افتتحت مساء الاثنين 6أكتوبر الدورة الحادية عشرة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي برئاسة نورالدين الصايل، وخلافا لما ألفه رواد المهرجان طيلة السنوات الماضية تم التخلي عن قاعة روكسي وتعويضها بقاعة الخزانة السينمائية "السينماتاك" التي تطل على المدينة العتيقة لطنجة تلك المدينة التي عاش بين ازقتها وخماراتها ومقاهيها الشعبية الروائي محمد شكري صاحب رائعة "الخبز الحافي"، ويبدو ان سبب خروج المهرجان من حصنه يعود إلى أسباب مادية ذلك أنه تم تخفيض ميزانية هذه التظاهرة حسب تسريبات صحافية بما يعادل الأربعين بالمائة وهو ما يفسر حذف فقرة بانوراما السينما المغربية وتعويضها ببرمجة ليلية لكافة عروض المسابقة ، ودون مطولات خطابية تحدث عمدة طنجة فؤاد العمري ورئيس لجنة التحكيم الوزير السابق محمد الأكحص وتم عرض فيلم"لا هنا لا لهيه" لرشيد بوتونس وقد عرض الفيلم تكريما للممثل المغربي حميدو بن مسعود الذي توفي قبل ايام قليلة في العاصمة الفرنسية باريس حيث كان يقيم منذ السابعة عشرة من عمره. والفيلم يحكي قصة احمد بن عيسى عامل النظافة مغربي الأصل في عاصمة الجن والملائكة ، يتم تكريمه من طرف رئيسة البلدية بعد أكثر من ثلاثين عاما من الإخلاص في عمله فيضطر لشراء بدلة لعلها الأولى في حياتها ب99 أورو يتسلم أحمد بن عيسى الشهادة التقديرية ويحتفظ بالوسام على صدره ، يتجه مباشرة إلى محل تصوير فوتوغرافي ليوثق هذه اللحظة التاريخية ، يعلق الشهادة في شقته المتواضعة حيث يعيش وحيدا ويرسل نسخة من الصورة رفقة مبلغ 200 أورو إلى عائلته في المغرب . قدّم حميدو بن مسعود -وهو بالمناسبة والد الممثلة سعاد حميدو التي جسدت شخصية حبيبة مسيكة في فيلم رقصة النار لسلمى بكار-النائبة بالمجلس الوطني التأسيسي عن حزب المسار- شخصية أحمد بن عيسى بتكثيف شديد، رجل أنهكته السنوات ولكنها لم تفلّ في نظرته الثاقبة وصبره وثباته الذي تعكسه مشيته الهادئة المتوازنة ، رجل قليل الكلام مقتصد في حركته وقوله، تحكي ملامح وجهه كل شيء . ويسند مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي عددا محدودا من الجوائز اهمها الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم وجائزة الإخراج وجائزة السيناريو وجائزة احسن دور نسائي وجائزة احسن دور رجالي وهو ما يفسر المصداقية المتزايدة لهذا المهرجان الذي كان قبل تسع سنوات أسند حميدو بن مسعود جائزة أفضل ممثل عن دوره في"لا هنا لا لهيه" ، ويرأس لجنة تحكيم المهرجان هذا العام محمد الكحص وهو صحفي بجريدة ليبراسيون ورئيس تحريرها طيلة اكثر من عشر سنوات فضلا عن توليه خطة كاتب دولة للشباب من 2002 إلى 2007 وتشارك تونس بفيلمين، الأول لإلياس صفاقسي بعنوان "عبد الرحمان" ولا يعرف اي رصيد لهذا المخرج الشاب –من مواليد باريس 1982- والثاني "يد اللوح" لكوثر بن هنية والفيلم من بطولة احمد حفيان والمخرجة شيراز فرادي وفتحي الهداوي – الذي لا يكاد يغيب عن عمل سينمائي او تلفزي رغم مشاغله الكثيرة باعتباره موظفا عموميا بوزارة الثقافة مكلفا بإدارة المركز الثقافي بالحمامات - وياسمين بن عمارة ...