يحتفل شيخ الأندية التونسية الترجي الرياضي اليوم 15 جانفي 2014 بعيد ميلاه الخامس والتسعين في أجواء منعشة ممزوجة بين الفخر والإعتزاز بما تحقق إلى حد الآن في مختلف الفروع والرياضات والتطلع إلى ما هو أفضل ومزيد التألق مستقبلا محليا ودوليا. 161 لقبا في الفروع الجماعية الأربعة مشوار الترجي الرياضي حافل بالبطولات والكؤوس سواء المحلية أو الخارجية عربية كانت أو إفريقية وذلك في الفروع الجماعية الأربعة ونعني كرة القدم واليد والطائرة والسلة والتي فازت ب161 لقبا بالتمام والكمال موزعة كالآتي: 50 لقبا في كرة القدم مع مشاركة في كأس العالم للأندية، 62 لقبا في كرة اليد وهو الفرع الأكثر تتويجا في النادي ، 31 لقبا في الكرة الطائرة، و18 لقبا بين ذكور وإناث في كرة السلة... هذه التتويجات تجعل فريق باب سويقة صاحب كل الأرقام القياسية محليا وإقليميا وقاريا وبالتالي محل افتخار من كل عشاقه الذين طالما تغنوا بإنجازات ناديهم وعددوها في أكثر من مناسبة لإثبات شرف الإنتماء لهذا النادي العريق. إنجازات رائعة في الرياضات الفردية وتشريف كبير للراية الوطنية نجاحات الأحمر والأصفر لم تقتصر على الرياضات الجماعية بل شملت كذلك الرياضات الفردية التي تألقت محليا وأيضا دوليا مانحة لتونس أبطالا رفعوا الراية الوطنية في العديد من المحافل الدولية. في السباحة أنجب الترجي الرياضي بطلات على الأصعدة العربية والإفريقية والمتوسطية وهن مريم الميزوني وسلوى أوبة وسندة الغربي. في الجيدو فاق تألق الترجيين الصعيدين القاري والمتوسطي ليبلغ العالمية حيث أحرز أنيس الونيفي في سنة 2001 على بطولة العالم بمونيخ في وزن أقل من 60 كغ وذلك قبل أن يتوّج بالميدالية البرونزية في سنة 2003 في أوزاكا باليابان في نفس الوزن، كما توجت أحلام العزابي في سنة 2002 ببطولة العالم أواسط في وزن أكثر من 78 كغ وفازت يسرى الزريبي في نفس السنة بالميدالية البرنزية أيضا في نفس البطولة في وزن أقل من 70 كغ وذلك قبل أن يتوج محمد بوقرة في سنة 2004 بالميدالية الفضية في بطولة العالم أواسط في وزن أقل من 73 كغ. في الملاكمة توج الترجي الرياضي بعشرين بطولة و15 كأسا وفاز الملاكم وليد الشريف سنة 2006 ببطولة العالم العسكرية فيما احرز زميله سيف الدين النجماوي على الميدالية الفضية في نفس المسابقة، كما فاز فتحي الميساوي بالميدالية البرنزية في الألعاب الأولمبية بأطلنطا سنة 1996 . أهم المحطات التاريخية في مشوار الترجي الرياضي: ولادة الفريق «الأسطورة» في سنة 1918 ومباشرة بعد الحرب العالمية الأولى إنعقدت جلسة بين فريقين إستعماريين وهما الملعب الإفريقي والملعب التونسي إنتهت بدمج الفريقين وتأسيس الإتحاد الرياضي التونسي... القرار لم يرق لرجل... لشاب لم يتجاوز آنذاك العشرين سنة من العمر... وأجبره على مقاطعة الجلسة ومغادرة القاعة غاضبا ورافضا للقرار... وقاسما بتأسيس فريق مسلم على