رغم منعه من السفر : مبروك كرشيد يغادر تونس!    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    عاجل : وفيات في سقوط طائرتي هليكوبتر للبحرية الماليزية    طقس اليوم: أمطار في هذه المناطق وانخفاض في درجات الحرارة    مدنين: حجز 4700 حبة دواء مخدر وسط الكثبان الرملية    مهرجان هوليوود للفيلم العربي: الفيلم التونسي 'إلى ابني' لظافر العابدين يتوج بجائزتين    اتحاد الشغل بجبنيانة والعامرة يهدد بالإضراب العام    نقل مغني فرنسي شهير إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري    الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من كوارث المناخ ب2023    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    أراوخو يكشف عن آخر تطورات أزمته مع غوندوغان    الجزائر.. القضاء على إره.ابي واسترجاع سلاح من نوع "كلاشنكوف"    البطولة الأفريقية للأندية الحائزة على الكأس في كرة اليد.. الترجي يفوز على شبيبة الأبيار الجزائري    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    البنك التونسي السعودي ... الترفيع في رأس المال ب100 مليون دينار    في اختتام المهرجان الدولي «إيتيكات» بسوسة.. شعراء وفنانون عرب بصوت واحد: «صامدون حتى النصر»    هذه أبرز مخرجات الاجتماع التشاوري الأول بين رؤساء تونس والجزائر وليبيا    تغييرات مرتقبة في التركيبة العمرية    بيان أشغال الاجتماع التشاوري الأوّل بين تونس والجزائر وليبيا    مذكّرات سياسي في «الشروق» (1)...وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم .. الخارجية التونسية... لا شرقية ولا غربية    المنستير.. الاحتفاظ بمدير مدرسة إعدادية وفتح بحث ضده بشبهة التحرش الجنسي    بوعرقوب.. عصابة سرقة الاسلاك النحاسية في قبضة الحرس الوطني    بنزرت: غلق حركة المرور بالجسر المتحرك في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء    الحشاني يشرف على جلسة عمل وزارية بخصوص مشروع بطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين    الإعلان عن تأسيس المجمع المهني للصناعة السينمائية لمنظمة الأعراف "كونكت"    بداية من يوم غد: أمطار غزيرة وانخفاض في درجات الحرارة    بوعرقوب: القبض على 4 أشخاص كانوا بصدد سرقة أسلاك نحاسية خاصة بشركة عمومية    مدنين: العثور على 4700 حبّة مخدّرة وسط الكثبان الرملية بالصحراء    استلام مشروع تركيز شبكة السوائل الطبية لوحدة العناية المركزة بقسم الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر    قفصة: الإطاحة بشخص محل 10 مناشير تفتيش    عطلة طارئة في ليبيا تحسّبا لمنخفض جوي مرتقب    تونس: وفاة 4 أطفال بسبب عدم توفّر الحليب الخاص بهم    وزير الشؤون الاجتماعية يُعلن عن بعث إقليم طبي بالقصرين ..التفاصيل    تحذير هام/ بيض مهرّب من الجزائر يحمل هذا المرض!!    الكاف: تقدم مشروع بناء سد ملاق العلوي بنسبة 84 %    بن عروس: توجيه 6 تنابيه لمخابز بسبب اخلالات تتعلق بشروط حفظ الصحة    باجة: انطلاق الاستعدادات لموسم الحصاد وسط توقعات بإنتاج متوسط نتيجة تضرّر 35 بالمائة من مساحات الحبوب بالجهة    وصول محمد الكوكي الى تونس فهل يكون المدرب الجديد للسي اس اس    غوارديولا : لاعبو سيتي يعدون أنفسهم للمهام المقبلة    تقرير: شروط المؤسسات المالية الدولية تقوض أنظمة الأمان الاجتماعي    بعد ترشّحها لانتخابات جامعة