انطلق يوم 15 أوت المنقضي موسم تغليف العراجين لحمايتها من دودة التمر وأمطار الخريف تزامنا مع دخول شهر غشت الأعجمي المعروف بأضراره الناجمة عن تهاطل الأمطار التي تتسبب في العديد من الكوارث بالنسبة لموسم التمور لذلك تحرص المصالح الفلاحية على تحسيس جميع المعنيين بهذا القطاع بضرورة الإقبال على اقتناء شباك الناموسية لحماية المنتوج والمثل الفلاحي التقليدي يقول: «إذا منعت من غشت كل نحلة عشت» هذا وانطلقت الاستعدادات للموسم الجديد بصفة مبكرة من خلال تنظيف الواحات وجهر الخنادق الرئيسية وتهيئة المسالك الفلاحية لتيسير التنقل داخل الواحات أثناء عمليات الجني فضلا عن تلقيح ملايين العراجين منها 9,5 ملايين عرجون من صنف دقلة نور ومداواة بعض الواحات من الآفات وخصوصا عنكبوت الغبار. وقد كثفت الأطراف المعنية تدخلها لإنجاح موسم التمور الجديد والعمل على توفير مواد التغليف وتحسيس الفلاحين بأهمية هذه العملية في حماية الصابة من دودة التمر نظرا لعزوف الفلاحين عن القيام بهذه العملية رغم المخاوف والفزع والحيرة التي تملكتهم اثر هطول كميات هامة من الأمطار أوائل سبتمبر الجاري خاصة بالنسبة لفلاحي الواحات القديمة والذين لم يقبلوا على عملية تغليف منتوجهم لكن العارفين بشأن النخيل أكدوا أن الغيث لم يتسبب في أضرار تذكر بهذه الواحات أو بالاحياءات الجديدة التي تنضج ثمرها بصفة مبكرة وأكد محمد صابور خبير فلاحي أهمية تغليف العراجين سيما في مثل هذه الفترة بالذات مشيرا إلى أنه من المفارقات العجيبة أن الأمطار سلاح ذو حدين فهي تتسبب في كوارث حقيقية إذا نزلت قبل نضوج التمور وكذلك قد تساهم في تراجع جودة التمور إذا لم تهطل في فترة ما بعد النضج التام للتمور التي تبقى جافة. واعتبر محدثنا أن عمليات «التخفيف والتدلية والتختيم» هي من التقنيات ذات الجدوى الفعالة وكذلك لمساهمتها في تحسين الجودة وتسهيل العمليات الأخرى كتغليف العراجين والجني إضافة إلى تجنب تساقط الثمار على الأرض أثناء الجني لذلك ينصح الفلاحين بضرورة إتباع مثل هذه العمليات وهي عملية تمكن من حماية الصابة من تأثير أمطار الخريف على المنتوج ويكون التغليف بالبلاستيك أو الكرافت أو الناموسية وقد أثبتت هذه الأخيرة جدواها خلال المواسم الماضية التي استعملت فيها بعدما تبين خلو التمور التي تم تغليفها من إصابات دودة التمر. ومايزال الإقبال على اقتناء هذه المواد دون المأمول ويبقى مصير الصابة «معلقا» بين أضرار الأمطار إن لم تقع حمايتها بالطرق المتعارف عليها حتى بعد النضج التام وبين أضرار الجفاف إذ انحبس الغيث النافع في الفترات التي تكون فيها التمور في حاجة إلى المطر وتلك هي أحكام العوامل الطبيعية على قطاع التمور وفي كل الحالات يبقى الفلاحون تحت رحمة الغيث النافع الذي يتحول إلى كارثة ونكبة في مثل هذه الفترة والى رحمة ومرغوب فيه في بعض الحالات.