الوطن العربي الجزائر (وكالات) حذّر المتحدث الإعلامي باسم أعيان ومشايخ مدينة «سبها» الليبية، حسن الرقيق، من محاولات يقوم بها دعاة إقامة فيدرالية في إقليم فزّان، لحمل السلاح ضد السلطة المركزية في طرابلس، وإجبارها على الرضوخ لمقترحها، واعتبرهم لا يمثلون إلا أنفسهم. ومن شأن هذه التطورات أن تزيد الوضع تعقيدا، ليس على الداخل الليبي، بل على دول الجوار، خاصة الجزائر، التي أصبحت المناطق الحدودية لها مع ليبيا «مناطق ملتهبة»، كونها خارج نطاق سيطرة حكومة علي زيدان، زيادة على ان الفيدراليات التي يجري التحضير لها تقع في مناطق غنية بالبترول، فضلا على أنها مصدر للغذاء والماء كما هو الحال مع فزّان. ووجه الشيخ حسن الرقيق، جملة من الاتهامات في حق دعاة «فيدرالية فزان»، وقال في تصريحات لصحيفة «الشروق» الجزائرية : «هم مناهضون للثورة أو مطلوبون للعدالة في جرائم جنائية، يبحثون عن حماية لهم بقوة السلاح»، كما اتهم أطرافا خارجية بمحاولة تعفين الوضع في التراب الليبي. ودون تحديد جهة معينة قال: «لقد تم توظيفهم من قبل جهات لصالح تنفيذ أجندات تهدف إلى زعزعة الأمن وهيبة الدولة بالجنوب الليبي»، وربط حسن الرقيق هذه التطورات الخطيرة لتفكيك الدولة الليبية عبر الفيدراليات، «إلى ضعف أداء المؤتمر الوطني (البرلمان) وعدم تلبية الحكومة لمتطلبات الشارع الليبي خاصة في فزّان». وعن تقديره للخطوات القادمة لإعلان فزّان اقليما فيدراليا، رجح الشيخ حسن الرقيق «قيامهم بالتصعيد ضد الدولة وذلك عبر حمل السلاح، ومحاصرة آبار النفط وأهداف حيوية أخرى بالجنوب، أسوة بما فعله مناصرو الفيدرالية بالشرق الليبي، ما يسبب خطرا كبيرا على الدولة الليبية». وتأتي تصريحات الشيخ حسن الرقيق، للرد على إعلان مجموعة من أعيان قبائل في الجنوب الليبي نهاية الأسبوع تشكيل ما أسموه «المجلس الاجتماعي الأعلى» يؤول إليه تفعيل الجيش والشرطة والقضاء وحماية الحدود وحقول النفط والغاز ومنابع المياه الواقعة في إقليم سيطرتها، وسبق خطوة قبائل الجنوب الليبي، إعلان مماثل من قبل زبير السنوسي رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي لإقليم برقة (شرق البلاد) في شهر جوان الماضي تشكيل إقليم فيدرالي اتحادي ضمن إطار الدولة الليبية، على أن يتولى هو شخصيا إدارة الإقليم المذكور.