الرغم من القانون الذي يمنع تأسيس فريق تونسي ... هذا الرجل يدعى محمّد الزواوي وكان آنذاك حافظ أثاث أحد الفريقين... هذا التصرف فاجأ كل الحاضرين بالقاعة لكن لم يكن أحد يصدق ما قاله وما أقسم من أجله ... لكن التاريخ أثبت أن محمّد الزواوي أنجز فعلا ما وعد به وما قرره وما أقسم من أجله وأسس فريقا مسلما وتونسيا لحما ودما أصبح بعد ذلك رائدا من رواد الرياضة التونسية وأحد عمالقة الكرة الإفريقية والعربية . الحصول خلسة على القانون الأساسي لفريق راسينغ تونس... وكتابته على ضوء الشموع في ليلة واحدة سارع محمّد الزواوي بالإتصال بصديقه الهادي القلال وأعلمه بقراره ... لكن كيف يمكن تأسيس فريق كرة قدم؟ المرحلة الأولى كانت تتمثل في إعداد النظام الأساسي للنادي والحصول على الترخيص الرسمي من السلطات المختصة وكان لزاما على الرجلين هنا الإعتماد على صداقة الطيب بدرة وهو تلميذ سابق بالمعهد الصادقي لإخراجهما من هذا المشكل الذي تواصل أكثر من شهر... الطيب بدرة تمكن من الحصول خلسة على القانون الأساسي لفريق راسينغ تونس ومدّه للهادي القلال الذي تولى نسخ وكتابة هذا القانون فقرة فقرة طوال ليلة كاملة على ضوء الشموع لإرجاعه من الغد إلى مكانه حتى لا يتفطن أحد لغياب الملف من مقر النادي ... بعد ذلك كان لابد من القيام ببعض التحويرات قبل إيداع الطلب لدى المحافظ التونسي والمراقب المدني لمصالح الأمن للحصول على الضوء الأخضر لكن كان من الضروري إعطاء إسم للفريق وإحداث هيئة مديرة مؤقتة ... في الأثناء أصبح أصحاب فكرة إنشاء هذا الفريق الجديد جماعة منظمة تلتقي باستمرار واختارت مقهى الترجي كمكان تلتقي فيه بصفة يومية ... هذا المقهى كان موجودا بمدخل الأسواق خلف المغازة العامة وبين نهج الجزيرة ونهج مصطفى مبارك ... وهناك تباحث مؤسسو الفريق عن الإسم الذي سيعطونه لناديهم وتم الإتفاق على إسم المقهى الذي يلتقون فيه وكان « الترجي» ... الشرط الذي كان لزاما على مؤسسي الترجي قبوله بعد أشهر من الإنتظار أعطت السلطات في نوفمبر 1918 لمؤسسي الترجي الموافقة المبدئية والشفوية على إحداث الفريق لكن بعد أسبوعين أصدرت السلطات قرارا يفرض تسمية رئيس فرنسي لإعطاء الموافقة الرسمية لتأسيس الترجي وتمت تبعا لذلك تسمية مونتاسيي على رأس الفريق ... بعد شهر وبالتحديد في 15 جانفي 1919 تحصل مؤسسو الترجي على الترخيص القانوني والرسمي وكان يوم فرحة كبيرة لمحمّد الزواوي والهادي القلال وجماعتهما على النجاح في بعث أول فريق تونسي دون أن يعلموا أنهم بصدد وضع الحجر الأساسي لأكبر الفرق التونسية وأكثرها تتويجا ... ومن هناك إنطلقت مسيرة الترجي الرائعة ... مسيرة ممزوجة بالآلام والشجاعة والنجاحات والأمجاد. اللونان الأحمر والأصفر لعب الترجي خلال السنة الأولى لتأسيسه باللونين الأبيض والأخضر ... زي أبيض مع اللون الأخضر بناقة القميص واليدين وتبان أسود ... عند قدوم الدكتور