(تونس) ختم احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقرنبالية أبحاثه في جريمة محاولة قتل اتهم فيها كهل عمد إلى تعنيف طليقته بسبب خلافات عالقة بينهما حتى كاد يزهق روحها. التحرّيات في تفاصيل هذه القضية التي جدت في موفى شهر مارس 2013 انطلقت على اثر إعلام ورد على السلط الأمنية من احد المستشفيات يفيد بقبول امرأة في حالة صحية حرجة جراء تعرضها إلى طعنة على مستوى بطنها فضلا عن جرح غائر على مستوى رقبتها فتحولت دورية امنية إلى المستشفى لكن تعذر سماع أقوال الضحية لأنها خضعت لعملية جراحية واحتفظ بها تحت العناية الطبية المركزة, في الأثناء انطلقت التحريات في الجريمة التي تبين من خلالها أن المتضررة تزوجت منذ 8 سنوات بشاب رغم معارضة أهلها لأن هذا الأخير من ذوي السوابق العدلية لكن المتضررة أصرت على الارتباط به بعد أن وعدها بالاستقامة وامعانا منه في إظهار حسن نيته تمكن من الحصول على عمل كحارس بإحدى المؤسسات وقد فرحت المتضررة بذلك. كانت حياتهما الزوجية في بدايتها سعيدة وأنجبا طفلة ملأت منزلهما فرحة لكن شيئا فشيئا بدا المظنون فيه يميل إلى الكسل وأصبح غير راغب في التوجه إلى عمله واحتج بأنه تعب من العمل بالليل وقد حاولت زوجته إقناعه بأنّ عليه أن يواصل العمل لكن دون جدوى وكثرت غياباته مما جعل مؤجره يتخذ قرارا بفصله عن العمل. وما إن علمت الزوجة بالموضوع حتى جن جنونها وتوجست خوفا على مصير أسرتها فطمأنها انه سيبحث عن عمل آخر لكن مرت الأيام ولم يعثر المظنون فيه عن عمل إلى أن بدأ تدريجيا يعود إلى عالم الانحراف ثم استأنف بيع «الزطلة» فرفضت زوجته أن تعيش هي وابنتها من أموال جناها من مصدر غير شريف وقررت العودة إلى منزل أهلها. في نفس الفترة ألقي القبض على المظنون فيه من اجل اعتدائه بالعنف أثناء معركة على احد أصدقائه وفي فترة إقامته بالسجن تقدمت زوجته ضده بقضية في الطلاق وقضي لصالحها وما إن علم بالأمر حتى قرر الانتقام منها بحجة عدم وقوفها معه في محنته وبعد خروجه من السجن بأيام اعترض سبيلها عندما كانت متجهة للعمل وشرع في التحدث معها ولومها على عدم انتظاره إلا أنها أعلمته أن خلافهما سابق لدخوله السجن وأنه خلاف جوهري حول عدم مشروعية كسبه ,فاندلعت مناوشة كلامية بينهما عمد خلالها المظنون فيه إلى طعن طليقته على مستوى بطنها ثم أصابها على مستوى رقبتها وتحصن بالفرار تاركا اياها في حالة صحية حرجة. واستنادا إلى هذه التحريات القي القبض على المظنون فيه وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وأفاد أن حقده على طليقته التي تخلت عنه في أول محنة وسارعت بطلاقه هو الذي كان وراء وقوع الجريمة. وقد أعرب المتهم عن ندمه وأفاد انه يحب المتضررة رغم كم المشاكل التي بينهما. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه وبإحالته على قاضي التحقيق أعاد أقواله السابقة وبعد ختم الأبحاث وجهت له التهمة المذكورة أعلاه ومن المنتظر أن يمثل في نهاية الشهر المقبل -جانفي - أمام أنظار المحكمة من اجل ما نسب اليه.