بمناسبة يوم «المدينة العربي» وببادرة من جمعية صيانة وانماء مدينة الكاف انتظمت مؤخرا بهذه المدينةالكاف مجموعة من التظاهرات الثقافية والسياحية المتنوعة للتعريف بما تزخر به الجهة من معالم تراثية واثرية متنوعة مازالت شاهدة على ابرز الحقبات التاريخية التي مرت بها هذه المدينة العريقة. وتمثلت ابرز هذه المحطات الثقافية والسياحية في تنظيم زيارة الى «دار الكاهية» ثم «الحمامات الرومانية» تلتها زيارة الى اول مقر لمكتب بريد اقيم في تونس زمن الاستعمار وهو مكتب بريد نهج «تبسة» الذي اغلق ابوابه منذ سنوات طويلة وظل مهملا عدا بعض التدخلات التي قامت بها جمعية صيانة وانماء المدينة بإمكانياتها المتواضعة. وقد طرح الزائرون امكانية اعادة استغلال هذه المنشأة واحيائها كمكتب للبريد خاصة أن مكتب وسط المدينة يعيش اكتظاظا شديدا، وهو مقترح لم ترفضه ممثلة المعهد الوطني للتراث ووعد مهندسو الادارة العامة للبريد بمتابعته ودراسته. ومثلت هذه الزيارات الميدانية فرصة للزائرين من مهندسين وخبراء في الآثار وصحفيين وممثلين عن جمعية صيانة مدينة تستور والجمعية التونسية للتراث والبيئة والجمعية التونسية لمخططي المدن للاطلاع على الحالة المزرية لأغلب المعالم الاثرية المتواجدة بالجهة جرّاء تأثير العوامل الطبيعية وتجاوزات المواطنين ومحدودية الصيانة وضعف تدخلات كل من المعهد الوطني للتراث والمجلس الجهوي لولاية الكاف وبلدية المكان وغيرها من الهياكل المتدخلة ... كما نظمت جمعية صيانة وإنماء مدينة الكاف يوما دراسيا حول « كيفية حماية وصيانة التراث المبني وحسن توظيفه، معالم الكاف انموذجا» بالشراكة مع المندوبية الجهوية للثقافة والادارة الجهوية للبريد والمعهد العالي للإنسانيات بالكاف. ووفق تصريح خص به «التونسية» اكد السيد عمار ثليجان رئيس الجمعية ان هذه التظاهرة تندرج في اطار مزيد العناية بالتراث المبنيّ وحسن توظيفه واعطاء دفع لبعض المشاريع المعطلة، موضحا ان الجمعية رصدت عشرات الانتهاكات والتجاوزات التي مست عدة معالم اثرية متواجدة بالجهة. واطلق ثليجان صيحة فزع راجيا ان يصل صداها الى اهل الذكر نتيجة ما اعتبره تواصل الاهمال وغياب التجاوب مع مختلف مبادرات الجمعية ومقترحاتها من اجل صيانة معالم ولاية الكاف وحمايتها من الاندثار.وبخصوص امكانية اعادة استغلال مكتب بريد نهج «تبسة» اكد عمار ثليجان ان جهود كل الاطراف تنصب حاليا على تذليل كل الصعوبات والعراقيل للمرور الى مرحلة الصيانة والاشغال الميدانية استعدادا لاعادة هذه البناية الى دورة العمل والانتاج .. أمّا عمّا طرحه الحاضرون من اسئلة واستفسارات حول تدخلات المعهد الوطني للتراث بالكاف فقد ذكرت ممثلته ان المعهد على بينة من كلّ التجاوزات والاخلالات وراسل في هذا الغرض كل الجهات المعنية. كما افادت أن المعهد يسعى بكل امكانياته الى صيانة المعالم وحمايتها معرجة في هذا الاطار على ضعف الامكانيات المادية والبشرية للمعهد التي قد تجعل تدخلاته محدودة احيانا نتيجة الكم الهائل من المعالم الاثرية التي تتميز بها تونس.. كما شهد اليوم الدراسي حضور خبراء اجانب تتقدّمهم الباحثة الايطالية المعروفة السيدة «روزيتا دي بيري» التي ابدت انبهارها بما يتوفر بالجهة من معالم وبنايات ذات قيمة تاريخية كبيرة يجب تثمينها وادخالها ضمن المسالك السياحية.. وتمّت في ختام هذا اليوم الدراسي الذي اقيم على هامش احتفال الجهة بيوم «المدينة العربي» صياغة عدد من التوصيات اهمها ضرورة العمل على معاضدة مجهودات كل من جمعية صيانة وانماء المدينةبالكاف والمعهد الوطني للتراث من اجل المحافظة على التراث المبني الذي تزخر به الجهة والسعي الى تثمينه. كما تم التأكيد على ضرورة انقاذ معلم مكتب البريد «نهج تبسة» والاسراع بصيانته واعادة الروح اليه بعد سنوات طويلة من الاهمال...