«حصدت في بلجيكا كلمة الخير ومحبة الناس» «عودتي الى تونس قد تكون بالوان الترجي وقد تكون بألوان أخرى» «سأواصل المغامرة مع لوكاران الى الصيف القادم» «شعاري الخدمة تجيب ولا خوف من أضواء الشهرة» يمر المهاجم التونسي «حمدي الحرباوي» هذه الأيام بفترة انتعاشة قصوى مع فريقه لوكاران البلجيكي في تجربة ترك فيها أفضل الانطباعات وجعلته محل إشادة وسائل الإعلام البلجيكية في مناسبات عديدة سيما وان اللاعب السابق للترجي الرياضي أضحى الهداف الأول لفريقه الحالي وثاني أفضل الهدافين في الدرجة الأولى الممتازة البلجيكية إلى حد اللحظة برصيد 14 هدفا رغم أن البعض تحدث عن وجهة جديدة للاعب في الصيف القادم. «التونسية» تحدثت مع «الحرباوي» مباشرة من بلجيكا عن تجربته الحالية مع لوكاران وعن وجهته القادمة التي أسالت كثيرا من الحبر بالإضافة إلى عديد الأركان الأخرى تكتشفونها تباعا في هذا الحوار. حمدي الحرباوي كيف تسير الأحوال في لوكاران ؟ - الحمد الله تسير على أفضل حال وأنا أسعى يوميا لتشريف الراية التونسية في بلاد الغربة بأفضل كيفية وهذا «موش مزية» وعموما جهودي على أرضية الميدان في نهاية كل أسبوع تكفي للحكم عليّ بالإيجاب أو بالسلب. بعد 7 سنوات غربة في بلجيكا ماذا حصدت من هذه التجربة ؟ - حصدت كلمة الخير ومحبة الناس وهذا جزاء كل من اجتهد في عمله وضحى بالغالي والنفيس لإرضاء ضميره والحمد الله حمدي الحرباوي «والديه راضين عليه» ليصل إلى هذه الشهرة الكبيرة في بلد كرته متطورة جدا تنظيميا ولوجيستيا وفنيا. لكن يقولون أن الشهرة سلاح ذو حدين فكيف تتعامل معها ؟ -أنا لم اكسب شهرة من عدم بل مثابرتي في أداء عملي بإتقان هي التي جعلتني محل ترحاب الجميع وكما تعلم «الخدمة تجيب» وعموما تبنيت هذا الشعار منذ أن وطأت أقدامي ارض بلجيكا انطلاقا من موسم 2007/ 2008 ومن حسن الحظ سارت الأمور كما اشتهي رغم بعض الصعوبات التي اعترضتني في بداية المغامرة مع اكسيلسيور موسكرون واعني هنا صعوبة الاندماج وعائق التواصل مع بقية اللاعبين إضافة إلى مرارة الابتعاد عن أجواء العائلة لكن وفقني الله في تجاوز كل هذه العراقيل بأعصاب من حديد وبإصرار على فرض الذات وحتى بقية اللاعبين في الأندية التي تقمصت ألوانها (موسكرون ,فيزي, لوفان ولوكاران) «ماقصروش معايا» وكانوا خير سند لي للإستئناس بأجواء الدوري البلجيكي. بما انك أصبحت الهدّاف رقم واحد في فريقك وثاني أفضل الهدافين في البطولة البلجيكية إلى حد اللحظة, فكيف تفاعلت معك وسائل الإعلام البلجيكية ؟ - التفاعل كان وما يزال ايجابي جدا فالكل يثني على جهودي الكبيرة لفرض أقدامي في بطولة تعج بالمواهب وتعتبر «ولادة» لنجوم كبار علي سبيل الذكر لا الحصر «ايدين هازار» صانع العاب تشلسي الانقليزي و«روميلو لوكاكو» هداف ايفرتون كما أن الجميع هنا يؤكد على نجاحي في تمثيل «درابو تونس العزيز» ولهذا عزمت على السير على هذا الدرب «خطوة خطوة» ودون غرور فالوصول إلى القمة أمر سهل لكن الأصعب هو كيفية المحافظة على هذا التألق و«ربي يستر» في بقية المشوار. البعض تحدث عن قطيعة وشيكة مع لوكاران وتغيير الأجواء في اتجاه بطولة أخرى, ما مدى صحة هذه الأخبار؟ - «صدقني» كلها مجرد تخمينات بعيدة كل البعد عن الحقيقة فإلى حد الساعة ليس هناك عروض رسمية وجادة وحتى إن سلمنا بوجود نوايا لمسؤولي بعض الأندية في الفوز بخدماتي قريبا فان حمدي الحرباوي سيفكر في متسع من الوقت لحسم وجهته القادمة لأنه كما يقولون «الزلقة بفلقة» سيما وأنا أعيش فترة انتعاشة في الوقت الحاضر في لوكاران ولهذا لكل خطوة حساب خاص بها و«إلي فيه الخير ربي يسهل فيه». لكنك لم تجبني عن سؤالي ؟ - (يضحك)...مثلما أكدت لك أنا الآن على ذمة لوكاران البلجيكي إلى حدود الصيف القادم وبعد هذا التاريخ قد تتغير أشياء كثيرة و«العبد ما يعرفش على المكتوب وين يرصي» ولهذا قد تشاهدون حمدي الحرباوي مجددا بألوان لوكاران وقد يدفعني القدر لخوض مغامرة جديدة بعيدا عن أجواء الدوري البلجيكي. هناك من أكد على تسابق أندية روسية وأخرى انقليزية إضافة إلى نانت ولانس الفرنسيين لخطب ودك في المركاتو الشتوي, ما رأيك في هذا الموضوع ؟ - «منكم نسمع» وكما أشرت إليك سلفا ليس هناك عروض رسمية إلى حد الآن و«خوذها من عندي مسلمة» سأواصل التجربة مع لوكاران إلى حدود الصيف القادم و«بعدها يحلها ربي». هل تستهويك العودة للعب في البطولة التونسية ؟ - لا أنكر أن البطولة التونسية كانت بوابة رئيسية لاحترافي في الدوري البلجيكي وبالتحديد الترجي الرياضي الذي مهّد لي الطريق لخوض مغامرة مختلفة في بلاد الغربة تعتبر قطعا أفضل بكثير تنظيميا ولوجيستيا وفنيا وحتى ماديا من تلك الموجودة في البطولة التونسية لكن الآن لا أفكر إطلاقا في العودة للنشاط في تونس ويبقى كل شيء مؤجل إلى وقت لاحق. وفي صورة عزمك على العودة للنشاط في البطولة التونسية فهل ستكون بألوان الترجي؟ - (بعد تفكير عميق) قد تكون بألوان الترجي وقد تكون أيضا بألوان ناد اخر «خلي كل شيء يجي بطبيعتو» ولعلمك الترجي له مكانة خاصة جدا في قلبي فهو حضن الأم الذي سهر على تربيتي وصقل موهبتي إلى أن اشتد عودي وأصبحت مهاجما له وزنه في البطولة البلجيكية بشهادة أهل الاختصاص ولذا حمدي الحرباوي «ما ينكرش الماء والملح» لكن «المكتوب يفرض نفسه أحيانا على حكم العاطفة». البعض يؤكد أن حمدي الحرباوي له مكان لا يرقى إليه شك في المنتخب الوطني في الوقت الحاضر فلماذا لم تتم دعوتك لتعزيز صفوف «نسور قرطاج» إلى حد الساعة؟ - لك أن تسال صناع القرار في المكتب الجامعي للاستفسار عن حيثيات هذا الملف فهم أدرى بشؤون المنتخب الوطني أكثر مني. هل يعود سبب إقصائك عن حضيرة المنتخب إلى التصريحات النارية التي أدليت بها بعد نهاية مغامرة «كان» جنوب إفريقيا والتي اتهمت فيها آنذاك زملاءك بالاستهتار في تربص المنتخب وقضاء «سهرات حمراء»؟ - (بعد تردد كبير) ... لا أريد فتح هذا الملف مجددا لكن ليتأكد الشارع الرياضي أن حمدي الحرباوي لم يلق الاتهامات جزافا على أي من رفاقه والجميع على علم بذلك لكن ما كان ينقص هؤلاء (يقصد اللاعبين) الجرأة في كشف المستور ولهذا من منطلق غيرتي على «درابو تونس» تحملت مسؤوليتي وعزمت على إماطة اللثام عن كل الأحداث التي رافقت تربص دبي فحصل ما حصل وانا مقتنع بما فعلت و«ربي يهدي». هل يعني أن أبواب المنتخب أصبحت موصدة أمامك ب«فعل فاعل» ؟ - أنا دفعت ثمن صراحتي التي ضربت البعض من المسؤولين في المكتب الجامعي في الصميم وإذا أرادوا إغلاق أبواب المنتخب في وجهي فليفعلوا ما شاء لهم فهذا لن ينقص شيئا من حمدي الحرباوي كلاعب ناجح مهنيا وإنسان «نظيف» في دنياه ولذا فان صفحة المنتخب طويتها بصفة مؤقتة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك. في الختام نود أن تكمل الجملة التالية: «في عام 2014 حمدي الحرباوي سيكون...»؟ - لا اعرف (يضحك)... أتمنى أن يكون عاما سعيدا للوكاران وللحرباوي وللشعب التونسي الذي عانى الويلات على امتداد الفترة الانتقالية التي تعيشها بلادنا التي أرجو الله ان يحفظها من كل مكروه يتربص بها.