التونسية (تونس) أكد أمس رضا بلحاج الناطق باسم «حزب التحرير» خلال ندوة صحفية بقصر المؤتمرات أن عنوان المرحلة الراهنة التي تعيشها بلادنا ليس الارهاب وانما «انقلاب اقتضى الارهاب الذي هو صنيعة تيار انقلابي يخدم ضد مصالح تونس». وقال بلحاج إنّ البلاد تشهد «خيانة موصوفة للثورة من قبل أطراف كثر يكيدون المؤامرات تلو المؤامرات رغم حالة التوتر التي يعيشونها» وأضاف «نحن اليوم نعيش ضد واقع الدولة والواقع السياسي الموجود لا يقيم هذه الدولة وانما يساهم في العبث التشريعي والسياسي الذي يجب الحزم والحسم تجاهه». ووجه الناطق الرسمي باسم «حزب التحرير» نداء الى الاحزاب الحاكمة والمعارضة التي تتصارع على السلطة طالبها فيه بالتنحي عن المشهد السياسي قائلا «الجماعة الذين يتصارعون على السلطة سواء كانوا فيها أو في جوانبها ظهروا أقزاما لذلك عليهم ان يتنحوا». واضاف ان من اسماهم بالانقلابيين يتربصون بالبلاد وأنّ زيف الأرضية المشتركة أو التوافق لتقاسم السلطة بان واكد ان الاقلية التي لا تمثيل شعبي لها اصبحت تمارس الدكتاتورية باسم الديمقراطية على غرار ما حدث في مصر. وأضاف بلحاج أن محاولات الانقلاب على السلطة اقتضت عمليات ارهابية تقف وراءها أطراف داخلية معارضة وأطراف خارجية على علاقة بفرنسا وبالجزائر على حدّ تعبيره. كما حذر انه في حالة عدم التصدي لمن وصفهم بالإنقلابيين فإنهم سيستغلون عامل ضعف الدولة ليقوموا بتنفيذ إغتيالات أخرى وعمليات إرهابية في المستقبل. واستشهد بلحاج بالاجراءات التي اتخذها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة باقالة عدد من الكوادرالامنية والعسكرية عقب لقائه براشد الغنوشي والباجي قائد السبسي وذلك «لطمس معالم جريمة وجود جهات استخباراتية جزائرية في تونس» على حد تعبيره. وقال بلحاج «إن بقاء حركة «النهضة» في السلطة أصبح من أجل البقاء لا من أجل مشروع ولأن الجماعة غير واثقين من مستقبلهم أصبحوا يبحثون عن ضمانات والضامن الوحيد هو الخارج وهو ما يعكس التدخل السافرفي شؤوننا» واشار الى ان «حزب التحرير» ضد بقاء السلطة القائمة لتحل محلها سلطة على اساس اسلامي لكن استقالة الحكومة في هذا الظرف بالذات تعني تحقيق الارهابيين والانقلابيين مكسبا سياسيا على حساب مصلحة البلاد والعباد . وفي ما تعلق بالحوار الوطني أكد بلحاج انه يتم تحت وصاية الاتحاد الاوروبي وأن ذلك يتجلّى في الحرص الشديد على فصل الدين عن الحياة. وأكد أنه على الإتحاد العام التونسي للشغل أن ينظّف نفسه قبل أن يكون راعيا للحوار الوطني مبينا أن عديد الاطراف في هذه المنظمة النقابية متورّطة في قضايا فساد ولا بد من محاسبتها. وافاد بلحاج في السياق ذاته انه على إتحاد الشغل أن يتطهر قبل أن يطالب بتطهير المساجد من السلفيين على حدّ قوله. وبين الناطق الرسمي بإسم «حزب التحرير» أن الاغتيالات تمت بتوقيتات سياسية تزامنت بشكل ملحوظ مع المراحل السياسية المهمة في البلاد على غرار مشروع قانون تحصين الثورة الذي اقترن بحادثة اغتيال شكري بلعيد وكذلك انقلاب مصر الذي رغبت أطراف في استنساخه بتونس فكان اغتيال محمد البراهمي تلاه فشل حركة «تمرّد» في حشد التونسيين في الشوارع ورفض الجيش الوطني التدخل في الشأن السياسي فوقعت حادثة اغتيال 8 جنود على حد تعبيره. من جهته اشار رؤوف العامري رئيس المكتب السياسي ل«حزب التحرير» الى التدخل الغربي والامريكي السافر في الشأن التونسي من خلال ابناء الداخل. واعتبرالعامري ان النظام السابق يواصل عمله لكن «تغيرت الوجوه السوداء بوجوه اقل سوادا» قائلا «نشهد اليوم تصافح الأيدي المرتجفة والأيدي الملوثة على حساب دماء الشعب في سياق التوافق ومبادرة الرباعي» على حدّ تعبيره.