(تونس) تواصلت كامل يوم أمس بوزارة حقوق الإنسان «مسابقة» من سيكون رئيس الحكومة القادمة بين رباعي متمثل في محمد الناصر وأحمد المستيري وجلول عياد ومصطفى كمال النابلي. وقد برز منذ البداية اختلاف واضح بين الأحزاب حول من سيكون رئيس الحكومة القادمة حيث تبين منذ الوهلة الأولى أن المعارضة مع ترشيح محمد الناصر وكان الإعلان واضحا من أحزاب «نداء تونس» و«الجبهة الشعبية» وحزب العربي نصرة «حركة الجمهورية» و«الحزب الجمهوري المغاربي» و«الحزب الشعبي التقدمي» و«المسار الديمقراطي الاجتماعي» و«حزب الحرية والكرامة» للعياشي العجرودي، في حين عبر راشد الغنوشي بكل وضوح عن ترشيح «الترويكا» لأحمد المستيري لتاريخه وتكريما لماضيه وهدد الغنوشي بأن يتم حسم ذلك في المجلس الوطني التأسيسي الذي لن يصوت إلا على المستيري. هذا التلويح بالذهاب للتأسيسي اعتبره حمة الهمامي في تصريح صحفي تهديدا ومحاولة لنسف التوافق داخل الحوار الوطني وتم اعتباره كذلك محاولة لإفشال الحوار الوطني. وقال الهمامي إن أي مس بالحوار الوطني سيجعل «الجبهة الشعبية» تنسحب منه. وبرزت خلال الحصة الصباحية خلافات كبيرة بين الأحزاب بين مرشح لأحمد المستيري ومجموعة أخرى رشحت محمد الناصر في حين رشح حزبان وحيدان جلول عياد وهما «حزب الأمان» و«آفاق تونس». وحاول الرباعي تطويق الخلافات حيث بينت مصادرنا أن رئيس الجلسة حسين العباسي أوضح للجميع أنه لا يمكن لأحد التشكيك في المجلس التأسيسي وفي صلاحياته لكن الحوار الوطني يقتضي الوفاق الحقيقي والابتعاد عن التصويت وأنه على كافة الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني الخروج بتوافق سيما أن العالم بأسره ينتظر نتائج هذا الحوار حيث أن نجاحه لن يؤثر على تونس فحسب بل ستكون التجربة التونسية نموذجا في العالم بأسره. وشهدت الحصة المسائية احتقانا بسبب تمسك كل طرف بموقفه خاصة أن «الترويكا» عبرت عن تمسكها الشديد بأحمد المستيري بل وجهت رسائل مبطنة من قيادات في «النهضة» بأن لا خيار لرئاسة الحكومة غير المستيري وخلف تصريح رئيس مجلس شورى «النهضة» فتحي العيادي على إذاعة «شمس أف أم» والتمسك بالمستيري مهما كان الثمن جدلا داخل الحوار الوطني حيث بين حمة الهمامي في تصريح ل «التونسية» أن الوضع الحالي يتطلب رئيس حكومة قادر على التسيير لساعات كبيرة من العمل وهو ما يتخالف مع وضع أحمد المستيري. ويبدو أن الجدل الحاصل يوم أمس الجمعة هو ورقة ضغط من «الترويكا» لفتح الباب لترشيحات جديدة لرئاسة الحكومة وهو منطق رفضته الأحزاب لكن أكد عليه فتحي العيادي والناطق الرسمي ل «النهضة» زياد العذاري الذي بين أن باب الترشيحات مازال مفتوحا وهو أمر تم رفضه رسميا . وقد انحصر السباق نحو رئاسة الحكومة حتى ساعة متأخرة من مساء أمس بين أحمد المستيري ومحمد الناصر دون حسم واضح نتيجة تمسك كل طرف بموقفه.