«النهضة» تؤخر سقوطها ب«المورفين» وإذا لجأت إلى العنف ستمحق الترابي قال للغنوشي أنه لا يكمن أن يفعل في تونس ما يشاء الا إذا دمّر دولة بورقيبة نحن في «نداء تونس» مجرّد أسماء لأننا معيّنون ولسنا منتخبين كلمتي أقولها... ولو تحت المشنقة حاورته: ريم بوقرة هو مناضل سياسي وإعلامي ,عرف بنقده الشديد للسلطة الحاكمة سواء في عهد بن علي أو اليوم .يتخذ من قناته قناة «الحوار التونسي» وحزبه «نداء تونس» منبرا لتصريحات وصفت بالنارية والخطيرة حتى أنها أوصلته إلى حاكم التحقيق والرجل مهدد بأحكام يمكن أن تصل إلى الإعدام.هو الطاهر بن حسين «ملك المعدنوس» التقيناه في حوار تجاذبنا فيه أطراف الحديث حول الوضع السياسي في البلاد وحقيقة الإتهامات التي يواجهها وخفايا خروجه من المكتب التنفيذي ل«النداء» بالإضافة إلى الإتفاق الجديد بينه وبين سامي الفهري وعدة قضايا أخرى. لماذا انزعجت عندما أردنا الحديث عن خلافاتك داخل «نداء تونس»؟ لأن الخصوم السياسيين استغلوا الحكاية وكأنهم اكتشفوا القمر.في حين أن الحكاية فارغة.أنا إنسان لا املك خلفيات وحسابات .هذا الحزب أصبح قويا وانتشر لكن اتضح أن به إخلالات .و من صالح الحزب أن يأتي احد أعضاءه ويقر بهذا الأمر.فالكل مقتنع أن الهيئة التنفيذية غير منتخبة ولا يمكن أن تجد توافقا بين 54 شخصا وحتى في الجهات حصلت اضطرابات .لذلك كلامي كان بمثابة جرس إنذار لأننا سنتضرر وبالفعل تضررنا قليلا .و لا بد من تنظيم للحزب في أقرب وقت. العديد من السياسيين اعتبروا أن وجود عدة اتجاهات سياسية في حزب «نداء تونس» قنبلة موقوتة ستعجل باندثاره؟ هذه التجاذبات والإختلافات السياسية لو تستغل جيدا ستصبح نقطة قوة وليس نقطة ضعف .هذا العامل يخلق تنافسا شريفا بين أعضاء الحزب وتقوّي الحزب .لدي تجربة كبيرة في الحزب الإشتراكي الفرنسي وفيه العديد من التيارات ومنها من يمتلك جرائد وإذاعات لكن يجمعهم مبدأ ونحن أيضا في «نداء تونس» يجمعنا مبدأ الدولة المدنية العصرية .وهناك برنامج للحزب يلتقي حوله الجميع. هل هناك توزيع للمهام والصلاحيات داخل نداء تونس ؟ يضمّ الحزب أسماء سياسية كبيرة لكن صلاحياتنا غير محددة.نحن مجرد أسماء .لا توجد صلاحيات مستمدة من القواعد .من يسألنا «من عيّنكم؟ » نقول «سي الباجي».في الأول كان هذا الأمر مقبولا لكن بعد سنة ونصف لا بد من حل.لقد أصبحت نقطة ضعف.القائد السياسي الحقيقي لا يلعب دور العبقري بل هو الإنسان الذي يكتشف العبقريات .و إحقاقا للحق الباجي قائد السبسي لم يكن ابدا ضد تنظيم المؤتمر لكن هناك أناس حول الباجي لا إشعاع لهم ولا شعبية ولا تأثير يعتقدون انه في صورة تنظيم مؤتمر الحزب سيخسرون مصدر نفوذهم.و قد تحدثت مع السبسي في مسالة المؤتمر منذ ما لا يقل عن 6 أشهر.لكنه لا يستطيع أن يقوم بكل شيء في الحزب إذ لا بد من أناس يساعدونه على أخذ القرار. وهناك الكثير من المقربين منه في الحزب والذين لا يقل عددهم عن 15 عضوا يقولون له ان المؤتمر «سيفرقع» الحزب .لكن العكس صحيح... المؤتمر سيفرقعهم هم وليس الحزب.هذه هي المشكلة الرئيسية.في حين ان المؤتمر سيسمح بتكثيف الإشتراكات وخلق تنافس شريف حتى على مستوى القواعد .