ثلاثة أفلام تونسية في الدورة 24 من مهرجان روتردام للفيلم العربي    فرنسا: هذه هوية منفذ عملية الطعن في ميترو الأنفاق    الترجي يتوّج ببطولة كرة اليد للمرة 36    الاحتفاظ بمنظم عمليات اجتياز للحدود البحرية خلسة في قليبية    استشهد أثناء أداء واجبه بإفريقيا الوسطي: الرقيب أول البشير بن محمد ذيابي يوارى الثرى    الجمعيّات النّافعة والجمعيّات الطفيليّة    السعودية تعين أول سفير لها في سوريا منذ أكثر من 10 أعوام    يوميات المقاومة .. أسرت جنودا صهاينة وأمطرت تل أبيب بالصواريخ ..المقاومة تقلب الموازين    تراجع نسبة امتلاء السدود    بالطيب: أكثر من ثلث النزل مغلقة    انطلاق حملة مناصرة لحقوق الطفل الفلسطيني    أولا وأخيرا «عظمة بلا فص»    مع الشروق .. فوق القانون !    حادث مرور ينهي حياة سائق تاكسي في الكاف..    3 أفلام تونسية في الدورة 24 من مهرجان روتردام للفيلم العربي    طلبة من تونس يفوزون بالجائزة الأولى في الحوسبة الذكية في مسابقة عالمية بالصين    حي التضامن: الكشف عن شبكة مختصة في ترويج المواد المخدرة    العميد حسام الدين الجبابلي : خطر الارهاب لا يزال قائما    الحرس الوطني : ضبط شركات تتعامل مع منظمي عمليات الحرقة    النجم الساحلي يسحب ثقته من المشرف العام على التحكيم    نفزة: القبض على عنصر تكفيري مفتش عنه    نبيل عمار: تونس تعمل على ضمان العودة الطوعية للمهاجرين غير الشرعيين    عاجل/ إعتداءات خطيرة على شبان النجم الساحلي في المنستير خلال هذه المباراة    ارتفاع أسعار الخرفان وحيرة المواطن بين تحمل اعباء شراء الاضاحي او التخلى عن احياء عيد الاضحى    الأولى لرئيس فرنسي منذ 24 عاما.. ماكرون في زيارة رسمية إلى ألمانيا    عاجل/ رئيس الجمهورية يجري تحويرا وزاريا..    صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب لأول مرة منذ بضعة أشهر    بينها الترجي الرياضي التونسي: خمسة أندية عربية تسجل حضورها في كأس العالم للأندية    طقس اليوم: استقرار في درجات الحرارة    بلدية تونس قامت خلال شهر أفريل بمداواة حوالي 42 هكتار من الأراضي والمناطق المناسبة لتكاثر الناموس ( مدير حفظ الصحة ببلدية تونس)    الرابطة الافريقية لكرة السلة - الاتحاد المنستيري يواجه غدا ريفرز هوبرز النيجيري في الدور ربع النهائي    من هم أعضاء الحكومة الجدد؟    توزر: طائرة حجيج ولايتي توزر وقبلي تغادر مطار توزر نفطة الدولي في اتجاه المدينة المنورة    الإستعدادات لتنظيم الامتحانات الوطنية محور جلسة عمل لوزيرة التربية    بعد حادثة ضربها من متعهّد حفلات منذ سنتين: أماني السويسي في المهرجانات الصيفية مع الناصر القرواشي    قريبا على منصة «شاهد» هند صبري «زوجة صالحة» في «مفترق طرق»    كأس فرنسا.. باريس سان جيرمان يحرز اللقب للمرة ال 15 في تاريخه    القرية السياحية الشفّار بالمحرس: اعتداءات على الملك العمومي وقرارات هدم لم تنفّذ!    