الشادلي زويتن سنة 1920 وانضمامه إلى الهيئة المديرة ككاتب عام حمل معه زي الفريق المدرسي « نادي كرة القدم بتونس» الذي كان يشرف عليه قبل حله واقتسام ممتلكاته من طرف مسيريه وكان نصيب الشادلي زويتن الأزياء الرياضية الحمراء والصفراء التي كانت ذات قيمة أحسن من أزياء الترجي البيضاء والخضراء خصوصا في فصل الشتاء والوقاية من البرد القارس وأهداها للترجي لتصبح منذ ذلك اليوم أزياءه وألوانه الرسمية . أول هيئة مديرة في تاريخ الترجي بعد الهيئة المؤقتة بقيادة مونتاسيي فإن الهيئة المديرة الحقيقية للترجي تألفت من محمد المالكي ( رئيس ) ومحمد الهنتاتي ( نائب رئيس ) وعلالة الرقيق ( كاتب عام ) والعروسي بن عصمان ( أمين مال ) والهادي القلال (أمين مال مساعد ) ومحمد الزواوي ومنوبي النوري ( أعضاء ) . أول تشكيلة في تاريخ الترجي لعب الترجي الرياضي أول مباراة له في تاريخه بالتشكيلة التالية : لحبيب الطرابلسي ( حارس مرمى ) – محمد الزواوي ( ظهير أيمن ) – حسن بودربالة (ظهير أيسر) – الطاهر الزواري وعثمان بن سلطان ( محور دفاع ) – الهادي القلال (متوسط ميدان دفاعي) – حسين بودربالة (جناح أيمن) – الطاهر بن لبيض(وسط أيمن)- محمّد الزواوي (قلب هجوم) – علالة القايجي (وسط أيسر) – الهادي بن عمار (جناح أيسر). الإحتياطيون : الصادق باش بواب – عبد الحميد الطبربي – الشريف بودربالة . 1936 سنة الإرتقاء إلى القسم الأول في سنة 1936 إرتقى الترجي الرياضي إلى القسم الأول الذي لم يغادره أبدا وكان ذلك تحت قيادة المدرب حمادي بن غشام ... أما اللاعبون الذين صنعوا هذا الإنجاز في ظروف صعبة وقاسية فهم : محسن القليبي – العروسي التسوري – الكافي – بالرابح – الرياحي – لرقش – بن غشام – خلفت – بالعربي – الشريف – بن غازي – الحلايبي – عبد الصمد – المدب – القطوسي . أول تمثيل للكرة التونسية موسم 1943 – 1944 بفضل البطولة التي تحصل عليها في سنة 1942 نال الترجي الرياضي في موسم 1943 – 1944 شرف تمثيل الكرة التونسية في بطولة شمال إفريقيا بمواجهة فريق جزائري وقد أضيفت بهذه المناسبة كلمة التونسي للترجي الرياضي وأصبح منذ ذلك التاريخ الترجي الرياضي التونسي . من هما مؤسسا الترجي الرياضي ؟ محمد الزواوي مولود سنة 1896 بدمشق بسوريا ... من عائلة من أصل جزائري ... جاء إلى تونس في سن مبكرة والتحق بالمدرسة القرآنية ... أبوه منعه من دراسة الفرنسية لغة المستعمر... في سنة 1913 تابع بالحلفاوين دراسة لتعليم الكبار والتحق سنة 1916 بالمدرسة الزيتونية. عند تأسيس الترجي قاطع تعليمه للإعتناء بحاجيات عائلته وعمل لدى أحد الإسكافيين بسوق «البلاغجية» ومر عبر عدة مهن قبل الإشراف على مشروع لبيع الثمار والفواكه مع شريكه وذلك إلى حد سن التقاعد ...