إذن لا يوجد اكبر من حافز الإنتخابات لتنمية حزب. اليوم نستطيع القول أن المشكلة حلّت تقريبا فقد تقابل الباجي قائد السبسي مع لزهر العكرمي يوم الخميس الفارط وابلغه انه سيتم تكليف لجنة لتنظيم المؤتمر.و أقول انه في اول الأمر، الجميع تآلبوا عليّ لأنني تكلمت خارج الحزب لكن الأمر أتى ثماره . لكن لماذا تكلمت خارج أسوار حزبك ولم تلتزم بالحوار الداخلي على غرار أعضاء حركة «النهضة»؟ إنه أمر غير محمود والحزب ليس طائفة سرية بل هو جزء من المجتمع والناس تتفاعل معه .الحزب ليس تنظيم «مافيوزي».انا استقلت من المكتب التنفيذي وفي اليوم الذي تنتظم فيه انتخابات سأترشح وإن حظيت بثقة القواعد سأكون مجددا في المكتب التنفيذي الحقيقي وليس كالسابق وجدت نفسي فيه لأن «سي» الباجي راض عني. لماذا قلت إن وصول الباجي قائد السبسي للحكم كارثة وأن «النهضة» أكثر ديمقراطية من «نداء تونس»؟ في الواقع هذه إشاعات بل أكثر من إشاعات والبرنامج الذي بث في «نسمة» الأثنين الفارط كان تسويقا أكثر منه بث إشاعات . هناك من طرح فكرة فترة إنتقالية ثالثة وتقاسم الأحزاب السياسية السلطة مع «النهضة» والباجي قائد السبسي يستقيل من «نداء تونس» ويتسلم الرئاسة .و قد اعتبرت هذا الأمر اكبر تهديد للبلاد وللحزب أيضا ,لأنه بالنسبة للرأي العام« النهضة» فشلت فشلا تاما ودون ادني شك ستسقط وعندما ستتقاسم السلطة معها ستتورط في فخ السلبيات والرأي العام سيقول «كلهم كلاب» يريدون تقاسم الكراسي. و ستنعدم الثقة في الطبقة السياسية .و من ناحية أخرى سيعطي هذا الأمر نفسا ل«النهضة» التي فقدت ثقة الشعب وسوف ترجع إلى حجمها الحقيقي الذي لا يتجاوز ال10 في المائة من الأصوات. و إذا شاركها «النداء» أو أي حزب في أية سلطة سيعطيها نفسا وستغطي فشلها.هذا ليس دورنا.كل واحد لا بد أن يأخذ دوره إن نجح يا حبذا وإن فشل ينسحب.إذن هذا المخطط الذي بدأ التسويق له خطير جدا على البلاد وعلى الحزب .هذا المخطط فخ سيفجر الحزب إلى 50 جزءا سيما انه ينصص على استقالة السبسي من« نداء تونس» لتقلّد مهام رئاسة الجمهورية .و هذا الأمر سيقطعنا تماما عن الرأي العام . هل ناقشتم هذا الأمر داخل الحزب؟ أنا أشعر بهذا الخطر وهناك من الأصدقاء من يشاطرونني هذا الشعور وحتى بعض المواطنين كذلك.و إذا تمت هذه الصفقة «يا خيبة المسعى».يريدون أن يقنعونا أنها تصب في مصلحة البلاد لكننا لم نطلب أن تقصى« النهضة» ونحل محلها .نحن قلنا ل«النهضة» فترتك الإنتخابية والأخلاقية والسياسية انتهت يوم 23 أكتوبر 2012 .يعني «ماناش طالبين منها مزية » لتخرج من الحكم.لا بد ل«النهضة» أن تخرج لأن شرعيتها انتهت.نريد أن نرجع تقريبا الى ما كنا عليه قبل 23 أكتوبر 2011 . ربما سنكون حينها قد حققنا قانون انتخابات أو هيئة مستقلة للإنتخابات.و حتى الهيئة الحالية مشكوك في حيادها وأنا شخصيا مع التمسك بهيئة الجندوبي .و هذه الهيئة أوصلت «النهضة» للحكم وإذا كانت نواياهم صافية لماذا تستبدل هيئة أوصلتك للحكم .المسألة فيها «واو». حسب رأيك لماذا تتمسك «النهضة» بالسلطة؟ لعدة أسباب.