نقابة تجار الأسماك تطالب بالتحقيق في ميزانية ترميم السوق المركزية بالعاصمة تجمع صباح أمس عدد هام من تجار الخضر والغلال أمام مقر بلدية تونس بساحة الحكومة بالقصبة للمطالبة بتنظيم مسالك التوزيع والحد من الانتصاب الفوضوي داعين سلطة الإشراف إلى مراجعة هوامش الربح وإلى وقف المظلمة والتهميش اللذين يتعرض لهما قطاعهم معلنين عن دخولهم في إضراب مفتوح في ظل غياب الحلول العاجلة. و أكد م.ك تاجر خضر وغلال بالسوق المركزية ل «التونسية» أن التجار يعانون منذ سنين من معاليم الكراء المرتفعة ومن الانتصاب الفوضوي خارج أسوار السوق والذي تسبب في إفلاس العديد من زملائه وفق تعبيره وقال «مطالبنا الأساسية تتمثل أساسا في مراجعة هامش الربح الذي لم يتغير منذ سنة 1957 وكل ما نريد هو تحرير الأسعار لأن قطاعنا يخضع لمنطق العرض والطلب». من جهته اعتبر منجي الهمامي تاجر بالسوق المركزية أن معضلة قطاعهم الأساسية تتمثل في الانتصاب الفوضوي الذي أثقل كاهل الجميع وفسر ذلك قائلا «لقد غابت الرقابة عن المنطقة التي تشملنا وأصبح الوضع لا يطاق بالنسبة للتجار وللحرفاء الذين هجروا السوق بعد أن غاب عنها النظام واحتجاجاتنا قابلة للتصعيد إذا تواصل تجاهل سلطة الإشراف لمطالبنا وتصريحات السيد محمد علي الفرشيشي أول أمس على إحدى المحطات التلفزية المقرة بانفراج الوضعية وبإلغاء إضرابنا هي مغالطة للرأي العام ولأبناء القطاع». و في نفس الغرض صرح م. ن تاجر بسوق سيدي البحري ل«التونسية» أن وضع السوق أصبح لا يطاق بعد أن قامت مجموعات باحتلال كامل المساحة المحيطة بها والمقدّرة ب 700 متر مربّع وكافة الانهج الفرعية المحاذية لها في ظل غياب الرقابة حسب تعبيره مؤكدا أن التجار قد راسلوا سلط الإشراف عديد المرات لكن التفاعل غاب وأن العديد من التجار أصبحوا عاجزين عن تسديد معاليم كراء المحلات. و استنكر محدثنا غياب الرقابة عن السوق داعيا سلط الإشراف إلى التفاعل معهم وإلى الحوار خاصة مؤكدا أن التجار في حاجة ماسة إلى إشارات ايجابية وإلى الحلول الكفيلة ببعث الأمل في نفوسهم من جديد. أما حسن تاجر بالسوق البلدي بحلق الوادي فقد كشف ل«التونسية» أن تجار السوق قد هجروها بسبب كارثة الانتصاب الفوضوي قائلا «كان عدد التجار داخل السوق 33 تاجرا أما اليوم فقد تقلص العدد ولم نبق سوى 6 تجار فقط مستميتين من اجل لقمة عيش عائلاتنا في حين احتلت الأسوار الخارجية للمنطقة من قبل غرباء قدموا خصيصا من منطقة سجنان وأصبحوا يزاحموننا بطريقة غير شرعية في ظل غياب الرقابة المتواصل». و طالب حسن في هذا الإطار بتكثيف حملات المراقبة وبتحرير الأسعار حتى يتسنى للتجار العمل بأريحية. نريد فتح تحقيق من جهته طالب عز الدين قاسمي رئيس نقابة تجار الأسماك بتونس الكبرى بفتح تحقيق بخصوص الميزانية التي خصصت لترميم السوق المركزية قائلا «لقد خصصت سلط الإشراف 7.5 مليارات لترميم السوق لكن التجار لم يتمتعوا بهذا الترميم نظرا لهيمنة العصابة التي كانت مشرفة على السوق وقد طالبنا بفتح تحقيق في هذا الغرض إلا أن الإرادة الفعلية للمحاسبة قد غابت زد على ذلك فان تجار الغلال والخضر يعيشون حالة من الظلم والاستبداد منذ فترة وإضرابهم مفتوح في ظل غياب مبادئ العدالة والإنصاف». وأكد عزالدين القاسمي أن الثورة لم تنصفهم في حين أن العديد من منظوريهم في كافة القطاعات قد تحصلوا على مستحقاتهم كاملة مطالبا بمحاسبة شيخ المدينة السابق عباس محسن وكل من تسببوا في تهميش السوق من أتباعه وفق قوله كاشفا تورط هذا الأخير في العديد من ملفات الفساد».