اثارت تصريحات الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة»، أول أمس لاذاعة «شمس. أف. أم» التي وصف فيها الاستفتاء على الدستور المصري ب«المهزلة» الى جانب تلميحه الى امكانية منح اللجوء السياسي لإخوان مصر في تونس، حفيظة العديد من السياسيين المصريين الذين سارعوا إلى انتقادها معتبرين هذه التصريحات «تطاولا على مصر يوجب على الحكومة المصرية اتخاذ كافة الاجراءات الديبلوماسية والسياسية ضدها». فقد وجّه في هذا الخصوص، الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، انتقادا لاذعا لراشد الغنوشى قائلا في بيان صدر عنه أمس ان جموع المصريين خرجوا يومي الاستفتاء للتعبير عن رفضهم للعديد من المخططات الإرهابية التى تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي المصري وانهيار قوة مصر، وهذا لم ولن يتحقق طالما إرداة المصريين هي المحرك». وأضاف القصبي في بيانه، الذي نشرته صحيفة «الفجر» المصرية، أن تصويت المصريين بنعم على الدستور جاء ردا على «الأفكار الإرهابية التى ينتمي اليها الغنوشي وأمثاله فى مصر..» وتابع: «لن يسمح الشعب المصري لهؤلاء الغوغائيين بأن يعرقلوا مسيرة التقدم والاستقرار ومصير هؤلاء إلى مزبلة التاريخ». واختتم القصبي بيانه قائلا: «الاستفتاء أخرس كل الألسنة سواء داخل مصر أو خارجها وهذا ما أعلنته المنظمات الدولية التي راقبت الاستفتاء وما شهدته أعين المصريين حوله وإن مصير الإرهابيين هو الهروب والتمركز فى مواطن ترعى الإرهاب وهذا ما ترفضه وتلفظه مصر لأننا شعب مسالم يسعى دائما إلى الاستقرار». من جانبه، قال محمد أبو سمرة القيادي الجهادي ان الاسلاميين مستمرون فى الدفاع عن الشرعية، ولن يلجؤوا للجوء السياسي فى الوقت الحالى سواء لتونس او لغيرها، وقال.. «ان هذا ليس من طباعنا»، مشيرا الى انهم حققوا انتصارا كبيرا ضد النظام الحالي بعد ان نجحوا فى مواصلة الحراك الثوري فى الشارع، على حد قوله. وأضاف «أبو سمرة» فى تصريحات ل «صدى البلد» أن الشعب المصري استجاب لدعوات المقاطعة التى اطلقها تحالف دعم الشرعية وأنه لم تنزل للتصويت الا اعداد قليلة مؤكدا انهم باقون فى مصر للدفاع عن كرامة الشعب، على حد زعمه. أمّا يوسف البدري عضو مجلس الشعب المصري السابق فقد قال، إن تصريحات راشد الغنوشي بشأن استعداد بلاده لاستقبال قيادات جماعة الإخوان الهاربين، ومنحهم الحماية وحق اللجوء السياسي، تأتي في إطار الحرب التي يشنها حلف تركياقطروتونس، لإفشال الدولة المصرية لصالح التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية على حدّ تعبيره. وأشار البدري في تصريح لأحد المواقع المصرية إلى أن خروج المصريين بالملايين ليقولوا نعم للدستور وخارطة الطريق، أصاب أعداء مصر بالهياج والجنون على حد وصفه. في المقابل، انتتقد المصري سامح عيد القيادي الإخواني المنشق والباحث في الحركات الإسلامية تصريحات راشد الغنوشي، وقال في تصريحات خاصة للصحيفة المصرية «صدى البلد»، إن انتماء الغنوشي لنفس فكر الإخوان ووقوفه موقف الدولة التركية ، يخصم من رصيده فى الشارع التونسي ويجعله يلقى سخط مواطنيه مثلما حدث مع أردوغان، مؤكداً أن التورط في الدعم العلني لجماعة الإخوان يعرض حزبه لمشاكل مستقبلية على حدّ قوله . أما «حزب الأحرار» المصري فقد ندد في بيان له بتصريحات زعيم حركة النهضة مطالبا «جماعة الاخوان بالخروج من مصر والسير وراء الاخواني التونسي راشد الغنوشي والذي أدلي بتصريحات صحفية لا توصف بغير أنها «هزلية وهرطقة إخوانية» حسب نص البيان. وأكد الحزب ان «الغنوشي يحاول الهروب من القضايا والأزمات والتمرد الذي يواجهه في تونس ويعطي لنفسه حق التدخل السافر في الشأن المصري وأن يتحدث عن الاستفتاء التاريخي على الدستور المصري ووصفه بأنه «مأساة ومهزلة». وأضاف البيان «الغنوشي يتحدث بلسان الاخوان ولم يدرك هذا الجاهل أن الشعب المصري طرد أقرانه من سدة الحكم ولن يعودوا اليها أبدا، ونؤكد للغنوشي وأمثاله لن نترك هؤلاء الارهابيين يعبثون بمصر التاريخ والمواقف والتسامح.. إن ما يقوله الغنوشي هو المهزلة والمأساة بعينها وهو الذي دعا التنظيم الدولي للإخوان لعقد اجتماع في تونس إلا أن شباب تونس الاحرار وقفوا ضد الغنوشي وجماعته ورفضوا انعقاد هذا الاجتماع المشبوه علي أرض تونس الحرة، وهو تأكيد على أن أحرار العالم سيطاردون هذه الجماعة الارهابية في كل مكان في العالم حتى لا يجدوا غير التوبة عن أفكارهم المريضة وإلا فان السجون هي التي ستصبح مسكنهم حتى يتخلص الناس من شرورهم ودمويتهم التي لا يقرها دين أو ضمير».. وطالب حزب الاحرار الحكومة المصرية بضرورة إتخاذ كافة الاجراءات الدبلوماسية والسياسية لمنع امثال الغنوشي من التطاول على مصر لأن مصر أكبر من كل المتنطعين ومن كافة الارهابين ومن كل المرضى والشواذ فكريا» حسب نص البيان.