التونسية نجح أمس النادي الرياضي الصفاقسي في تجاوز عقبة الاتحاد الرياضي المنستيري في اطار المباراة المؤجلة لحساب الجولة السابعة ذهابا لبطولة الرابطة الأولى ورغم انّ فريق عاصمة الجنوب بدا متأثرا من ماراطون المباريات المتتالية في الأيام الأخيرة خاصة بعد رحلة قفصة الشاقة فانّ زملاء علي معلول واصلوا تحقيق سلسة نتائجهم الايجابية وصالوا و جاولوا باختلاف الألوان والملاعب... النادي الصفاقسي لاح في الحقيقة منهكا في مباراة الاتحاد والسبب مفهوم بالنظر الى التحديات المتعاقبة التي واجهها الفريق في الفترة الأخيرة وبدا وكأنّه يدفع ضريبة نجاحه القاري بعد تتويجه في لوبومباشي بالكأس الافريقية حيث لم ينعم الفريق بالراحة وأجبر على خوض سلسة من المباريات خارج قواعده وبعيدا عن ملعبه محروما من جماهيره ومن دعمها المادي والمعنوي متكبّدا مصاريف إضافية وأتعابا ثانوية كان يمكن تلافيها لو أحكم القائمون على شؤون الكرة ضبط رزنامة بالمقاس لا تخضع للغة القوّي والضعيف ولا يكون فيها بطل افريقيا ضحيّة ملعبه «المهجور» الذي لا يليق بفريق يقارع على عدّة واجهات ويستعدّ لخوض غمار رابطة الابطال الافريقية... فريق عاصمة الجنوب يستقبل ضيوفه خارج ميدانه وقد خاض مباراتيه الأخيرتين بعيدا عن صفاقس من دون مدرّبه الأوّل الهولندي رود كرول الذي اختار سياسة الهروب إلى الأمام وتغيير الألوان ورغم كلّ هذه العوامل التي سبقت فقد توفّق الفريق في تحقيق العلامة الكاملة والخروج بنقاط المواجهتين وهو ما يؤكّد قوّة شخصية الفريق الذي يعتبر الأفضل والأقوى على الساحة المحلية في الفترة الحالية بحكم استقرار عطائه وثبات مردوده بدليل الانتصارين اللذين تحققّا ضدّ قفصة خاصة في مباراة الاتحاد بعد ان جاء هدف الفوز في الوقت البديل وهو ما يعود إلى قوّة وصلابة الفريق ودرجة تركيزه العالية التي لم تتأُثّر بالأزمات المفتعلة حول محيط الفريق... ماراطون مباريات النادي الصفاقسي لن يتوقّف عند هذا الحدّ والرحلة ستتواصل هذا الأربعاء بملاقاة الترجي التونسي في مباراة مؤجلة هي الاخرى لحساب الجولة الثامنة لبطولة الرابطة الأولى وهي مباراة تكتسي أهمية بالغة للفريقين خاصة لجماهير النادي الصفاقسي التي توّد التأكيد على قيمة فريقها الفنية والبدنية وقدرته على تجاوز كلّ منافسيه مهما اختلفت تصنيفاتهم وتسمياتهم... المباراة لن تكون كسابقاتها خاصة في ظلّ الحرب الكلامية المندلعة بين جماهير الفريقين وما أحدثته زوبعة المدرّب رود كرول الذي حملته التخمينات الى مركبّ الترجي كما انّ ظروف تأجيل المباراة في وقت سابق والتعلات التي استخدمها البعض لم ترق لهذا الجانب أو ذاك بما يوحي بأنّ المباراة ستكون حماسية الى أبعد الحدود وربمّا قد تكون عناوينها الشرفية هي بطولة «البرستيج»...لذلك لا حرج في ان يسعى الساهرون على شؤون الكرة في مكتب الرابطة وكذلك جامعة الكرة على تأمين هذا الموعد الكروي الهام بتنصيب حكم يكون قادرا على الخروج بالمباراة إلى برّ الأمان ولانّ الساحة التحكيمية التونسية في الوقت الحالي تفتقد الى اسم بهذه المواصفات فإننا نعتقد انّه لا حرج في أن تستعين الجامعة التونسية لكرة القدم بطاقم تحكيم أجنبي لإدارة هذه القمّة حتى نتقي شرّ التأويلات ونتجنّب منذ الآن الدخول في نظرية المؤامرات وتصفية الحسابات... المكتب الجامعي نجح في وقت سابق في تثبيت خطوات الصافرة التونسية برفع الفيتو في وجه الحكام الأجانب لكن حساسية الظرف وأهمية الرهان يرفعان الحرج على الجامعة وبالتالي لا يوجد ضرر في الاستنجاد بشكل استثنائي هذه المرّة بحكم أجنبي يكون في مستوى وقيمة المباراة... النادي الصفاقسي يعيش أحلى فتراته والعائلة الصفاقسية التي ضحّت بالغالي والنفيس لأجل تأمين المسيرة تمني النفس بمواصلة الإقلاع والترجي من جانبه يعيش فترة انتقالية لكنه يبقى شئنا أم أبينا كبير القوم لذلك على الجامعة الانتباه وتوخّي كلّ الحيطة في مسألة الحكم الذي سيدير المباراة لانّه سيكون قاسيا جدّا ان يعبر فريق على حساب الآخر بصافرة مغلوطة أو قرارات مشبوهة...