جدّت في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد بمنطقة حي النسيم من ولاية أريانة مواجهات بالرصاص بين الفرقة المختصة لمكافحة الارهاب وعناصر إرهابيّة كانت متحصّنة بأحد المنازل المحاذية لمدرسة التعليم الأساسي بالمنطقة. و أسفرت عمليّة المداهمة التي نفذها رجال الفرقة المختصة لمكافحة الإرهاب عن إلقاء القبض على أربعة عناصر إرهابيّة بعد جرج عدد منهم حسب بلاغ الداخليّة من بينهم العنصر المفتّش عنه في عمليّة روّاد أحمد المالكي الملقّب ب «الصومالي» الى جانب اصابة عوني أمن من وحدة مكافحة الإرهاب. وكانت المنطقة قد شهدت في حدود الساعة 11 من ليلة السبت تبادل إطلاق نار كثيف بين الأمنيين والإرهابيين بعد ان تمّت محاصرة المكان غير المهيّأ للسكن وهو عبارة عن مستودع من طرف القوات الأمنيّة التي عزّزت تواجدها بالمنطقة بشكل كبير وتمركزت فوق الأسطح وقبالة المنزل المذكور للقيام بمهمّتها. واستغرق تبادل اطلاق النار قرابة ساعتين تخلّلتهما بعض المفاوضات مع الإرهابيين لإقناعهم بتسليم أنفسهم وظلّت القوات الأمنيّة مرابضة بالمكان إلى ساعة متقدّمة من صباح أمس كما تحوّلت سيّارتان أمنيتان أثناء العمليّة إلى الطرف الآخر من الشارع الذي تمركزت فيه الوحدات التي قيل انها كانت بصدد البحث عن أحد الارهابيين الذي فرّ أثناء العمليّة. وقال شهود عيان عاينوا العمليّة عن كثب طيلة فترة المداهمة ل«التونسيّة» إنّ قوات الأمن أجبرت أحد الإرهابيين الذين تمّ التفاوض معهم على الخروج عاريا من المنزل خوفا من أن يكون حاملا لحزام ناسف ،حسب تقديرهم،كما أشاروا إلى أنه تم اخراج أحد الإرهابيين من المنزل محمولا دون حراك مرجّحين ان يكون قد لقي حتفه منذ الدقائق الأولى لتبادل اطلاق النار. الرواية الأمنية أشار محمّد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخليّة في تصريحاته إلى أنّ العمليّة كانت ناجحة وأنه تم القبض على الارهابي أحمد المالكي شهر «الصومالي» المورّط في عمليّة إغتيال النائب الراحل محمد البراهمي موضّحا أنّه من أقربائه كما أفاد أنّه تم «حجز أسلحة مختلفة من بينها سلاح حربي رشاش عيار ثقيل بالإضافة إلى عدد من الوثائق والهواتف الجوّالة والشرائح». أمّا وزارة الداخليّة فقد ذكرت في بلاغ لها أمس أنّ العمليّة أسفرت عن القبض على كامل عناصر المجموعة وعددهم أربعة وأنّه بعد التعرّف والتثبّت من هوياتهم تبيّن أنّهم أحمد المالكي المكنّى بالصومالي وبلال العمدوني ومنير الجماعي (إصابة خطيرة جدّا)و عامر الزديري (إصابة على مستوى الرجل). من جهته نفى الناطق الرسمي للنيابة العمومية بتونس سفيان السليتي وجود «أبو بكر الحكيم» ضمن المجموعة الإرهابية في أحداث حيّ النسيم ببرج الوزير من ولاية اريانة مشددا على أن النيابة العمومية بتونس هي الجهة المختصة ترابيا لمعاينة مسرح الجرائم الإرهابية. إستياء الأهالي وذهولهم تمّت العمليّة وسط ذهول سكان المنطقة الذين خرجوا من منازلهم على دويّ الرصاص مستفسرين غير مصدّقين أنّ المنزل الذي لم يكن يشهد حركيّة كبرى كان مأوى لعناصر إرهابيّة. وقد تجمهر البعض من الأهالي قرابة مسرح العمليّة في محاولة لتقصّي المزيد من الأخبار ومعاينة الحادثة مشبّهين المسألة بأفلام «الأكشن» التي كانوا يشاهدونها منذ قليل في السهرة على الشاشات معتبرين إياها تتمّة لعمليّة روّاد الشاطئ.وأفاد بعض الأهالي أنّه تبادر إلى أذهانهم في اللحظات الأولى من العمليّة أنّ المسألة ليست سوى إطلاق لبعض الألعاب الناريّة أو «الفوشيك» باعتبار أنّ الجهة كانت طيلة فترة الصيف تشهد أصواتا مشابهة وانهم بتتالي دوي الرصاص ووصول التعزيزات الأمنيّة من كلّ المنافذ المؤدّية إلى المنطقة لتطويقها فهموا انّ المسألة أخطر ممّا كانوا يعتقدون. من جهتها عملت الوحدات الأمنيّة على إخراج العائلات المحاذية للمنزل المحاصر من منازلها حفاظا على سلامة أفرادها قبل قليل من المداهمة وقد تمركزت عناصرها قبالة المنزل وعلى الأسطح لكنّ الإرهابيين حاولوا المرور إلى المنازل المجاورة واتخاذ أصحابه رهائن من خلال احداث ثقوب في الحائط عبر اطلاق الرصاص على الجدران وهو ما فشلوا فيه.