مثلت مدن ولاية توزر طيلة العطلة المدرسية ونهاية السنة الإدارية 2013 قبلة محبذة لآلاف السياح التونسيين والأجانب وذلك بفضل ما شهدته من تظاهرات احتفالية وتنشيطية وترفيهية كفعاليات الدورة الخامسة والثلاثين للمهرجان الدولي للواحات التي أسدل الستار على فعالياتها يوم الاثنين 30 ديسمبر وسط مشاركة مكثفة لعديد الفرق والقامات الفنية والموسيقية التونسية والعالمية والتي ساهمت إلى جانب ما تقدمه من أطباق فرجوية في تحقيق النجاح المنتظر لهذه الدورة على جميع الأصعدة وخصوصا مساهمتها الفاعلة في استقطاب آلاف السياح الأجانب والتونسيين بالخصوص الذين أنعشوا الحركة السياحية بامتياز وكذلك الشأن بالنسبة للدورة الاقتصادية الهامة التي أدخلت البهجة والانشراح في صفوف المهنيين. وبذلك كسبت هيئة المهرجان بإدارة عماد التباسي الرهان ولامست الدورة حدود الإبداع بشهادة ضيوف توزر الذين تمتعوا بجمال ربوع الجريد وواكبو فعاليات المهرجان عن كثب. «التونسية» كانت في الموعد ورصدت انطباعات بعض الضيوف من سياح أجانب وتونسيين الذين أكدوا أن ميلهم لقضاء عطلة الشتاء وعطلة نهاية السنة بالجنوب التونسي يعود بالأساس إلى الأجواء الفرجوية المتميزة التي ما انفكت توفرها مهرجاناته الدولية ولطقسه الجميل والدافئ كما أشار البعض إلى أنهم ومنذ سنوات مضت أصبحوا يحبذون القدوم الى منطقة الجريد هروبا من الصخب الذي يميز أجواء المدن الأخرى في مثل هذه المناسبات أما شق آخر من المستجوبين فقد أجمع على أن طيبة أبناء الجريد عامة وتوزر خاصة ورفعة أخلاقهم واستبشارهم بالضيف أينما حل من الأسباب التي جعلتهم يكررون الزيارات لمدينة توزر وهذه الحركة السياحية الداخلية مثلت المحرك الداعم للدورة الاقتصادية التي أصابها الشلل مما أعاد الاطمئنان في نفوس أهل المهنة على جميع المستويات إيذانا بقرب الانفراج والتخلص من الأزمة السياحية والاقتصادية الخانقة فعطلة الشتاء وانعقاد المهرجان الدولي للواحات شكلا عامل إنعاش للقطاع السياحي الصحراوي على وجه الخصوص. استياء الاعلاميين.. ورجال الثقافة غائبون وفي المقابل واصل المهرجان تجاهل بقية المعتمديات (تمغزة وحزوة ونفطة ودقاش) بالرغم انه منذ تأسيسه في خمسينات القرن الماضي كان جامعا لأهالي الجريد وقد تمت تسميته آنذاك بمهرجان النخلة, إذن آن الأوان لأن تتم مراجعة أكثر من أمر فيه.. فالدورة الجديدة شهدت فوضى لم تعرفها سابقاتها فحتى تنشيط الشوارع كان محتشما لان الفرقة التي جابت الاحياء والشوارع كانت عادية ولم تجلب انتباه رواد المهرجان, اضافة الى ان الدعاية كانت منقوصة . كما كان غياب رجال الثقافة ملحوظا اضافة الى الاستياء الذي لاحظناه على وجوه الاعلاميين الذين غادروا توزر بسبب الفوضى التي شهدتها ساحة المهرجان .اما عن الفنانين فقد وجدوا صعوبات عند حلولهم بمدينة توزر فيسرى المحنوش نزلت من الطائرة بمطار توزرنفطة ولم تجد أحدا في استقبالها وكذلك حال الفرقة المصرية القادمة من الاقصر فقد بقيت تبحث عن اقامة لمدة 3 ساعات. وشهد حفل الشاب مامي فشلا تنظيميا فقد تم توزيع التذاكر بالمجان على البعض رغم ان ثمن التذكرة حدد بعشرين دينارا ثم تم التخفيض فيه الى خمسة دنانير . وباستفسار «التونسية» اهل الاختصاص عن عزوف رجال الثقافة افادونا انه لا يوجد أي مختص في العمل الثقافي ضمن هيئة المهرجان كما ان مدير المهرجان اقصى جميع الاطارات بولاية توزر بما فيها المندوبية الجهوية للثقافة بتوزر وهذا ما جعل المندوب الجهوي للثقافة يكون ابرز المتغيبين , وللإشارة فقد تم الغاء الفقرات الخاصة بالأطفال والورشات الخاصة بالسينما الوثائقية .وقد علمت التونسية ان نقابة مؤسسات العمل الثقافي تحركت ودعت التفقدية العامة بوزارة الثقافة للبحث في عديد الملفات الخاصة بالمهرجان الدولي للواحات بتوزر.