كرة القدم: انهاء مهام رئيسة الرابطة النسائية لكرة اليد    دورة مدريد للتنس : انس جابر تفتتح مشاركتها بملاقاة الامريكية كينين او السلوفاكية سمليدوفا في الدور الثاني    حليب أطفال متّهم بتدمير صحة الأطفال في الدول الفقيرة    تكريم هند صبري في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة    عرض فرجوي بإعدادية القلعة الخصبة دعما للقضية الفلسطينية    ائتلاف صمود يدعو الى إطلاق سراح السياسيين المترشحين للرئاسية..    بغرض تهريبه: حجز كمية من مادة المرجان مخفية بأحد المنازل..!!    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة الخامسة لمرحلة التتويج    رئيس غرفة القصّابين عن أسعار علّوش العيد: ''600 دينار تجيب دندونة مش علّوش''    وزارة الدفاع الوطني تعرض أحدث إصداراتها في مجال التراث العسكري بمعرض تونس الدولي للكتاب    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس    هاليب تنسحب من بطولة مدريد المفتوحة للتنس    حريق بمحل لبيع البنزين المهرب بقفصة..وهذه التفاصيل..    لأقصى استفادة.. أفضل وقت لتناول الفيتامينات خلال اليوم    في سابقة غريبة: رصد حالة إصابة بكورونا استمرت 613 يوماً..!    أولا وأخيرا..الكل ضد الكل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان رؤوف بن عمر ل «التونسية»:لو آحتُرمت حقوق التأليف لما جاع فنّان في تونس
نشر في التونسية يوم 04 - 02 - 2014

إطلالة تلفزية مميّزة ,ظهور سينمائي لافت , حضور مسرحي قوّي ...كلّها سمات طبعت مسيرة الفنان رؤوف بن عمر ونحتت له موقعا محترما على الشاشتين الكبيرة والصغيرة وعلى خشبة المسرح. ولد بن عمر بالعاصمة سنة 1947 وترعرع بين أحضان أسرة فنيّة القلب والقالب .تلقى تعليمه بالصادقية ومن هناك كان ولوجه إلى عالم أب الفنون . انتقل بعدها إلى كلية الآداب ودرس اللغة الإنقليزية ولكن عشق الفن الرابع ما لبث ان استهواه فلبّى النداء وتحوّل إلى لندن للنهل من منابع الفنون المسرحية.
نجاح مراد الصقلي مضمون شرط ألاّ تبقى الثقافة «آخر عجلة في الكريطة»
أسسّ رفقة ثلّة من مسرحيي جيله «مسرح الجنوب» بقفصة عام 1972. ويملك هذا الفنان رصيدا فنيا مشرّفا, ففي المسرح له باقة من المسرحيات على غرار «كلام الليل» و«جحا والشرق الحائر» و«مذكرات ديناصور»...وفي السينما شارك في عدد من الأفلام التونسية منها «عزيزة» و«خشخاش» و«جنون» ... كذلك لعب أدوارا في عديد الأفلام الأجنبية العالمية .أما تلفزيا, فسجلّ حضوره في عدد من المسلسلات الرمضانية مثل « الخطاب على الباب» و«وردة» و«ليّام»...
في هذا الحوار الذي جمعه ب «التونسية» تطرق رؤوف الى موقفه من السياسة والحكومة الجديدة وجديده الفني ورؤيته للثقافة وللساحة الفنية...
أغلب مضامين ال «وان مان شو».. Fast food
استبعادي لصلاح مصباح كذبة أهل النميمة
هل تؤكد أم تفنّد خبر انضمامك إلى طاقم تمثيل النسخة الرابعة من مسلسل «مكتوب» , وتحديدا تعويض لطفي بوشناق ؟

فعلا ! لقد اقترح علي ّ سامي الفهري تجسيد الدور الذي كان قد أداه الفنان لطفي بوشناق في الجزء الثالث من مسلسل «مكتوب» على قناة «التونسية» بعد أن اعتذر بوشناق عن استئناف المشاركة في الجزء الرابع بسبب التزاماته المهنية في الخارج . ولما اطلّعت على السيناريو, وجدت أن الدور المقترح مغايرا لأدواري السابقة ومن شأنه أن يقدم الإضافة لمسيرتي الفنية ...فوافقت على أدائه.
