الظهير الايمن للنجم الرياضي الساحلي علية البريقي الذي يعتبر من ابرز اكتشافات البطولة الوطنية في الموسمين الاخيرين بما اظهره من مؤهلات فنية وبدنية عالية جدا وضعته في خانة افضل لاعبي خطته وليس ادل على ذلك من دعوته في كم من مناسبة الى المنتخب الوطني.. علية البريقي لاعب صامت غير مثير للجدل.. منضبط جدا على الميدان وخارجه ولا يرهق ولا يزعج المسؤولين والاطار الفني.. بما انه منظم ومنهجي ولا يثير من حوله اي لغط وهي خاصية للامانة قلما نجدها في لاعبين بصفة نجوم داخل الاندية الكبيرة... واذكر اننا في «التونسية» فتحنا ملف الانتدابات الشتوية التي قام بها النجم الرياضي الساحلي وقيمناها من وجهة نظر ثلة من اللاعبين القدامى حيث اشار احدهم وهو رياض عمارة الى ان الاطار الفني لفريق جوهرة الساحل مطالب بأن يحسن استغلال المهارات الفنية العالية جدا لعلية البريقي في خطة متوسط ميدان هجومي وليس كظهير ايمن.. ولا ندري ان كان المدرب روجي لومار قد اطلع على ما قاله رياض عمارة ام لا بما انه سرعان ما طبّق اقتراح عمارة واصبح البريقي متوسط ميدان في ظل الاعتماد على رامي البدوي في موقع الظهير الايمن وزياد بوغطاس في اللقاء الاخير ضد نادي حمام الانف في غياب البدوي المصاب.. والمتتبع لعلية البريقي في هويته التكتيكية الجديدة يلاحظ انه يؤدي المطلوب منه ويتكامل مع بقية رفاقه في القطاع... ولكن شتان بين البريقي الظهير الايمن الحاسم والمؤثر والمتفوق على منافسيه في الحوارات الثنائية وصاحب الكرات التي تصنع الفارق والهداف الذي يسجل من كل المواقع وبين علية متوسط الميدان الذي بات غير ظاهر للعيان في دوره الجديد وهي الخلاصة التي خرج بها كل من تابع المباراة الاخيرة التي فاز فيها النجم الرياضي الساحلي على نادي حمام الانف.. فعندما اضطر روجي لومار الى تغيير سيف غزال اثر الاصابة التي تعرض لها وحرمته من مواصلة المقابلة دخل زياد بوغطاس الى المحور وهي خطته الاصلية الى جانب رضوان الفالحي وترك موقعه على الجهة اليمنى لعلية البريقي الذي سرعان ما استعاد نجاعته وفاعليته وشن عديد العمليات وقدم اعدادات ذكية لزملائه في الهجوم ولسان حال مردوده يدعو روجي لومار الى مراجعة اختياراته .. صحيح ان البريقي تكامل مع بقية مكونات وسط الميدان وأدى دوره بحرفية عالية ولكنه حين عاد الى مكانه الطبيعي انقض على الفرصة ليبهر ويقنع ويؤكد بانه خلق ليكون الهاشمي الوحشي الجديد.. ونسخة اخرى من صابر بن فرج والمرحوم لطفي البكوش في الرواق الايمن لدفاع فريق جوهرة الساحل باتقانه الكبير لمتطلبات ذلك الموقع الذي شغله مدافعون برتبة مهاجمين لا يمهدون فقط لفرص التهديف بل ويسجلون بابداع واقناع كبيرين. عيّنة جيدة من منتوج النجم علية البريقي ورغم القيمة المضافة لمكانته في النجم وغزارة مردوده وتدفق عطائه واعتباره من قبل الفنيين من فئة اللاعبين المفاتيح في التصورات التكتيكية لجميع المدربين الذين تعاقبوا على النجم فانه مع ذلك غير مستهلك اعلاميا ولا يبحث عن الاثارة في علاقته بالمحيطين به على الميدان وهي خاصيات لا تغيّب قوة شخصية هذا اللاعب الذي يعتبر قائدا في النجم الساحلي دون شارة.. فقلّ وندر ان نرى انذارات في وجهه او تدخلات قوية مع منافسيه.. وهو بذلك العينة المميزة على منتوج النجم الساحلي لأن معظم الذين نشأوا في احضان هذه المدرسة الكروية والتربوية العريقة تراهم بنفس سلوك ومردود علية البريقي على غرار رامي البدوي وايمن الطرابلسي وحمدي النقاز وزياد بوغطاس ومرتضى بن وناس وفهمي قاسم وحمزة لحمر واخرين ممن يشكلون جيلا من اللاعبين الذين ظلمتهم في كثير من الأحيان الطموحات الممتدة للنجم الرياضي الساحلي وطنيا وقاريا بكثرة الانتدابات.