التونسية (سبيطلة) تشهد ولاية القصرين اليوم الاربعاء اضرابا عاما دعت اليه الهيئات الجهوية للمنظمات الراعية للحوار الوطني واعداد كبيرة من الجمعيات وتشكيلات المجتمع المدني في حركة احتجاجية تعبر عن غضب أهالي القصرين واحباطهم بعد ثلاث سنوات من ثورة شاركوا فيها بدماء شهدائهم وجرحاهم ولم يجنوا من التنمية غير الوعود الزائفة والاحلام الواهية على حدّ تعبير الكثير من الشباب وأهاليهم. ثلاث سنوات كاملة تمر.. ولا شيء، يتحقق على الارض.. لم يقم المستشفى الجامعي ولا المستشفيات الجهوية.. ولم تتركز الكليات الجامعية والمناطق الصناعية.. ولم تعد الحياة الى سكة القطار!.. ثلاث سنوات انتظر خلالها اهالي القصرين قرارات ثورية لتشغيل آلاف المعطلين عن العمل والتخفيف من وطأة عقود من التهميش والمظالم الممنهجة..وفي مثل هذه الايام منذ ثلاث سنوات..كانت جهة القصرين تشتعل تحت نيران النظام البائد.. لم ترهب ابناءها القنابل المسيلة للدموع ولا حملات الاعتقال العشوائي ولم تجزعهم دماء الجرحى والشهداء في تالة والزهور وغيرها... ايامها اعترف الجميع بأن القصرين كانت الرقم الحاسم في الثورة وان المنوال التنموي الظالم وغياب العدالة الاجتماعية من اكبر اسباب نجاح الثورة في اقتلاع الطاغية... لتتهاطل الوعود.. وترتفع الانتظارات لكن لا شيء تحقق على ارض الواقع. ولاية بسبيطلة وأخرى بتالة؟ الاضراب الجهوي العام الذي يشن اليوم بمختلف القطاعات وبمختلف مناطق ولاية القصرين يدعو منظموه ومنفذوه الى التفاتة جدية الى الجهة في التشغيل والتنمية والاستثمار والصحة والتعليم والبنية الأساسية وغيرها.. واذا كان المجلس التأسيسي ابدى حسن نية بالتنصيص على التمييز الايجابي للمناطق الداخلية بأحد فصول الدستور فان الحكومة القادمة مدعوة الى اتخاذ قرارات ثورية واعادة النظر في التقسيم الترابي والاداري للبلاد التونسية وتركيز ولايات جديدة بالمناطق الداخلية ولعل بعث ولاية جديدة بسبيطلة تضم معتمديات من ولاية سيدي بوزيد (جلمة السبالة) والقيروان (حاجب العيون) اضافة الى معتمديات سبيبة وجدليان وولاية اخرى بتالة تضم معتمديات من ولاية الكاف (تاجروين القلعة الخصباء) وسليانة (الروحية) اضافة الى معتمديات العيون وحيدرة وفوسانة من شأنه ان ينعكس ايجابيا على كل الشريط الغربي من المناطق الداخلية ويدفع مختلف المعطيات البشرية والجغرافية والاقتصادية الى اتخاذ مثل هذه القرارات الشجاعة لتجاوز مظالم اكثر من خمسين سنة.