ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس نهاية شهر فيفري في جريمة قتل عمد والمشاركة في ذلك تورط فيها شابان عمد احدهما الى طعن الضحية على مستوى ظهره طعنة قاتلة. وقد ادين المتهم الرئيسي بالسجن بقية العمر فيما ادين المتهم الثاني بالسجن مدة 6سنوات وقد تم استئناف الحكم من طرف النيابة العمومية والمتهمين . و للتذكير بمعطيات هذه القضية التي تعود الى شهر فيفري 2011 فان الهالك عاد إلى المنزل لتناول العشاء لكن الوجبة لم ترق له فقرر التوجه إلى احد المحلات الشعبية الموجودة بالمنطقة. وبمجرد أن وطأت قدماه المكان تلفظ بعبارة منافية للأخلاق مما جعل المعتدي وشقيقه ينهرانه ويطلبان منه الكف عن ذلك فتطور الخلاف إلى مناوشة كلامية سرعان ما تحولت إلى تبادل للعنف حيث عمد احد الشقيقين التوجه إلى مطبخ الدكان والتقاط سكين ويطعن الضحية بظهره في غفلة منه عندما كان يستعد لمغادرة المحل. ورغم الإصابة التي تلقاها فان الهالك واصل سيره فالتحق به شقيق الجاني وحاول بدوره تعنيفه لولا تدخل بعض الأشخاص الذين حالوا دون ذلك وقد سار الضحية بضع أمتار ثم سقط أرضا فتولى احد الحاضرين الاتصال هاتفيا بشقيق الهالك واعلامه بما تعرض له أخاه فحل سريعا بالمكان ونقله إلى المنزل لأن مكان الإصابة لم تسل منه الدماء بشكل غزير فضلا عن انه كان يتكلم ثم تركه بالمنزل وخرج وفي الطريق اعترضه شقيق الجاني الذي كان متواجدا ساعة الواقعة وتظاهر أمامه بجهله بالواقعة معربا له عن أسفه لأنه لم يرد أن تتطور الأمور الى ما آلت اليه ثبت لاحقا زيفه وعدم صحة كلامه لأنه كان شاهد عيان على الجريمة. لم يدر ببال شقيق المتضرر أن حالة شقيقه ستسوء إذ بعد حوالي ساعة تقريبا عاد إلى المنزل فوجد شقيقه في حالة صحية حرجة فقام بنقله على جناح السرعة الى المستشفى حيث خضع لعملية جراحية دقيقة واحتفظ به تحت العناية الطبية المركزة غير انه رغم مجهودات الإطار الطبي لفظ أنفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تسببت له في نزيف داخلي حاد. ومباشرة اثر وفاة الهالك تم إعلام السلط الأمنية فتحولت دورية أمنية على عين المكان وأجريت المعاينات اللازمة على الجثة من قبل ممثل النيابة العمومية وأذن بعرضها على الطب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الشرطة العدلية بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات أمكن التوصل إلى هوية المظنون فيه والقي القبض عليه وقد اعترف بما نسب إليه مؤكدا أن الهالك هو من قام باستفزازه. وقد أذن بالاحتفاظ به من اجل ما نسب إليه فيما نفى شريكه اي دور له في هذه الجريمة رغم تصريحات بعض الشهود الذين أكدوا تورطه فيما تمسك المتهم الرئيسي بنفي تورط شقيقه في الجريمة وأفاد أن دوره اقتصر فقط على شتم الهالك ردا على ما تلفظ به من ألفاظ نابية. وبعد ختم التحقيقات تمت إحالة ملف القضية على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس وباستنطاق المظنون فيهما من طرف القاضي أعادا اقوالهما السابقة. أما الدفاع فقد طلب التخفيف عن المتهم الرئيسي قدر الامكان مراعاة لنقاوة سوابقه العدلية والحكم بالبراءة بالنسبة للمتهم الثاني لانه لم يشارك في الاعتداء بالعنف على الضحية بل انه شتمه فقط. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم الرئيسي بقية العمر وسجن شريكه مدة 6سنوات وقد تم استئناف الحكم من طرف النيابة العمومية والمتهمين وقد استندت طعون الدفاع الى كون الحكم المطعون فيه اساء تطبيق القانون وخرقه ومن المنتظر ان تكون هذه القضية محل نظر محكمة الاستئناف نهاية شهر فيفري 2013 .