قال أمس «رضا بلحاج» الناطق الرسمي باسم «حزب التحرير» في ندوة صحفية عقدت باحد نزل العاصمة تحت شعار «نرفض دستور التأسيسي العلماني» أن حزبه يرى أن المشروع الحالي للدستور لا يستمد مرجعيته من الشريعة ويتضمن ثغرات ناتجة عن ضغط تدخل أجنبي وجهات خارجية معتبرا إياه ( الدستور) نوعا من أنواع الالتفاف على الثورة واحتقارا لها، مبينا انه لا يوجد فيه ( الدستور) أي عنوان من عناوين الثورة الحقيقية رغم انه أمّ القوانين حسب تعبيره . وبين «بلحاج» أن الدستور خليط من التلفيقات والتسويات والترضيات باسم التوافق بين إيديولوجيّات نَكِرة لا وجود لها في الشعب والأمّة إلا عبر الصخب والدعم الغربي مقرا في السياق ذاته بوجود « آلاف» الشواهد الدالة عن كونه يصاغ تحت ضغط وعيون غربية تسكن داخل مكاتب المجلس التأسيسي وتشرف - حسب قوله دائما- على الصيغ والألفاظ مستبعدا ان تكون هناك ضغوطات من جراء الأحداث الإرهابيّة. وقال بلحاج «ان الدستور الجاري التصويت على مواده في المجلس التأسيسي جاء بما لا يحصى من العجائب وما يرعب ويغضب الله من المخالفات الشرعية معتبرا إياه عدوانا صريحا على مستقر الأمة العقائدي والتشريعي والحضاري». وأضاف بلحاج ان هذا الدستور حريص كل الحرص على استبعاد كلّ ما هو إسلامي قائلا : «هناك تعمّد لوضع كل ما يهيئ لإزاحة الإسلام حتى في التفاصيل عن العلاقات العامّة وشؤون البلاد والعباد في ما هو حق وفي ما هو عدل». واشار «بلحاج» الى وجود بنود في الدستور تساهم في إلقاء مصير البلاد في المجهول التشريعي والسياسي وتزيد في الاحتقار والاستعلاء على الثورة والشعب والأمّة قائلا: «هناك مواد في الدستور تعتبر مقدّمات لتفريع قوانين تخصّ أموالنا وأعراضنا وديننا ومستقبل أبنائنا، وستكون مجالاً لمنازعات وصراعات وتأويلات على ضوء هذا الدستور الخديعة والفضيحة». نهب الثروات الوطنية وعبر بلحاج عنّ اسفه لافتقاد الدستور بعض المرتكزات الاساسية على غرار ان تكون السيادة للشرع بحيث يكون الإسلام هو المقرِّر للمصلحة والمحدّد للحقوق والواجبات معتبرا ان افتكاك السلطة من يد الأمّة سيؤدي حتما الى انتخابات زائفة ومخادعة ضمن دائرة علمانيّة اي بين علمانيّ وآخر وبين وضعيٍّ ومثلِه وبين حريص على هذا الدستور المنكر ومن هو أحرص حسب تعبيره. و اوضح بلحاج انه لا يوجد في الدستور ما يؤكّد شوكة الدولة معتبرا انه لم يتم منع أو تحريم الاختراق والولاء للأجنبي تحت غطاء الاتفاقات الدوليّة والكونيّة والمسالمة والموادعة منبها الى انه لا يوجد في الدستور ما يمنع نهب الثروات الوطنية. وحمّل بلحاج اعضاء المجلس التأسيسي فرداً فرداً ولا سيما من لهم فيه رئاسة مسؤوليتهم أمام الله قائلا : «نشكوهم إلى ربّ العزّة ونحمّلهم المسؤوليّةَ أمام الله مستشهدا بقوله تعالى: «وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك» (المائدة: 49) مشاركة «حزب التحرير» في الانتخابات القادمة وأشار بلحاج إلى أن «حزب التحرير» يتبنى الانتخابات انطلاقا من رئيس الدولة إلى مجلس الشورى وغيرها وأن مسألة مشاركة الحزب في الانتخابات القادمة مازلت تقديرية وستشكل مفاجأة كبرى . حكومة مهدي جمعة الجديدة «غير مُطمئنة» وفي تصريح على هامش الندوة الصحفية وصف الناطق الرسمي باسم «حزب التحرير» الظروف المحيطة بتشكيل حكومة مهدي جمعة الجديدة ب «غير المطمئنة» مؤكدا ان هذا المرشّح كان خيارا لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بدعم بريطاني مبررا ذلك بكون مهدي جمعة قضى اكثر من 10 ايام في بريطانيا كفترة تربص نفسي أو سياسي وأن ذلك يزيد في الشكوك حول حقيقة رئيس الحكومة حسب قوله . ناجح بن جدو