لماذا ينحصر حضورك التلفزي في دور نمطي , فأنت غالبا ما تظهر في مسلسلاتك في صورة الرجل المحترم, البورجوازي «البلدي»...؟

ليس الذنب ذنبي ! بل إنه تقصير من المخرجين الذين حصروني في صورة واحدة ودور محدّد ومعيّن وأبوا إلا أن يقترحوا عليّ دور الرجل المستقيم ,الطيّب , المحبوب... وهو ما يضطرني للتغيّب عن الشاشة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات متتالية . وأعتبر أن المسلسل الذي منحني فرصة إظهار قدراتي الفنية وجعلني أنبهر بأدائي هو مسلسل «الناس حكاية» من إخراج حمادي عرافة ونص منصف ذويب ,حيث جسدت دور شخصية مركبّة ,عصيّة ,صعبة ... وهنا أتساءل لماذا تعيد التلفزة بثّ بقية المسلسلات القديمة مرارا وتكرارا وتتجاهل هذا المسلسل الرائع والهام ؟ كما أودّ الإشارة إلى أن الأمر يختلف بالنسبة للسينما ,حيث شاركت في 30 فيلما ,بعضها تونسي وأغلبها أجنبيا , وفي كل فيلم تقلّدت دورا مختلفا ولا يشبه الآخر . والشأن نفسه ينسحب على تجاربي المسرحية على غرار «مذكرات ديناصور» و«جحا والشرق الحائر» و«البرني والعترة» ...إذ شكلّت مشاركتي في هذه الأعمال فسيسفاء من الشخوص المسرحية .
لا أرى نفسي في خطة وزير لكنني أجيد دور المستشار
بعض الفنانين
«ما يرحموش كيف تواتي الضربة
في غيرهم»
إلى جانب مسلسل «مكتوب» , هل من مشاركات تلفزية أخرى للممثل رؤوف بن عمر؟
لا... أبدا . فلم يحدث أن شاركت في عملين في الآن نفسه. وأعتبر أن من شأن الظهور في أكثر من عمل احداث لخبطة في ذهن المتفرج ,لهذا أتجنب الإكثار وأفضل التفرّغ لعمل واحد. وستقتصر مشاركتي في الدراما الرمضانية القادمة على مسلسل «مكتوب» على قناة «التونسية». خصوصا أننا نملك أملا كبيرا في إمكانية تواصل عروض مسرحية «كلام الليل صفر فاصل» إلى غاية شهر رمضان المقبل بفضل طلب الجمهور لها في تونس والخارج.
برأيك ,أين تكمن مواطن قوّة «مسرحية كلام الليل صفر فاصل», حتى نجحت في الظفر بإعجاب المُواطن...؟
إنها مسرحية عميقة , كما عودتنا على ذلك نسخ «كلام الليل» المتتالية منذ ما يزيد عن 20 سنة. فهي تصوغ التساؤلات وتطرح المشاكل وتستدعي المتفرّج للتفكير دون أن تعطيه حلولا أوتلقنّه دروسا ...وفي «كلام الليل صفر فاصل» تسجل الدراما حضورها في حديث عن اليومي والراهن . . والدليل على ذلك أنني أجسّد في هذا العرض شخصيات «هاملت» و«مكبث» و«شكسبير» بإنقليزية القرون الوسطى , فكأن «شكسبير» يتحدث عن تونس اليوم ولكن بطريقتنا وبقلم توفيق الجبالي . وهوما مثّل مدعاة لإنبهار الأنقليز أنفسهم بهذا العمل. وعلاوة على نجاح هذه المسرحية في باريس ,فإنها مطلوبة في الأيام القادمة للعرض في بيروت والإمارات ...