السبب الأول أنهم يعتقدون أن الحكم هبة من الله لأنهم مسلمين وهم يعتبرون أن كل من لا ينتمي إلى حزب «النهضة» كافر. و الكل يتذكر حديث الغنوشي المسرب حين قال «إنهم يتجمعون ضد الإسلام» أي أن كل الأحزاب التي تتجمع ضد «النهضة» يعتبرها ضد الإسلام وهذا هو فكر الغنوشي العميق.إذن كل من خرج عن «النهضة» والسلفيين و«أنصار الشريعة» غير مسلم.هم يعتقدون أن الله ابتلاهم بسنوات الجمر ثم كافأهم لأنهم صمدوا.و لا تهمّهم مسألة تداول السلطة.السبب الثاني هو اقترافهم لتجاوزات بلا حدود من ذلك الفساد المالي والقانوني والظلم والجرائم لذلك يخشون الخروج من السلطة لأنهم سيحاسبون .و بالفعل قالوا لعدة أطراف خارجية أنهم خائفين من نفس مصير الإخوان في مصر.و قد أكد وزير الخارجية الألماني عند زيارته إلى تونس أن «النهضة» تريد ضمانات على غرار عدم التخلي عن الوزارة الأولى ووزارة الداخلية.هم لا يهتمون لمفهوم الدولة.نحن لا نريد وزارات إلى أن نتوصل إلى انتخابات.إنهم يتحججون بالتوافق الوطني .هم يعرفون جيدا أنهم إذا خرجوا من السلطة لن يرجعوا إليها لأنهم فشلوا. وهم عينوا الولاة والعمد حتى يستطيعوا تزوير الإنتخابات. لكن أين دور المعارضة في كل هذا؟ جبهة الإنقاذ ذاهبة نحو التوجه الصحيح .لكن المصيبة أن المعارضة التونسية تربت كحركة احتجاجية وليس كمعارضة .ذلك لأن استبداد بن على كان يقطع جميع الرؤوس .المعارضة من تعطي مبادرات ومقترحات وبرامج ثم تأتي الحركة الإحتجاجية لترد الفعل.لكن هذا الأمر غير موجود لدينا .نحن في انتظار أن يستوعبوا هذا الأمر .إن ما حدث يومي 6 و13 أوت كاف لإسقاط مائة حكومة لو كانت هناك خطة لتوزيع المحتجين .فلو توجه قسم من المحتجين حينها إلى القصبة لسقطت الحكومة .لا توجد قيادة سياسية تقدر الموقف وتتخذ القرارات .بالرغم من أن هناك وفاق واسع في جبهة الإنقاذ.و لو كانت «النهضة» مكان المعارضة لفعلت هذا الأمر لأنها تملك الخبرة في القيادة السياسية .إن كل قادة المعارضة تربوا على الإحتجاج ورد الفعل. هل لدينا سياسيين في تونس؟ بالمعنى الحقيقي للكلمة لا يوجد.أنا عشت في أوروبا وأعرف جيدا معنى أن تكون سياسيا.أي لا بد أن يحسب كل الأمور للمستقبل القريب والبعيد ويتحضر لها .في تونس لا نملك من يحسب حتى لل 24 ساعة القادمة.و الخطأ لا يلقى على الطبقة السياسية الحالية بل على ماضيها وميراثها .و اكبر مثال لانعدام السياسيين هو المرزوقي .المسكين لا يعرف شيئا ,كل ما يتقنه هو الإحتجاج على بن على.ثم وجد نفسه في قرطاج.يقول الشيء وضده في نفس الوقت .«راجل غفاص » بأتم معنى الكلمة.قال سيعطي اللجوء السياسي لبشار الاسد «تي بالله» لو استمرت الأمور على هذه الشاكلة سيعطي بشار اللجوء السياسي للمرزوقي .لو كان له ذرة حسّ سياسي لطالب بإطلاق سراح الصحفي التونسي المحتجز في قطر منذ عامين عوض طلب إطلاق سراح مرسي. فأي رئيس جمهورية في العالم لا يقبل ان تكون رعاياه مظلومة .هو لم يفتح فمه للدفاع على الصحفي أمام أسياده القطريين بل وسم السفير القطري في تونس.و حالما يذهب المرزوقي سنلغي ذلك الوسام لأنه وسام عار وليس وسام شرف.كيف تعطي وسام لسفير دولة تحتجز واحدا من رعاياك ظلما؟ كيف أصبحت سمعة تونس في الخارج؟ في الحضيض .إن «الخوانجية » بشكل عام لا يهتمون بهذا الأمر ولا تكمن مشكلتهم مع الأحزاب بل مع المجتمع.فعلى سبيل المثال مسألة جهاد النكاح مقصودة منهم إذ يريدون إيصال صورة المرأة التونسية الأولى في جهاد النكاح والمقصود من هذا الأمر ضرب صورة المرأة المتحررة والحرة في تونس.وهذا تشويه لصورة المرأة التونسية والنموذج المجتمعي الذي تعيش فيه.هو برنامج مقصود.لديهم خبث رهيب وعميق فهم من يجمعون البنات ويشجعوهن ويعطون أموالا لأهاليهن عبر وسطاء حتى يضربون صورة المرأة «شفتو تحرر بورقيبة أين أوصلكم».هي محاولة لأفغنة أو صوملة تونس .لكن كل هذه المحاولات يائسة .الترابي قال للغنوشي أن بلدا مثل تونس لا يمكن أن تفعل فيها ما تشاء إلا إذا دمرت دولة بورقيبة.و لديهم مخطط كامل لتنفيذ هذا الأمر.لكنهم فشلوا بالكامل. لكن ما هو الحل سيّما أن كل طرف متشبث بموقفه والمعارضة لا تملك برنامجا واضحا؟ الأمر المحمود في المعارضة إلى حد الآن أنها غير متسرعة حتى لا تسقط في فخ العنف .لأن هناك خطورة، ففي صورة تسرع المعارضة وفرض رحيل النهضة بقوة هناك احتمال أن تلجأ هذه الأخيرة الى العنف فلديها ميليشياتها والأسلحة .فمسيرة المعارضة التي يعتبرها البعض بطيئة تخدم مصلحة البلاد.إذا اعتمد العنف سيسقط السقف فوق رؤوس الجميع.سيسقطهم الإقتصاد والمشاكل الإجتماعية فقد وصلوا إلى الإفلاس ولا يمكن أن يخرجوا منه والآن بدؤوا يستعملون حيل اقتصادية شبيهة بطبع الأوراق النقدية أي خلق الأموال دون ثروة. وهل ستنتظر المعارضة حتى يسقط السقف؟ في الحقيقة انتهى الأمر ,هم يؤجلون الوجع ب«المورفين».و« النهضة» لا يهمها كل هذا .فعلى سبيل المثال نذكر السودان التي يحكمها إخواني قسم البلاد إلى 3 دول وهو مطلوب في جل دول العالم ولو تطلب منه البقاء في السلطة قمع كل شعبه لفعل.هذه هي عقلية «النهضة».لكن «إذا دقهم ربي» ولجؤوا إلى العنف سوف يمحقون. من سيمحقهم؟ مؤسسات الدولة ستفعل ذلك ألا وهي الأمن والجيش .هما يقفان على الحياد لكن إذا رأوا شعبهم يقتل من طرف ميليشيات «النهضة» سيتدخلان لحمايته ولا شك في هذا الأمر.الحمد لله أنقذنا مؤسستي الأمن والجيش.الغنوشي كما يقول الأمن والجيش غير مضمونين ونطمئنه أنهما كذلك إلى الآن.هما مضمونين للوطن وليس لك. بما انك ذكرت الأمن ,دعنا نتحدث عن مسألة القضايا المرفوعة ضدك والتي من الممكن أن تصل أحكامها إلى الإعدام؟ هم لديهم عدة اختيارات ويعلمون أنني إنسان «لا نلف ولا ندور» والمسائل التي أقولها كل الناس متفقة عليها .ما قلته واجبي كمواطن وكسياسي .و لو لم يقتلوا البراهمي وشكري بلعيد لكنت أنا المقتول الآن.حاولوا اعتقالي ثم حاولوا تجربة القضاء لربما يضعه في السجن لأن التهم كبيرة لكن كيف لي أن أسجن وأنا أقول الحقيقة؟قلت يجب الإطاحة بحكومة مغتصبة وهذا الكلام أقوله حتى تحت المشنقة.هي محاولة يائسة لاستعمال القضاء لتصفية حسابات سياسية. هل من الممكن أن يجد مخططهم صدى لدى القضاء؟ هم يجدون دائما من يجاريهم وقد استعملوا قضاة بن على «المسخّين» وهناك قضاة كان من المفروض أن يخرجوا في قائمة القضاة المعفيّين رقاهم البحيري واعتمد عليهم.