أكد المحامي الطيب بالصادق ان «السلطات الأمنية بمطار تونسقرطاج حاولت أمس منع 14 حاجا وحاجة من السفر إلى البقاع المقدسة،قبل أن تسمح لهم في الأخير بالسفر،مؤكدا أن السبب في محاولة المنع عائد إلى حيازة الحجيج ال14 على جوازات سفر تونسية حاملة لتأشيرة سعودية تحصلوا عليها بوساطة من المدعو«ماهر حمدون» الذي تم إيقافه يوم الخميس الماضي صحبة اثنين من مساعديه بتهمة «التحيّل» على حوالي 54 حاجا وحاجة تم منعهم هم أيضا يوم الخميس الماضي من السفر إلى البقاع المقدسة بسبب «حيازتهم على جوازات سفر مدلسة تم استخراجها من «غمبيا» بسعر 9 آلاف دينار للواحد منها». وقد تحولت الفرحة إلى بكاء...والسكينة والطمأنينة الى ضوضاء وفوضى عارمة تختلج في النفوس والمكان الذي «تبخّرت» على عتبته اعز امانيهم وعلى هذه الحال يرابط حوالي 54 حاجا وحاجة ،قيل انهم راحوا ضحية عملية تحيل تم بموجبها إيقاف ثلاثة متهمين،منذ الخميس الماضي ببهو مطار تونسقرطاج الدولي بعد ان تم منعهم من السفر الى البقاع المقدسة...لتتحول وجهة الحجيج ال54 من «البقاع المقدسة» لآداء فريضة الحج إلى «سجن القرجاني» قصد التحقيق معهم. وقد نفى اغلب الذين تحدثت اليهم «التونسية» سواء من الحجيج الذين تم منعهم من السفر او من عائلاتهم وحتى محامييهم الثلاثة (الأستاذ الطيب بالصادق،الأستاذة سهام المازني والأستاذة سنيا الشاوش) تهمة «التحيل» التي نسبت الى الوسيط «ماهر حمدون»والتي تم بموجبها ايقافه وايقاف مساعديه،مؤكدين ان «عملية المنع كانت قصدية تجاوبا مع وشاية تقدمت بها الشركة الوطنية للاقامات والتي تعرف باسم منتزه قمرت» «-على حد تعبير اغلبهم-، معللين ذلك بان «هذه الشركة تريد ان تحتكر السوق وان كان ذلك على حساب وسطاء شرفاء يقدمون خدماتهم للحجيج في الاطر التي يسمح بها القانون» على حد قولهم. تهمة «التحيل» لا اساس لها من الصحة وفي ذات السياق،اكد الطيب بالصادق محامي الحجيج الممنوعين من السفر ان «الجوازات التي استظهر بها الحجيج غير مدلسة وصحيحة 100% شانها شان التأشيرات التي استظهروا بها»-حسب قوله-،مضيفا ان الوسيط «ماهر» تحصل على هذه الجوازت من السلطات الغمبية بشكل صحيح،مفسرا في الآن ذاته سبب توجه الوسيط الى السلطات الغمبية لنيل الجوازات والتاشيرات ب «الفائض في التاشيرات التي تمنحها السلطات السعودية لهذه الدولة مقارنة بالعدد القليل لحجيجها.. وبأنه ليس من العيب أو من غير القانوني ان يستغل الوسيط ماهر هذا الفائض لفائدة حجيجنا التونسيين...قائلا: «ماللخر اللي يفضل في غمبيا يشريه باش ينفع بيه ولاد بلادو فأين المشكل؟؟»-حسب قوله-. كما اكد «الطيب بالصادق» ان قنصل السعودية بتونس يقر بصحة هذه التأشيرات التي منحتها السلطات السعودية للحجيج ال54،مستغربا سبب ايقاف المتهمين الثلاثة ومنع الحجيج من السفر «خاصة ان اليوم الاثنين هو اخر اجل حددته السعودية لقاصدي بيت الله الحرام». من يقف وراء قرار المنع؟ وفي سياق متصل اكدت «ايمان» ابنة الحاج «مصطفى سليم» والحاجة «سناء» اللذين تم منعهما من السفر لآداء مناسك الحج،ان والديها لم يتعرضا لعملية تحيل كما يدعي البعض ذلك،مشيرة الى ان المتهم «ماهر» مختص في مجال تنظيم الرحلات ويشهد له بالكفاءة ونظافة اليد في هذا المجال. وشددت «ايمان» على ان الامر مدبر من سلطات الاشراف لمنع الحجيج من السفر «ترضية لأنانية شركة منتزه قمرت التي تريد احتكار السوق»-على حد تعبيرها-،مضيفة: «وزارة الشؤون الدينية هي الاخرى لها يد ومصلحة في هذه القضية،كيف لا وهي التي ارسلت شخصا ليحاول اقناع الحجيج المعتصمين بانه ما من حرج في عدم آدائهم لمناسك الحج؟». «اليوم اخر اجل» وأبدت «إيمان» استغرابها «مما قد يجنيه بعضهم من تحويل دموع الفرح الى بكاء ومن اعتراض طريق حجيج اغلبهم طاعن في السن من تحقيق حلمهم في آداء فريضة الحج»،معربة عن شديد املها في ان يسمح لهم بالعبور «خاصة ان اليوم هو اخر اجل لذلك».