إلى أي مدى توافق الرأي القائل بأنّ المسرح التونسي في طليعة المسرح العربي ؟
(في حماس) منذ 30 سنة ومسرحنا في طليعة المسرح العربي أو بالأحرى منذ السبعينات والمسرح التونسي يجوب القارات الخمس انطلاقا من أعمال فاضل الجعايبي ورجاء بن عمار ولطفي عاشور ...وصولا إلى جيل اليوم من أمثال جعفر القاسمي و لطفي العبدلي وغيرهما.. فما من شك أن الفن الرابع في بلادنا متألق ورائد في العالم العربي على الأقل ,فبعد الاستقلال كانت هناك إرادة سياسية قوية راهنت على الثقافة والتعليم. ولم تبخل الدولة على أبنائها بإرسالهم إلى الخارج لتلقّي التكوين الجيّد , وهو ما مكننّي شخصيا من دراسة الفنون المسرحية بلندن .وهذه السياسة أتت أكلها بعد حوالي 20 سنة من الاستقلال فأنجبت جيلا كاملا من المثقفين والمبدعين على غرار فتحي الهداوي في الجيل الذي تلاني ووجيهة الجندوبي في جيل اليوم .ولكن في ال 10 السنوات الأخيرة شهدت مجالات الثقافة والتعليم والتكوين شيئا من الانحطاط وانحدار المستوى وبدوره فقد المسرح التونسي كثافة انتاجاته ولكن صورته ما تزال لامعة ومشرفة في عيون العالم .
قلت لأحد الوزراء:
«أنت وزير ضمان اجتماعي..
موش متاع ثقافة»
هناك من يرى أن ال «وان مان شو» تجرّأ على «قدسيّة» المسرح وعبث ب «طقوسه» ... ما تعليقك؟
صحيح ...هناك استسهال للعمل المسرحي في السنوات الأخيرة . فهناك من أراد التعبير كما شاء و كيفما أتى ...ضمن ما يسمّى بال «ستاند آب». فكانت بعض العروض عبارة عن «ملّس وحُطّ» و كأنها بضاعة للاستهلاك أو«fast food». ولكن هذا لم يمنع ولادة مسرحيات راقية وهامة وناجحة من قبل مسرحيين وعوا أن حدوث ثورة ببلادهم يتطلب منهم حضورا مسرحيا أكبر .ومن بين هذه المسرحيات أذكر «غيلان» لعز الدين قنون و«ريتشارد الثالث» لجعفر القاسمي و« تسونامي» لفاضل الجعايبي و«كلام الليل» لتوفيق الجبالي...
الانفلات في القول والفعل باسم الحرية
خطر على الممثل
كيف تقيّم واقع الثقافة اليوم ... ؟
(مقاطعا) متدهور ككلّ القطاعات !وهذا متوّقع في بلد حدثت به ثورة ,فالبلدان تظل سنوات وسنوات وهي تعاني من مخلّفات الثورة . ولكن تونس تتميّز بوضع منفرد وشعبها يتسّم بذكاء بديهي لذلك فإنّ «التوانسة ديما يسلكوها». وهذا بفضل الشخصية التونسية المتميّزة التي أنتجتها الحضارات المتعاقبة على البلاد. بالإضافة إلى التركيبة العمرية الفتيّة للمجتمع التونسي والتي يحتل فيها الشباب نسبة 75 % والسواد الأعظم منهم متعلّمون .دون أن ننسى أن 52 % من المواطنين من النساء ,وما أدراك ما النساء وما يقمن به من مساهمات رائدة في شتّى المجالات .
وقد أثبتت الأيام أنّه بالرغم من كل الهزّات والأزمات فإن تونس لا تتقهقر إلى الخلف مهما كان ! وأذكر أن بورقيبة سئل عن تونس بعد بورقيبة فكان جاوبه بما معناه :»أعتقد أني بنيت الدولة الحديثة بناء صحيحا ...لذلك أنا موش خايف عليها».
ما رأيك في تركيبة حكومة مهدي جمعة؟
ممتازة...ولوجاءت بعد إضاعة الكثير من الوقت . فهي تزخر بالكفاءات التونسية وكأنها تشتغل في «النازا» ...فالسير الذاتية لهؤلاء الوزراء الجدد تعكس مستوى علميا باهرا ودرجات مهنية مشرّفة ,شهدت أكبر البلدان المتقدمة في العالم بكفاءاتها وبخبرتها .والمطلوب من حكومة جمعة حلّ المشاكل العاجلة والملحّة وإنقاذ الاقتصاد وإيقاف نزيف الغلاء... في انتظار الانتخابات .
