التونسية (تونس) علمت «التونسية» ان اللقاءات الثلاثة التي أجراها سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبتونس «جاكوب والس» يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين بكل من الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي والباجي قائد السبسي رئيس حزب حركة «نداء تونس» ورئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي تمحورت أساسا حول الازمة السياسية بالبلاد وكانت في إطار محاولة الولاياتالمتحدةالأمريكية المساهمة لإيجاد حلول للأزمة السياسية التي تمر بها تونس، خاصة بعد تعبير الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن استعداد بلاده اللامشروط لتقديم الدعم لتونس ، خلال محادثة جمعته بالرئيس المؤقت المنصف المرزوقي على هامش مشاركة هذا الأخير في أشغال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك... ورغم التباين في وجهات النظر بين السفير الامريكي ورئيس حركة «النهضة» وتعبير السفير الامريكي عن قلق بلاده بخصوص الاهتزازات التي يعيش على وقعها الانتقال الديمقراطي في تونس معتبر ان الحل الافضل يتمثل في استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة كفاءات مع المحافظة على المجلس التأسيسي الذي يجب ان يتفرغ فقط لإنهاء انجاز الدستور، ورغم الرفض الضمني لرئيس حركة «النهضة» لهذه المقترحات وتذكيره للسفير الامريكي انه يجب احترام ارادة الشعوب في العالم العربي التي عبرت عنها من خلال الصندوق وبالرغم من التكتم الشديد على فحوى هذه المفاوضات وما أسفرت عنه من نتائج فقد علمت «التونسية» من مصادر عليمة أن المحادثات لم تقف عند هذا الحد وأن الادارة الامريكية حرصت على ايجاد حل فوري وسريع للأزمة التونسية وشددت على ضرورة عدم التصعيد من قبل الرباعي الراعي للحوار الوطني وجبهة الانقاذ في قادم الايام مقابل قبول حركة «النهضة» مبادرة الرباعي الراعي للحوار دون شروط وتفعيل خارطة الطريق والجلوس مباشرة على طاولة الحوار مع كافة الفرقاء السياسيين من أجل بناء تونس الديمقراطية بناء على مبادرة تعتبر خارطة طريق للمرحلة القادمة كفيلة بحلحلة الأزمة السياسية.. وقد أفادت مصادر «التونسية» أيضا أن قبول حركة «النهضة» على مضض بمبادرة الإتحاد وبعد تنازلات مرة في ظل تجاذبات تشق مناضليها سيكون فقط في اطار تنازلات سياسية لا غير وأن هذا من طبيعة العمل السياسي ذاته وأنه في كل الحالات ورغم ما وصلت اليه الأمور فإن السياسيين بمختلف ألوانهم أكدوا أن ما يميز تونس هو صوت العقل الذي كان دائما يعلو زمن الأزمات على مرارتها وحدّتها ومخلفاتها وانه بإمكان الدارس لتاريخ تونس أن يلاحظ أن كل الممارسات والأصوات التي حاولت أن تعلو فوق ما يمكن أن نسميه العقلانية التونسية تهمشت وخفتت بل وتهشمت .. وانه لم يبق إلا قليل من الوقت لتفعيل ضمانات محددة للإعلان الرسمي على قبول النهضة بتفعيل خارطة الطريق بعد أن وفقت السياسة الامريكية في توفير توافق سياسي بين قيادة بطحاء محمد علي ورئاسة ضفاف البحيرة ومجلس شورى مونبليزير...