الفشل ... العجز ... العقم ... وضياع انتصار ثمين ومن ورائه ضياع نقطتين في غاية من الأهمية ... هذه عناوين التحوّل الأخير للترجي الرياضي إلى باجة... الفشل يكمن أولا وأساسا في سوء الإستعداد لهذه المباراة سواء من الناحية التكتيكية أو خاصة من الناحية الذهنية حيث لاح واضحا ومنذ انطلاق اللقاء غياب التركيز لدى اللاعبين واستسهال المنافس والمهمة الشيء الذي عاد بالوبال على الفريق وهذا العامل يتحمله الإطار الفني واللاعبون، الأول لسوء تعامله مع الفوز الأخير ضد النادي الصفاقسي وعدم القدرة على تجاوزه بسرعة ، أما اللاعبون فلأنهم لم يستغلوا تجربتهم الطويلة للفصل بين لقاءين مختلفين ونسيان نتيجة الكلاسيكو وتحضير موعدهم بالجدية اللازمة... هذا الفشل أدى إلى عجز على تأكيد فوز الجولة الثامنة وتحقيق انتصار ثان على التوالي وخاصة استغلال الفترة الصعبة التي يمر بها الأولمبي الباجي والتي كانت تفرض عليهم العودة إلى العاصمة بنقاط الفوز ولا شيء غيرها... الفريق لن يذهب بعيدا بهذا العقم الغريب الترجي الرياضي أبدع في باجة في إهدار الفرص السهلة السانحة للتهديف حيث تفنن لاعبوه في إضاعة كرات لم يكن من الصعب تحويلها إلى أهداف نظرا للوضعبات اليسيرة التي وجدوا أنفسهم فيها ... البداية كانت عن طريق العكايشي الذي واصل مسلسل إضاعة الفرص وسوء التعامل مع الكرات ثم تبعه الراقد بكرة من الممنوع على لاعب في هذا المستوى إهدراها ثم جاء دور الدراجي ولو أن أرضية الميدان لعبت دورا في ضياع فرصة صانع العاب الترجي الرياضي ... كل هذه الكرات جاءت في الفترة الأولى التي كان بإمكان الأحمر والأصفر الخروج منها بتقدم لا يقل عن ثلاثة أهداف ليجبر على إنهائها متعادلا مما صعب عليه الشوط الثاني الذي تواصلت فيه الكرات الضائعة عن طريق الغرسلاوي والجويني والعكايشي ... هذا العقم حرم فريق باب سويقة من انتصار كان في متناوله وبفارق عريض ولن يذهب الفريق بعيدا في البطولة بمثل هذا الإهدار الغريب والعجيب لفرص سهلة سانحة للتهديف وهذا التعامل السيئ مع الكرات أمام المرمى والذي فرض سؤالا كبيرا وهو ألا يوجد في قاموس مهاجمي الترجي الرياضي شيء يسمى رفع الكرة بالحارس عند الإنفراد به؟ ... يبدو أن هذا النوع من الفنيات لا يملكه بعض اللاعبين في الفريق وهو ما يؤكد محدودية إمكانياتهم. دو سابر وسوء قراءة المباراة والفشل في التغييرات للمباراة الثانية على التوالي يبرز المدرب الفرنسي سيباستيان دو سابر بنفس الغلطات وذلك على مستوى التغييرات التي لم تكن في مباراة في باجة موفقة تماما مثلما حصل في كلاسيكو النادي الصفاقسي قبل ذلك ، ولئن سلمت الجرة أمام فريق عاصمة الجنوب بفضل وسيم نوارة أولا ثم الكرات الثابتة ثانيا فإن الترجي الرياضي دفع هذه المرة ثمن سوء التعويضات التي أجبرته على إنهاء المباراة بعجز كبير وواضح على رفع النسق وإحداث الخطر باستمرار على مرمى منافسه... لقد أخطأ دو سابر عندما أخرج الغرسلاوي والدراجي وهما اللاعبان اللذان كانا قادرين على اللمسة الفنية التي يمكن أن تحدث الفارق وأذنب الفرنسي بالتالي في حق الترجي الرياضي وساهم بشكل كبير في ضياع فوز كان في المتناول... كان على دو سابر ومنذ فترة الإستراحة إخراج المباركي وتعويضه بلاعب مهاجم مع تأخير آفول كظهير أيمن ، ثم كان عليه بعد ربع ساعة إخراج المولهي وإقحام المساكني الذي كان بإمكانه تقديم الإضافة مع الدراجي والغرسلاوي على مستوى صنع اللعب وهذا ما لم يقم به الإطار الفني مكتفيا بتغييرات مركز بمركز لم تكن مطلوبة في لقاء أول أمس أمام فريق كان يجاهد من أجل التعادل... دو سابر لم يقرأ للمرة الثانية المباراة جيدا ويبدو أن هذا العامل هو نقطة ضعف هذا الفني مما يفسر التغييرات الخاطئة في لقاءي رادسوباجة.