ماذا تقول عن تكليف مراد الصقلي بحقيبة وزارة الثقافة ؟
هذا أحسن اختيار .فالرجل دكتور في الموسيقى وخبير بالميدان نظرا لتولّيه مهمّة تسيير العديد من الهياكل والتظاهرات الثقافية. ثم إنّه طالعنا لدى إدارته لمهرجان قرطاج في الصائفة الماضية ببرنامج ثري وأسماء عالمية ...فكانت الدورة 49 من أحسن الدورات التي عرفها المهرجان بالرغم من انقطاعه في مناسبتين بسبب الظروف الحرجة التي مرّت بها البلاد . كذلك فإن ما يميّز الصقلي هي تلك النظرة الاستشرافية التي تصاحب عمله ,من ذلك التعاقد مع فنانين كبار استعدادا للدورة 50 لمهرجان قرطاج الدولي .وأعتقد أن وعده بالاهتمام بدور الثقافة يصبّ في هذا المنحى الاستشرافي ,نظرا لما تلعبه هذه الهياكل من دور في تكوين ناشئة صالحة ,مبدعة ومثقفة ... كما أظن أن من المهام العاجلة التي تنتظر الوزير هي استكمال أشغال مدينة الثقافة . فمن حسن الحظ أن المجال الثقافي هوتقريبا القطاع الوحيد الذي بإمكانه الاستفادة من قروض بلا فوائد ولمدة 15 عاما ...فالحلول ممكنة وعلاقاتنا في العالم موجودة. ويمكن للصقلي أن يقدّم في حدود السنة الشيء الهام شرط ألّا تعيقه عديد القوانين «التعيسة» في بلادنا وألّا يقذف بالثقافة في مرتبة «آخر عجلة في الكريطة».
ما هو انطباع رؤوف بن عمر عن الدستور الجديد , هل حازت فصوله على رضاك ...؟
أعتبر أنّ من أهمّ مضامين هذا الدستور التنصيص على الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة... ولست وحدي الراضي عنه بل العالم بأسره رفع القبعة تحية لتونس ودستورها الجديد . وإشادة الشخصيات العربية والأجنبية بما في ذلك الرئيس الأمريكي أوباما و وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس...بالتجربة التونسية ,أعادت لبلادنا ألقها وسمعتها كرائدة للثورات العربية وكعهدنا بها في أولى أيام ثورتها . وهو ما أثبت بالدليل القاطع أن تونس استثناء وليست كبقيّة الدول العربية. وأعتقد أن المصادقة على الدستور وتنصيب حكومة كفاءات ...فتحا باب المعجزات في تونس .وأنا متفائل بأن الآتي سيكون أفضل وأحسن ...
وهل من معجزة تصون كرامة عدد من الفنانين في بلاد يحدث فيها أن يجوع المبدعون ويمرضون ويهملون ...؟
يؤسفني ما وصل إليه حال الفنان الهادي القلال والفنانة دلندة عبدو وغيرهما ,ولو كان ثمة احترام لحقوق التأليف لما جاع فنان في تونس .ولكن المبدع ما زال يقبض بعض الملاليم عند البثّ الأول لإنتاجه ثمّ تضيع بعدها كل حقوقه. فمثلا كم من مرّة تمّت إعادة بثّ مسلسل «الخطاب على الباب» ومع ذلك لم يصلنا كفريق عمل أي مقابل في حين أني أتلّقى معلوما سنويا من الخارج عن الأفلام الأجنبية التي شاركت فيها ! وتطبيق قانون حقوق التأليف هو مسؤولية وزير الثقافة الحالي ومن سيأتي بعده .
