاته في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي حيث ضمن الفريق المرور إلى الدور نصف النهائي بعد تحقيقه لأربعة إنتصارات متتالية مع أداء عانق الروعة في أغلب المواجهات. نتائج وأرقام تثبت بوضوح الإضافة النوعية التي قدمها الهولندي منذ تسلمه المقاليد الفنية لفريق عاصمة الجنوب وتؤكد أن كرول هو رجل المرحلة بالنسبة للمنتخب الوطني الذي يبقى في حاجة إلى إطار فني كفء يبقى في منأى عن كل التجاذبات ولا يعير بالا للإنتماءات والتي كانت السبب الرئيسي في تراجع أداء المنتخب.وكرول ودون رمي ورود يجمع كل هذه الصفات.فتاريخه كلاعب مع المنتخب الهولندي ومسيرته كمدرب يكفيان مؤونة التعليق.ولكن مرور كرول إلى تدريب المنتخب يجب أن يكون بعد موافقة النادي الصفاقسي والذي ندرك أنه لن يتنازل بسهوله عن مدربه وهذا أمر مفهوم خاصة وأن الفريق مقبل على رهانات كبرى أهمها مسابقة الكاف والدفاع عن لقب البطولة ولكننا في المقابل نعتقد أن أهل القرار في صفاقس لن يمانعوا في تسريح الهولندي خاصة إذا ما إقتضت مصلحة تونس والمنتخب ذلك... هذا حل من بين الحلول التي نراها مفيدة والأكيد أن الأيام القادمة ستأتينا بالخبر اليقين في هذا الملف الذي يجب أن يحسم في أقرب الاًجال حتى يقع الإعداد الجيد لتصفيات الامم الإفريقية.