أعرب زياد العذاري الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" و نائبها بالمجلس الوطني التأسيسي،عن استغراب حركته من إعلان حسين العباسي أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل و الناطق الرسمي باسم الرباعي الراعي للحوار الوطني في ندوة عقدها أمس عن فشل الحوار الوطني و تحديد مهلة جديدة لا تتعدى 10 أيام لمواصلة المفاوضات حول رئيس الحكومة المقبلة،مؤكدا أن هذا الإعلان "خيب انتظارات حركة "النهضة" في الإعلان عن توافق وطني عريض، خاصة بعد أن اتفقت كل القوى السياسية في البلاد ،ما عدى "الجبهة الشعبية"،حول اسم جلول عياد رئيسا للحكومة الجديدة"محملا "الجبهة " مسؤولية تعطيل المسار التوافقي و جر البلاد إلى ما لا طاقة لها به،مطالبا في ذات السياق كل القوى السياسية الفاعلة في البلاد بضرورة ايجاد حل توافقي في اقرب وقت ممكن. و لتوضيح موقف حركة "النهضة" من الحوار الوطني ككل و من الأسماء المطروحة على طاولة الحوار لتولي رئاسة الحكومة المقبلة على وجه الخصوص،أعرب زياد العذاري عن أسف حركة "النهضة" "الشديد" للتأخير الذي أعلن عليه أمس حسين العباسي الناطق الرسمي باسم الرباعي الراعي للحوار ،موضحا أن هذا الإعلان خيب توقعات حركة "النهضة" التي كانت تنتظر –برأيه- الإعلان عن "توافق وطني عريض خاصة بعد اتفاق اغلب القوى السياسية ما عدى الجبهة الشعبية حول اسم جلول عياد رئيسا للحكومة الجديدة"-على حد تعبيره- ،مضيفا:"النهضة لم تقترح اسم جلول عياد و لم ترشحه و لكنها لم تعترض عليه خلافا للجبهة الشعبية التي تشبثت بموقفها المعروف بالرفض و التي تتحمل بذلك مسؤولية عرقلت المسار التوافقي". "النهضة" بريئة من...؟ و شدد زياد العذاري على أن حركة "النهضة" قامت بما يمليه عليها الواجب من إعلاء المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات السياسية و الحزبية الضيقة ،موضحا أن حركته قدمت تنازلات وصفها بالمؤلمة تسببت –بتقديره- في شيء من التململ و عدم الرضا في صف أبناء الحركة و بعض قياداتها في سبيل إنجاح الحوار الوطني ،محملا مسؤولية فشل الحوار و إهدار الوقت من خلال إعلان مهلة جديدة لاستئناف المفاوضات بشان رئيس الحكومة الجديدة إلى "الجبهة الشعبية". و شدد العذاري على التزام "النهضة" بالحوار كقاعدة لحل الأزمة –على حد تعبيره-،مضيفا:" النهضة حريصة على إنجاح الحوار و ذلك يعني أن يتقدم الجميع خطوة او خطوات نحو منطقة الوسط لا حركة النهضة لوحدها..فخارج الحوار ستسير البلاد نحو منزلقات خطيرة تقودنا الى العنف و الفوضى و هذا ما لا نريد الوصول إليه بأي حال من الأحوال". و قال العذاري انه "على الرغم من كل المجهودات و التنازلات التي تقدمت بها حركة النهضة فإننا وقفنا و للأسف أمام تمترس أطراف عديدة في ذات المواقع و المواقف المعروفة بالرفض و التعطيل".. هناك قوى سياسية لم تتفاعل مع هذا التنازل و الانفتاح الذي قدمته حركة "النهضة" بالشكل المطلوب و تعمل على تعطيل المسار التوافقي. و بخصوص اتهام حركة "النهضة" بالوقوف حجر عقبة في طريق الوصول إلى التوافق،قال العذاري أنها " اتهامات غير لائقة و لا أساس لها من الصحة ...و من له اي اعتراض على اسم معين عليه الحرص على الالتزام بأخلاقيات الحوار لا التجرد من المسؤولية و كيل الاتهامات جزافا". أما عن تشبث "النهضة" باسم احمد المستيري دون غيره رئيسا للحكومة القادمة،فأجاب العذاري بالقول:"النهضة لم ترشح اي اسم من المحسوبين عليها او المقربين اليها،و و لكننا دعمنا اسم احمد المستيري و لا نزال ندعمه و اسمه لم يتم سحبه و ما زال موجودا على طاولة الحوار لأننا نرى فيه الخيار الأفضل للبلاد..و لكننا مع ذلك لم نعترض على أي اسم من الأسماء التي يمكن التوافق بشأنها بشرط الكفاءة و الخبرة و تحمل مسؤولية إنقاذ البلاد و الوصول بها إلى بر الأمان". "اسوء" هدية! و عن خيارات "النهضة" في حال فشل الحوار،قال "العذاري":" نريد أن نطمئن الرأي العام بان هناك قوى حقيقية حريصة على الوصول بالبلاد إلى بر الأمان،و في حال فشل المفاوضات لا قدر الله فانه لا يمكن بأي حال من الأحوال إقحام الرباعي الراعي للحوار في التجاذبات السياسية و الحزبية إذ أن أسوء هدية يمكن أن نقدمها للرباعي الراعي للحوار هي اقحامه في التجاذبات السياسية و الحزبية... و اذا وصل الحوار الى طريق مسدود فاننا كحركة النهضة منفتحون على كل الصيغ البديلة للخروج من الازمة و لا نتحدث عن بديل جاهز في حال فشل الحوار". *فؤاد مبارك