سبق أن توّليت خطة المدير الفني لمهرجان قرطاج الدولي في دورتين, أي بصمة تركتها في سجلّ هذا المهرجان؟
كان ذلك سنتي 2005 و2006 ...ولقد حاولت أن أعيد مهرجان قرطاج إلى مساره الصحيح بعد التدهور الذي شهده في موسم 2004 عندما تحوّل هذا الركح العريق إلى مرتع لكلّ من هبّ ودبّ وكأنه مهرجان «روتانا» . فقلّصت نسبة حضور فناني «روتانا» من 50 % إلى5 % ومنحت الفرصة للمواهب الشبابية التونسية .كما انفتح المهرجان على الفضاءات الثقافية مثل قصر العبدلية و«النجمة الزهراء»...وحضرت فيه جلّ الفنون من الموسيقى والمسرح ...وحتى الشعر كان له مكان في مهرجان قرطاج .
لو يُقترح عليك إدارة مهرجان قرطاج من جديد ,هل توافق؟
(ضاحكا)لا أنا كبرت,ومكاني في مجلس شيوخ المهرجان . ولندع المجال للشباب . وأذكر أنّ محمد رجاء فرحات عيّن مديرا للمهرجان وعمره لم يتجاوز 28 سنة ...
ماذا لو رشحت لمنصب وزير الثقافة, هل تقبل؟
لا أقبل .فأنا لا أرى نفسي في خطة وزير بل أجيد دور المستشار الخبير بجلّ ميادين الثقافة ...وأنا لا أبخل برأيي وباقتراحاتي أبدا , وهذا أقل واجب نؤديه تجاه الوطن .
ما مدى صحة التخمينات القائلة بأنك ربمّا قد تكون من بين من استبعدوا الفنان صلاح مصباح من اعتلاء ركح المسرح البلدي صحبة الفنان زياد غرسة ضمن الحفل الشهري لجمعية قرطاج للمالوف؟
هذه أكبر كذبة روّجها أناس متخصّصون في النميمة ... فمنذ شهر ونصف لم تطأ قدمي فضاء الجمعية بسبب انشغالي بتصوير مسلسل «مكتوب» وبعروض مسرحية «كلام الليل» لذلك لم أعلم أن صلاح مصباح سيغنّي صحبة زياد غرسة . ولا أظن أنه قد تكون لعضو الجمعية الشاعر علي الورتاني علاقة بالموضوع -كما قيل- لأنه لم يحضر اجتماعات الجمعية منذ حوالي سنة . لذلك فكلّ ما تم ترويجه هو«غلط في غلط» وشخصيا أنا أحترم الفنان صلاح مصباح وأعترف به كمطرب وكموسيقي ...ولقد برمجت له سنة 2005 حفلة في مهرجان قرطاج رغم الداء والأعداء.ولكن ما يحدث لصلاح هو«شوية من الله وشوية من عبد الله» ,فبعض مواقفه تحرج الجمهور من جهة ومن جهة أخرى فإنّ بعض الفنانين «ما يرحموش كيف تواتي الضربة في غيرهم»
بعد مسيرة فنيّة متعدّدة ومتنوّعة تعاملت فيها مع أسماء عالمية وخضت فيها غمار التمثيل في المسرح والسينما والتلفزيون ...من هو الممثل الجيّد برأيك ؟
الممثل الجيد هو من يراعي قدسيّة مهنته ويراعي حرمة جمهوره ...ف«الإنفلات» في القول والفعل باسم الحرية هو أكبر خطر على المهنة .
وفي رأيي أن مفاتيح النجاح تكمن في المثابرة والانفتاح على التجارب الأخرى والمطالعة . كما أعتبر أن مفتاح النجاح هو التكوين الجيد وعلى أسس سليمة وصلبة ...ولا بأس أن ننهل التكوين الصحيح من منبعه الأم في البلدان المتقدمة وأن نتخلّى عن مركبّات الشعور بالنقص تجاه الغرب وأوروبا .