أخبار المال والأعمال    " وزارة الشؤون الثقافية ستواصل ككل سنة دعم المهرجانات لكن دون اجحاف وفي حدود المعقول مع الحرص على ضمان التوازنات المالية للمهرجانات" (بوكثير في تصريح خاص بوات)    ندوة علمية حول ابن خلدون والأبعاد الكونية لكتاب "المقدّمة": ابن خلدون هو الأب العلمي والعقلي لعلم الاجتماع    "تونس مهد الفسيفساء والملتقى الدولي للفسيفساء بالحمامات تظاهرة ثقافية متميزة نحرص على ضمان استمراريتها ومزيد اثرائها وتطويرها" (المنصف بوكثير)    رابطة الابطال الافريقية لكرة القدم - الاهلي المصري يفوز على الترجي الرياضي 1-0 ويحرز اللقب    كلفة تأجير الموارد البشرية في تونس تعد الاضعف مقارنة بنظيراتها وبالبلدان المتقدمة    البنك المركزي :العائدات السياحية و عائدات العمل تغطي 68 بالمائة من خدمة الدين الخارجي إلى يوم 20 ماي 2024    اتصالات تونس تتوج لمجهوداتها في مجال الالتزام البيئي    أليست الاختراعات التكنولوجية كشفٌ من الله لآياته في أنفس العلماء؟    بسبب التدافع : اصابة محب للترجي في ساقه وتم نقله للمستشفى    لأول مرة في تونس: عملية استئصال ورم في قاعدة الدماغ بالمنظار، عن طريق الأنف    من بينها البطاطا المقلية: عادات غذائية تسرع من الشيخوخة..اخذروها..    المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك توحه نداء عاجل لرئيس الدولة..    معهد الفلك المصري يحدّد موعد أول أيام عيد الأضحى    معهد الفلك المصري يكشف عن موعد أول أيام عيد الأضحى    ما علاقة استخدام الهواتف الذكية ومشاهدة التلفزيون بمرض السمنة لدى الأطفال؟    الطقس يوم السبت 25 ماي 2024    نجاح طبي جديد/ لأوّل مرّة في تونس: استئصال ورم في قاعدة الدماغ بالمنظار عن طريق الأنف    تسع مدراس ابتدائية تشارك في الملتقى الجهوي للكورال بسيدي بوزيد    مواقف مضيئة للصحابة ..في حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رأي تلو الآخر: لن تمرّوا
نشر في التونسية يوم 22 - 10 - 2013

كان من المفروض أن يكون يوم السبت الماضي يوم حداد وطني وفق بلاغ صادر قبل يوم عن رئاسة الجمهورية تعبيرا عن حزن وعن تضامن وطنيين مع شهيدي قبلاط من أعوان الحرس الوطني.
نكست بعض المقرات الرسمية والمؤسسات العمومية اعلامها، وغفلت عن ذلك الكثير منها وهذا مؤسف جدا، فهذا الاغفال سواء كان مردّه لا مبالاة المسؤولين الأولين على هذه المقرات والمؤسسات أو عدم تجاوبهم مع قرار رئيس الدولة أو عدم تبليغهم في الابان بالقرار من طرف الجهات المسؤولة يطرح الكثير من التساؤلات حول المفهوم السائد للدولة وحول انضباط مكوناتها وامتداداتها وحول قدرتها أو نيتها أو عزمها على تعبئة كل القدرات والطاقات الوطنية في مواجهة الارهاب.
والمؤسف أكثر أن تبادر بعض السفارات ومنها سفارة لدولة عربية شقيقة بتنكيس العلم وتتخلف عن القيام بذلك الكثير من مقراتنا الرسمية وفي مقدمتها وفق ما تمّ تداوله مقر المجلس الوطني التأسيسي رمز السلطة الأصلية وسيد نفسه، ويظهر أن هذا المجلس الموقر لا يزال منشغلا بما هو أهم وقد يكون الأهم هو التمديد في فترة نيابته المنتهية منذ 23 أكتوبر 2012 بما يؤمن لاعضائه المحترمين جراية تقاعد تساوي ثلث ما يتقاضونه من أجر حاليا.
أما جماعة الحوار الوطني، رعاة وأطرافا، المجتمعين بعد ظهر يوم الجمعة فقد وقفت تردد النشيد الوطني ابتهاجا بالتوافق على تاريخ انطلاق الحوار الوطني ولم تكلف نفسها حتى عناء الترحم على روحي الشهيدين بقراءة الفاتحة أو بالوقوف دقيقة صمت او بالاثنين معا ولا حتى توجيه رسالة ذات مضامين قوية ينتظرها الرأي العام عموما وأفراد المؤسستين الأمنية والعسكرية خصوصا.
كماكان يتعيّن على السيد مفتي الجمهورية أن يترفع عن التبريرات السطحية التي سقط فيها لتبرير ظاهرة الارهاب والتي لا تليق بمكانته كرجل علم يتحمل مسؤولية مفتي الجمهورية إلا إذا كان يرى في نفسه مجرّد مفتي الحكومة لا غير.
