خطة المدير الرياضي التي ظلت تراوح مكانها في تركيبة الجهازين الفني والاداري في انديتنا ثبت بالتجربة انها لا يمكن ان تحقق اهدافها في غياب الفهم الصحيح والتعاطي السليم مع مفهوم هذه الخطة الحساسة والمؤثرة.. واذا ما حالف الفشل معظم التجارب السابقة في جل انديتنا مهمة المدير الرياضي فان الخطوات التي يسير بها اللاعب الدولي السابق زياد الجزيري في تطبيق معنى المدير الرياضي في النجم الرياضي الساحلي ما يقيم الدليل على ان هذه المسؤولية تقوم اساسا على عدة معطيات اولها الصلاحيات التي يتعين منحها للمدير الرياضي للقيام بدوره في حدود المسؤولية المطالب بها وثانيها ان يكون الشخص المكلف بهذه المهمة على درجة من الثقافة الكروية والمعرفة الدقيقة بتقنياتها وهو ما يتأتى عادة من رصيده وتجربته وخبرته والمستوى الذي نشط فيه.. اضافة الى الاجماع على شخصية المدير الرياضي وتمتعه بثقة الجميع بمن فيها الجماهير التي تعرف بأن اختياراته كثيرا ما تكون موفقة فقط لان من خبر الكرة ويعرف تفاصيل العلاقة النموذجية بين مكونات الفريق كيف يجب ان تكون عادة ما تأتي تدخلاته في محلها وتجده في صميم المعطيات المتعلقة بالمجموعة التي يشرف عليها.. جميع هذه الخصال اجتمعت لدى زياد الجزيري الذي وُفّق الى حد كبير بشهادة الجميع في الانتقال بخطة المدير الرياضي من صورتها النمطية القريبة من «البريستيج» و «الديكور» الذي يريد بعض المسؤولين اضفاءه على المجموعة المشرفة على الفريق باستقطاب وجوه لها مكانة وتاريخ..الى الصبغة الميدانية والعملية ذات التأثير الايجابي على سير نشاط الفريق. نجاح الانتدابات معظم التعزيزات التي شهدها الرصيد البشري لفريق جوهرة الساحل اشرف عليها المدير الرياضي زياد الجزيري في اطار من التنسيق والتشاور مع الجهاز الفني.. كما يحسب له نجاحه في اعادة لاعبين الى حضيرة الفريق على غرار علاء الدين عباس وايمن الطرابلسي واطلاعه على مخزون فريق الامال مكنه من المساهمة في منح الفرصة لعديد الشبان الواعدين امثال مرتضى بن وناس وفهمي قاسم وزياد السوسي واسماء اخرى تقف على ابواب الاكابر في انتظار فرصتها مثل حارس المنتخب الاولمبي حمزة بن ابراهيم وآخرين ممن يحملون آمال المستقبل.. الجزيري كانت له ايضا اسهامات ايجابية في التعاطي مع المرحلة المادية الصعبة للفريق عبر ترشيد الانتدابات الشتوية التي لم تكلف النجم الساحلي الكثير في ظل التفويت في بعض اللاعبين بصيغ مختلفة مقابل الاستفادة بنخبة من العناصر التي جاءت وفق توجه يؤسس للنهوض بأداء بعض المواقع فكان ان عانق مروان تاج النجاح وسجل الاهداف وأثبت من المؤهلات العريضة ما جعله من خيرة اللاعبين في تشكيلة المدرب روجي لومار.. كما تميز المهاجم يوسف المويهبي واستطاع متوسط الميدان محمد سلامة ان ينخرط بسير في منظومة لومار التكتيكية في انتظار المهاجم مروان الطرودي الذي يعتبر هو الاخر من الانتدابات الموفقة وبمجرد انسجامه شيئا فشيئا مع المجموعة سيكون كما عهده الجميع ناجعا. جميع هذه الانتدابات الناجحة تُحسب لا شك لمدير رياضي واع تمام الوعي بحقيقة دوره ويعرف من اين تبدأ مهمته واين تنتهي بعيدا عن فوضى التداخل في المسؤوليات.. والى ذلك فان زياد الجزيري يستلهم من رمزيته كاحد اكبر الاسماء التي انتجها فريق جوهرة الساحل والكرة التونسية رصيدا من الخبرة والتقدير الذي لقيه من جميع مكونات المشهد الكروي.