الثورة الثقافية
في بلادنا
لم تبدأ بعد
وحدث في إحدى المناسبات أن اقترحت على أحد وزراء الثقافة غلق المعهد العالي للفن المسرحي واستثمار الأموال المرصودة له في إرسال بعثات من الطلبة المتميّزين لتلقّي الفنون المسرحية في الخارج . فكان ردّه : «تحب تحلّ عليّ ثورة في البلاد» وبدوري أجبته : « سامحني ,انت إذا وزير «ضمان اجتماعي» موش ثقافة !».
إلى أي حدّ يقنعك حضور المثقف في المنابر الإعلامية سيّما التلفزية منها؟
ما أعرفه أن كثيرا من المثقفين يرفضون الحضور في البرامج التلفزية ويرون في ذلك إضاعة للوقت خصوصا أمام تدهور مستوى الخطاب وعدم احترام أبسط أبجديات الحوار ...وقد أثبت برنامج تلفزي معروف أن محاولة الجمع بين السياسي والمثقف على طاولة واحدة معادلة لا تستقيم . فما الجدوى من جلوس الفنان على كرسي أمام الكاميرا للتفلسف على الناس والحال أن مسرحه وقصيدته وفيلمه أولى به ...
ولكن ارتياد المسارح وقاعات السينما...ليس من اهتمام الجميع , في حين أنّ التلفزة وسيلة اتصال جماهيرية تنفذ إلى كل البيوت؟
صحيح، ولكن بإمكان التلفزة الوطنية أن تعود إلى سابق عهدها في تسجيل الأعمال الفنية وبثها كاملة حتى تستفيد منها الجماهير العريضة . وهذا الأمر ينسحب على بقيّة القنوات الخاصة في ظل تعدّد المشهد الإعلامي المرئي في تونس .
وماذا عن حضور الثقافي في برامج الأحزاب المتعددة التسميات ,المختلفة المرجعيات؟
أولا لا بدّ من الإشارة إلى أننّي لا أنتمي لأي حزب ولم يسبق لي أن انتميت لأي حزب كان . صحيح أنّني اجتمعت بعد الثورة بعديد الأحزاب للحديث عن الثقافة,ولكن ما راعني أنه لا يوجد ولو حزب واحد في تونس يحمل برنامجا ثقافيا !فسحبت ثقتي من كلّ الأحزاب ولم أعد أعوّل إلا على وزير الثقافة للعمل لصالح هذا القطاع الحيوي والمفصلي في تقدم المجتمعات .وللأسف فإن الثورة الثقافية لم تبدأ بعد ولهذا يلزمها شوط طويل من الزمن حتى ينصلح حال البلاد والعباد .
ولكنك مازلت تحتفظ بصداقة الشيخ عبد الفتاح مورو؟
حقا إنه صديقي منذ سنوات الدراسة بالصادقية . وأعتبره من أكثر أبناء تيّاره انفتاحا وسماحة بالرغم من أنه أخطأ في مراهنته على حلم سياسي ولم يوّفق في إنارة عقول بعض المتشدّدين وفرض وجهة نظره صلب حركته ...فكان في بعض الأحيان ضحيّة لمواقف المجموعة . ولكنّي أحب الرجل وأحترمه لانفتاحه ودماثة أخلاقه وثقافته ...فهو يعشق الأدب والفن ويغنّي بالألمانية.وهذا ما علمّتنا إيّاه الصادقية.
أنت والموسيقي ... ؟
علاقة عشق من المهد إلى اللحد...
ومن يطربك من الأصوات ؟
الراحل الكبير وديع الصافي ...وفي تونس نجاة عطية وأمينة فاخت ولطفي بوشناق وصابر الرباعي في الطرب الأصيل وصوفية صادق في بداياتها...وعموما تبقى تونس بلد الطرب بامتياز.
أي سرّ وراء أناقة ووسامة الفنان رؤوف بن عمر ؟
هذا ما أورثني إياه والدي ونشأت عليه في حيّ الحلفاوين ...فالمظهر المهذّب تصنعه «الحوايج النظيفة» وليس بالضرورة الثياب الغالية .(مازحا) كما أن الأناقة ترفع من المعنويات أمام المرآة... «والله جميل يحبّ الجمال».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.