طيب القلب ومثال للتضحية والأمانة عاش محمّد الزواوي حياة بسيطة للغاية ولعب في الترجي لمدة 12 سنة في مركز ظهير أيمن ... توفي يوم 31 مارس 1978 . الهادي القلال ولد يوم 1 جانفي 1900 بزنقة «البزويش» عبر نهج سيدي سلطان بالحلفاوين ... إبن لنساج زاول تعليمه بالمدرسة العرفانية ثم بالمدرسة الإبتدائية لبطحاء « الكباش» ... بعد دراسة في النجارة إلتحق بمعهد إيميل لوبي ليتم قبوله كأول تونسي بالمصالح التقنية من 1920 سنة إلى سنة 1959 ... أب لخمسة أبناء وهم نجاة ودلندة ومحمد وفاطمة وسلوى لعب سنتين في الترجي في مركز متوسط ميدان دفاعي وكان خلال السنوات العشر الأولى لتأسيس الترجي أمين مال وعضوا في الهيئة المديرة ... آخر مباراة للترجي حضرها الهادي القلال جرت في موسم 1968 – 1969 ضد الأولمبي للنقل وانتهت بالتعادل ( 2 – 2 )... توفي يوم 27 جويلية 1978 أي في نفس السنة التي توفي فيها رفيق دربه محمد الزواوي . أول رئيس في تاريخ الترجي محمد المالكي تم إذن تعيين مونتاسيي رئيسا للترجي لأسباب خاصة جدا تتعلق بالقوانين التي تفرض ترؤس الفرنسيين للفرق الرياضية آنذاك ... بعد أشهر قليلة تم تعويضه برئيس تونسي هومحمد المالكي الرئيس الحقيقي الأول للترجي الذي تابع مسيرة ناجحة جدا في ميدان القضاء وشغل منصب رئيس محكمة الإستئناف وعميد جمعية قدماء المعهد الصادقي قرابة خمسين سنة... ولد محمد المالكي يوم 25 أوت 1889 وترأس الترجي بين سنتي 1919 و1923 ... توفي يوم 27 أكتوبر 1980 . أول بطولة في تاريخ الترجي موسم 1941 – 1942 أول بطولة فاز بها الترجي الرياضي جاءت في موسم 1941 – 1942 . التشكيلة : العروسي التسوري – محمد المولدي – المنصف كشك – الطيب بالحاج علي – المنوبي ين سعيد – العربي السوداني – المنصف القليبي – نصرة – الطيب الطعام – الهاشمي الغربي – فرج بن مسكيني – الحبيب دبروز المدرب : الهاشمي الشريف الرئيس : الشادلي زويتن أول لقب في تاريخ الترجي كأس تونس موسم 1938 – 1939 إفتتح الترجي الرياضي سجله الحافل بالبطولات والكؤوس في موسم 1938 – 1939 بأول لقب في تاريخه وهو كأس تونس. التشكيلة : محسن القليبي – العروسي التسوري – محمد صالح الكافي – بالرابح _ الهادي الرياحي – الحبيب لرقش – رشيد خلفت – عمر بالعربي – عزالدين الشريف – صلاح الدين بن غازي – علي الحلايبي –عبد الصمد – البشير المدب – علالة قطوسي – المنصف زهير – عنيبة – قاسم بن سعيد – حمادي العياري – الهاشمي الشريف – المولدي – رشيد التركي – مبروك المدرب : حمادي بن غشام الرئيس : الشادلي زويتن أول ثنائي في تاريخ الترجي موسم 1988 – 1989 التشكيلة : الناصر شوشان – شكري الواعر – محسن الراجحي – سمير الخميري – لطفي جبارة – علي بن ناجي – توفيق الهيشري – خالد بن يحيى – محمد بن محمود – رشاد الفارح – طارق ذياب – نبيل معلول – منذر بواب – حسن فدو – هيثم عبيد – خليل برباش – بسام الجريدي – عادل الأطرش – سامي شعبان – فتحي الطرابلسي – منير معلول – كمال العياشي – زياد التلمساني المدرب : طوني بتشنزاك الرئيس : الهادي الجيلاني
