التونسية(تونس) قديما قالوا:"الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحن طباعك، وبسط لسانك، وجوّد بنانك، وفخّم ألفاظك.. ومنحك تعظيم العوام وصداقة الملوك".و بدورها تكرّم البلاد التونسية و تخصّه بمعرض دولي في كل عام .و في السياق يتصاعد نسق الاستعدادات لتنظيم الدورة 30 لمعرض تونس الدولي للكتاب من 25 أكتوبر الجاري إلى غاية 3 نوفمبر القادم. فما هي أبرز ملامح مميّزات معرض تونس للكتاب في دورته الثلاثين ؟ و هل تعد هذه الدورة بالجديد و بالقطع مع بعض الهنّات التي سجلتها في الدوارات السابقة؟ أسندت إدارة الدورة 30 لمعرض تونس الدولي للكتاب إلى الدكتور كمال قحة الذي يشغل حاليا خطة مدير عام لدار الكتب الوطنية. في حين توّلى منصب المدير التنفيذي الأستاذ محمد الهادي الجويني ,المندوب الجهوي للثقافة بتونس. أما مهمة الكتابة العامة فأوكلت إلى لسعد سعيد. لا ...للكتب الصفراء كثيرا ما رشت العطور و حرق البخور على أعتاب معرض تونس للكتاب في الدورات الأخيرة في مشهد غصّت به مداخل المعرض بباعة هذه المواد و غيرها و كأنّ بالمكان سوق شعبية و ليس معرض كتاب. ولم يقتصر المس من حرمة المناسبة و خصوصيتّها على المحيط الخارجي للمعرض فحسب, بل وقع التطاول على قدسية الكتاب في عقر داره , حيث تجرّأت الكتب الصفراء على الاصطفاف غير بعيد عن أمهات الأدب و روائع الفكر .و إن كان لكلّ ذوقه في اختيار نوع مطالعاته ,فإن كتب الشعوذة و الطبخ و الأبراج... من شأنها أن تحطّ من قيمة هذا المعرض الدولي الذي يقصده الزوار من جلّ أصقاع العالم . و بين واجب الرقابة و حق الإتاحة, يبقى الخيط الفاصل بين الاثنين رقيقا على مستوى انتقاء الكتب المشاركة في الدورة 30 لمعرض تونس الدولي للكتاب . فمن جهة لا مجال لتسليط سيف الرقابة على حرية التعبير و النشر و من جهة أخرى لا مجال لفسح كتب ذات المضامين العنيفة و المغالطة و التافهة ...لهذا يبدو عمل لجنة شؤون العارضين في هذا المجال عسيرا بعض الشيء ! الوجهة ... نحو القارة السمراء يشرأب عنق الدورة 30 لمعرض تونس الدولي للكتاب نحو القارة السمراء بهدف خلق سوق إفريقية للكتاب التونسي .و في هذا السياق وقع الاختيار على دولة السينغال لتمثلّ ضيف الشرف في هذه الدورة . و يطمح هذا الانفتاح و الاحتفاء ببلد إفريقي إلى ربط جسور التواصل الثقافي بين تونس و السينغال وتشجيع التبادل الأدبي وحركة النشر مع العواصم الإفريقية عموما . وتحيل هذه اللفتة المكرّمة لبلد السينغال و أدبه إلى اقتران اسم هذا البلد الإفريقي بواحد من أهم شعراء الإنسانية ,ألا وهو الشاعر الرئيس "جان بول سيدار سنغور " .و كان "سنغور "أول رئيس للسينغال سنة 1960 و أحد أهم شعراء القارة السمراء الذين تغنّوا بالحرّية ونبذ التمييز العنصري ضدّ السود ...
أي حظ للكتاب التونسي ؟ وإن يتعذّر على الأطراف المعنية إلى حد ّاليوم عن الجزم بعدد البلدان المشاركة في الدورة الثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب و الإعلان عن استضافة أسماء عربية و عالمية ...حتى يتم التأكد من ذلك و تأكيده رسميا ,فإنه يبدو أن مصر ستكون صاحبة الصدارة على مستوى عدد العارضين (أكثر من 80 عارضا),في حين تاليها لبنان و سوريا في مراتب لاحقة ... وأمام كثافة حضور الكتاب العربي و الإفريقي و الأوروبي...يحتاج الكتاب التونسي إلى تشجيع خاص و حوافز استثنائية من تخفيضات و أسعار تفاضلية ...حتى يجد حظّه و طريقه إلى اهتمام زوار المعرض ...عسى أن ينفض عنه غبار الكساد ! ندوات و مباحثات فكرية لأن "القراءة بلا تفكّر كالأكل بلا هضم", كان لا بد للدورة 30 لمعرض تونس الدولي للكتاب أن لا تكتفي بمجرد عرض العصارة الفكرية على الرفوف وتوزيع المادة الثقافية على الأجنحة ,بل أن تستثمر المناسبة لطرح قضايا راهنة في الفكر و الثقافة .و في هذا الإطار تمت برمجة ثلاث ندوات فكرية من بينها ندوة بعنوان :"المثقف شاهدا على المرحلة"...و كذلك وقع الإعداد لتنظيم عدة موائد مستديرة منها واحدة ستبحث في مسألة "كتّابنا المعاصرون و الكتاب المدرسي "... كما من المنتظر أن تؤمن هيئة التنظيم لقاءات مفتوحة بين رواد معرض الكتاب و الضيوف من الكتاب و الأدباء و الشعراء... بالإضافة إلى حزمة من الورشات و الأنشطة في مجالات أدب المشافهة و الأجناس الأدبية النادرة... و إلى حين حلول موعد الدورة 30 لمعرض تونس الدولي للكتاب و بوحه بما في جرابه من حسنات أو سيئات ... يبقى الأهم من تنظيم معارض خاصة بالكتاب السعي إلى غرس حب مطالعة هذا الكتاب , ف" الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها. "