بقلم: مصطفى قوبعة يحيي سلك الديوانة التونسية على امتداد يومي 24 و25 جانفي الجاري اليوم العالمي للديوانة الموافق للسادس والعشرين من جانفي من كل سنة. لقد أقرت المنظمة العالمية للديوانة يوم 26 جانفي من كل سنة يوما عالميا للديوانة تخليدا لذكرى انعقاد الدورة الافتتاحية لمجلس التعاون القمرقي يوم 26 جانفي 1953 بمشاركة 17 دولة أوروبية، هذا المجلس الذي مهّد لاحقا لنشأة المنظمة العالمية للديوانة سنة 1994 بعد ان انضمّ اليه عدة بلدان من مختلف قارات العالم ليفوق 170 دولة في سياق اقتصاد معولم. ومنذ 2009 حرصت المنظمة العالمية للديوانة على ارفاق احياء اليوم العالمي للديوانة باختيار شعار او محور مركزي يكون عنوانا لنشاطها على امتداد السنة. فكانت البداية بالبيئة ودور الديوانة في حمايتها، ثم الشراكة بين الديوانة والمؤسسة الاقتصادية، ثم أثر المعرفة في تطوير اداء الديواني، ثم التواصل بين المنظومات الاعلامية الديوانية بين الدول، ثم تطوير قدرات الابداع لدى الديواني واخيرا الديوانة والاتصال كشعار لسنة 2014. وفي يومها العالمي لا يسعنا الا ان نحيّي الديوانة التونسية وان نثمن جهود اعوانها وضباطها الشرفاء من اجل الدفاع عن اهم مرفق عمومي على الاطلاق وهو المرفق العام القمرقي، والنهوض بدوره في حماية أمننا القومي باعتباره الخط الاول والرئيسي في هذا المجهود الوطني. وبهذه المناسبة يتعين التذكير بالدور المتعدد الجوانب لجهاز الديوانة التونسية في حماية أمننا الاقتصادي وفي حماية أمننا الصحي وفي التصدي لشبكات الاجرام الدولية ولشبكة التهريب المحلية والاجنبية، والتذكير كذلك بدوره الحيوي في مواجهة الارهاب في هذه المرحلة بالذات. وإذا كان غير خاف على احد ما كان يتعرض له جهاز الديوانة التونسية في السابق من تطويع غير اخلاقي لخدمة مصالح المتنفذين من افراد العائلة الحاكمة وشركائهم ولتضييق الخناق على بعض المؤسسات الاقتصادية الخارجة عن سيطرتهم، فإنه من غير المعقول ان يتواصل تهميش هذا الجهاز وتقزيم دوره الى أضيق الحدود. فهذا الجهاز لم يحظ بالاهتمام اللازم في ظلّ الحكومات المتعاقبة بعد 14 جانفي 2011 سواء تعلق الامر بظروف عمل اعوانه أو بالانصات الى شواغلهم المهنية والمادية والمعنوية او بوضع الاصلاحات ذات الاولوية المطلقة التي تتطلبها المرحلة، فضلا عن تغييب شبه كامل لدور هذا الجهاز في مكافحة الارهاب. وبهذه المناسبة نستحضر بالخصوص أعوان وضباط سلك الديوانة «التونسية» العاملين في الخطوط الأمامية سواء في مختلف المعابر الحدودية النائية او في الفرق المتنقلة على طول مساكل التهريب المفترضة على حدودنا الجنوبية والغربية والمتروكين لمصيرهم يواجهون احباطهم بما يحملونه من حس وطني ومن شعور بالمسؤولية. في يومها العالمي ورغم كل الهنات، لا يسعنا مرة اخرى الا أن نحيّي الديوانة التونسية جهازا وسلكا وأعوانا وضباطا من مختلف الرتب على أمل ان يكون غدها بوعي وبعزيمة ابنائها افضل بكثير من حاضرها.