تخطئ حكومة «الترويكا» بصفة عامة والطرف المؤثر فيها بصفة خاصة باحتكار مهمة مكافحة الارهاب من منظورها الخاص وعلى طريقتها ووفق اعتباراتها السياسية الضيقة وحساباتها ونظرتها الاحادية الجانب للأوضاع المحلية والاقليمية وتداخلها مقابل تحييد كامل لدور الرأي العام الوطني الهام والرئيسي في الحرب على الارهاب ولاسهام المجتمع المدني ونسيجه الجمعياتي.
تضع حكومة «الترويكا» بالشكل الذي تريده المؤسستين الأمنية والعسكرية في فم مدفع والحال أن كل الخبراء والمحللين يجمعون على أن هاتين المؤسستين هما آخر حلقة من حلقات استراتيجية قطع دابر الارهاب، بدءا بمعالجة واضحة وواقعية لواقع الفقر والبؤس والتهميش الاجتماعي، مرورا بوضع سياسات ثقافية وتربوية تنويرية وتحديثية وباستثمار الاعلام العمومي قبل الخاص في التحسيس والتوعية بمخاطر الفكر الارهابي وبمقاربة قضائية تقوم على الاستقلالية وعلى الشفافية في التعامل مع الظاهرة وبسياسة خارجية اساسها السيادة الوطنية أولا وأخيرا والنأي بالبلاد عن كل المواقف والاجراءات والارتباطات المعلنة وغير المعلنة التي لا نتحمل من تداعياتها ومن ارتداداتها سوى آثارها السلبية وبتفعيل مهمة الجهاز الديواني في مراقبة المعابر الحدودية برّا وجوا وبحرا بكل نجاعة وفعالية وصولا في الأخير الى تدخل المؤسستين الأمنية والعسكرية وفق منظومة استعلام وتدخل متكاملة.تعجز حكومة «الترويكا» عن معالجة البيئة الاقتصادية والاجتماعية الحاضنة للارهاب وتتجاهل الى اليوم المؤثرات الدينية والثقافية والتربوية المغذية له، وتقلّل من مخاطر انتشار الفكر والخطاب التكفيري في المنابر السياسية والاعلامية وفي دور العبادة ولم تتوفق الديبلوماسية التونسية سوى في تفريخ جيل جديد من الارهابيين ولنا في ليبيا وفي سوريا أفضل مثال.
وتمعن حكومة «الترويكا» في الخطأ فتدمر المرفق العام الديواني فتقضي بالكامل على دوره في مكافحة الارهاب وتكبّل الجهاز القضائي بتدجينه وبعدم تفعيل الاطار التشريعي المتعلق بمكافحة الارهاب بسبب ما يعاب عليه من اخلالات تمس جوهر حقوق الانسان دون الاسراع في تقديم بدائل، وترمي بالمؤسستين العسكرية والامنية في أتون حرب بلا بدايات ولا نهايات تشبه «الفوضى الخلاقة»، محكومة بآليات وبنصوص تجاوزتها الأحداث.تقدم المؤسستين الأمنية والعسكرية الشهيد تلو الآخر، ويعلن رئيس الجمهورية المؤقت عن يوم حداد وطني كان باهتا الى أقصى الحدود ليعود الى برجه العاجي والى عالمه الآخر، ويصمت رئيس المجلس الوطني التأسيسي كعادته وكأن شيئا لم يكن، وكأنه مطمئن البال ومرتاح الضمير على حال ديمقراطيته الناشئة، أما رئيس الحكومة المؤقتة فيبدو أن همه الوحيد كان شكل الاستقبال الذي حظي به الرؤساء الثلاثة في ثكنة العوينة بمناسبة شهيدي الحرس الوطني.منذ تنصيبها، سعت الرئاسات الثلاثة الى تحصين مواقعها ولم تحصن الوطن الى أن استبيح هذا الوطن، فلا يسعني إلا أن أتمنى لهم المزيد من الجلوس المريح على مقاعدها الوثيرة، وأذكّر أفراد المؤسستين الأمنية والعسكرية أن هذا الوطن أمانة بين ايديكم فلا تخذلوه، فمعركتكم مع الارهاب هي معركة حياة أو موت وطن، أما هذا الشعب المغيّب فعليه قبل فوات الأوان أن يصرخ عاليا في وجه المجرمين وكل من ساندهم وقاسمهم حقدهم الأعمى على شبكات التواصل الاجتماعي «لن تمرّوا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.