التونسية ( تونس ) اكدت اليوم "راضية النصراوي" رئيسة المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب خلال الندوة الصحفية المنعقدة بنزل "نوفوتال" بالعاصمة ان التعذيب لا يزال متواصلا في ظل الحكومات التي جاءت بها الثورة داخل المؤسسات السجنية و مراكز الايقاف... و قالت النصراوي :" كنا نتمنى ان ينتهي التعذيب بعد الثورة لكن للاسف تواصل مسلسل الانتهاكات لحقوق الانسان,تاتينا كل يوم شكاوى في هذا الغرض من بينها حالات وفاة مسترابة داخل السجون ...الموضوع مازال خطيرا..." و وصفت النصراوي طرق التعذيب داخل السجون و مراكز الايقاف بالوحشية تنتهي بعمليات انتقامية و تلفيق تهم,مضيفة ان المنظمة سجلت 200 حالة تعذيب انطلاقا من شهر سبتمبر 2012 الى يومنا هذا, اغلبها مسلطة على الرجل بنسبة 89 % ثم المراة ب11 % و الاطفال 5 بالمائة,مشيرة الى انّ 26 % من حالات تعذيب تم رصدها قبل الثورة و73 % بعد 23 أكتوبر 2012. موضحة ان العدد اكبر بكثير باعتبار ان عديد المؤسسات و المنظمات الحقوقية تهتم بهذا الشان, قائلة:"التعذيب لا يشمل كل السجون و لا كل الامنيين... و يمكن تقسيم عمليات التعذيب بين 31 % داخل السجون و 16 % داخل مراكز الحرس الوطني و 2 % موزعة بين الجيش و الديوانة و الحرس الرئاسي... " الارهاب لا يبرر التعذيب و في موضوع اخر عارضت النصراوي تعذيب المتورطين في الأحداث الإرهابية مشددة على ضرورة ضمان محاكمة عادلة لهم,مضيفة:" الارهاب لا يبرر التعذيب...فنحن ضد التعذيب...ندافع عن الحرمة الجسدية و المحاكمة العادلة للارهابيين و تدخلنا في حالتين...نطلب ان تحترم حقوق الانسان و لا نقبل تواصل الانتهاكات بعد 3 سنوات من اندلاع الثورة..." و اشادت رئيسة المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب بالقرار الذي يؤكد على ان التعذيب جريمة لا تسقط بمرور الزمن الذي صدر بعد الثورة واصفة اياه بالمكسب العظيم و المهم, اضافة الى تاسيس الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب التي يمكنها زيارة السجون و مراكز الايقاف لتفقد احوال المساجين و الموقوفين و لرصد الانتهاكات و الاعتداءات المرتكبة ضد حقوق الانسان . الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب و من جانبه اوضح "مختار الطريفي" الناشط الحقوقي ان مهمة الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب تنحصر في مراقبة المؤسسات السجنية و مراكز الايقاف و ليس لها دور البحث في الجرائم و انما تحيل كل ملف يحتوي على خروقات للقانون الى السلط القضائية,مضيفا ان الهيئة ستصدر تقريرا سنويا عن ظاهرة التعذيب في تونس .
