عاد الحراك الدبلوماسي من جديد ليطفو بقوة على الساحة السياسية بتونس وسط أزمة سياسية خانقة مازالت متواصلة بسبب تعليق الحوار وعدم التوافق على رئيس حكومة جديد. فقد استقبل الباجي قائد السبسي رئيس حركة «نداء تونس» أمس سفير الولاياتالمتحدةبتونس جاكوب والس في مقر الحركة المركزي حيث ناقشا الأوضاع السياسية والاقتصادية الأخيرة التي تشهدها البلاد، إضافة إلى النظر في سبل إنجاح الحوار الوطني في ظل تعليق جلساته على خلفية عدم التوصل إلى إتفاق بخصوص المرشح لخلافة «علي العريض». و قد عبّر والس عن ارتياحه لجميع المبادرات الوطنية التي تم تقديمها خلال الحوار الوطني من اجل إيجاد توافقات تخدم البلاد و تخرجها من الأزمة الراهنة، مبديا في الوقت نفسه استعداده لدعم كافة الأطراف لإنجاح هذه المرحلة الانتقالية. السفير الأمريكي التقى أيضا، أمس، راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». وان لم يكشف الطرفان عن فحوى اللقاء فإنّ مراقبين يرون ان الديبلوماسية الامريكية تسعى، بكل ثقلها، إلى حلحلة الأزمة السياسية وايجاد مخرج توافقي بين جميع الاطراف وانقاذ ما تبقى من دول الربيع العربي. من جانبها، تواصل الجزائر جهودها في الوساطة لإنهاء الازمة السياسية والتوصّل إلى حل ينهي الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد حيث تبذل الديبلوماسية الجزائرية مجهودات حثيثة من خلال العمل على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين مع حرصها، حسب تصريحات مسؤوليها على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتونس. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد استقبل، نهاية الاسبوع الماضي وللمرة الثانية على التوالي ، كلا من رئيس حركة «نداء تونس» الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». وبحث بوتفليقة مع رئيس حركة «نداء تونس» تطوارت الوضع السياسي والأمني في تونس. وقد أطلع السبسي بوتفليقة على «المساعي الجارية لتحقيق متطلبات المرحلة الانتقالية في تونس من أجل تشكيل حكومة انتقالية في إطار المفاوضات الجارية». وقد أكد السبسي أن حزبه «ليس متعطشا للسلطة بقدر ما يبحث عن مخرج للبلاد من الأزمة الحالية وإيجاد حلول للوضع الراهن». ويعد هذا اللقاء الثاني من نوعه بين بوتفليقة والسبسي بعد لقاء 11 سبتمبر الماضي، ويأتي بعد يومين فقط من اللقاء الذي جمع بوتفليقة بزعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي حيث بحث معه تطوارت الوضع في تونس وخاصة ما يتعلق بالحوار بين الحكومة والمعارضة حول تعيين حكومة جديدة غير متحزبة والتي كللت بالفشل إلى حد الآن. وكان الغنوشي قد سافر الخميس الماضي إلى الجزائر العاصمة لحضور أعمال المؤتمر الخامس لحزب النهضة الجزائري. وقد أكد في تصريح على هامش المؤتمر أن الحكومة التي يقودها علي العريض لن تستقيل قبل الانتهاء من كتابة الدستور، وتشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ووجّه كذلك نداء إلى التونسيين «لتفادي التقاتل حتى تتم المرحلة الانتقالية في هدوء».