لقد قلت لك سلفا أن خبثهم لا نهاية له. إذن لماذا لم تسجن إلى الآن؟ لأنهم لم يجدوا قاض اقتنع بالتهم المنسوبة إلي. هل تشكل الصحافة اليوم في تونس مصدر قلق بالنسبة ل«النهضة»؟ نعم ولديهم مخطط جهنمي لتركيع الإعلام والإدارة والأمن والجيش لبناء الخلافة السادسة ,لكن من الطاف الله ان كل المخططات فشلت والآن أصبحوا يبحثون عن خروج آمن.لقد قاموا بفظاعات على سبيل المثال اذكر تعيينهم ل«فتحي البلدي» رجل الأمن الذي سجنه بن علي بتهمة انتمائه ل«النهضة» مكلفا بمأمورية في وزارة الداخلية ,أين الحياد في هذا.و لا أستبعد أن الوثيقة التي سربت كان له دخل فيها. بما انك صاحب وسيلة إعلامية ألم تتصل بك أطراف أمنية أو غيرها لتسليمك وثائق مماثلة أو تثبت تورط «النهضة» او جهات أخرى في تجاوزات ضد الدولة أو الأشخاص؟ نعم لدي وثائق ولقد أطلعت حاكم التحقيق عليها لكن لم أسلمه إياها خوفا على مصادري .و لا أستطيع كشفها الآن.و منها ما تتضمن معلومات وخرائط وقائمات اغتيال . لقد ناضلت في ال20 سنة الأخيرة لإطلاق مساجين «النهضة» أكثر من الغنوشي وطالبت بحقهم في العمل السياسي واليوم لا يمكن الرجوع إلى الوراء والمناداة بإقصائهم .أنا مع التغلب عليهم بالفكر والبرامج .حركة «النهضة» في تونس هي مثل حزب الجبهة القومية في فرنسا وهي حركة يمينية متطرفة لا يريد أحد أن يجدها في الحكم. هل التقيت بالغنوشي في الفترة الأخيرة؟ لا لم ألتقه لأنه يعتبر نفسه الخليفة في أرض الله.لقد كان من المفروض أن يكرمونني هو وبن جعفر والمرزوقي لأنني دافعت عنهم.لكن للأسف يعتبرونني عدوهم.أول شكاية قدمت في حقي قدمها المرزوقي . في سنة 2007 رجع المرزوقي الى تونس وأهانه الأمنيون لأنه شتمهم وهاتفني وقال لي أنه سيعتكف في منزله بسوسة ولن يخرج منه لأنه غاضب من سوء المعاملة.وقد طلبت حينها من نجيب الشابي أن نذهب معا لمساندته ورفض ونفس الأمر بالنسبة لمختار الطريفي.و في الأخير ذهبت إليه صحبة العياشي الهمامي.إذن أنا الوحيد الذي زاره من المعارضة التونسية .لكن هو أول من اشتكاني.و الأمر من مأتاه لا يستغرب. نأتي إلى وضع قناتك بعد يوم بيع «المعدنوس» الشهير؟ القناة قائمة بالتضحيات وأشك أن الاقتحام الذي حدث لمقرنا في منوبة قام به علي لعريض عندما كان في وزارة الداخلية.و قد قطعوا عليها الإشهار سواء العمومي أو الخاص .الآن بعثنا جمعية أحباء قناة الحوار التونسي ونريد تجميع 100 ألف منخرط وكل منخرط يدفع في العام 100 دينار وحينها تملك الجمعية القناة حينها سنستغني على الإشهار ونحتفظ بخطنا التحريري المنحاز للوطن والمواطن.و في أسبوع انخرط ألف مواطن. بعد خروج سامي الفهري من السجن هل ستواصلون بث برامج قناة «التونسية» على ذبذبات قناة «الحوار التونسي»؟ مهمتنا هي إنقاذ منبر مستقل .قناة الحوار هي قناة مناضلة وعندما شعرنا ان المقصود من الهجمة على« التونسية» هو فقط تدميرها أحتضناهم .سامي الفهري يبحث إمكانية شراء ذبذبات جديدة ونحن سنحتضنهم حتى «ياقفوا على ساقيهم» ودون مقابل.و سنفعل نفس الأمر مع أية قناة تهدد أو تستهدف من اجل خطها المستقل.