عيوب البنية التحتية بمدينة صفاقس كثيرة خاصة مع تعطل المشاريع الانمائية وغياب المشاريع الكبرى التي تخفف من حجم المعاناة اليومية لابناء هذه المدينة التي تصنف كعاصمة للجنوب والمخططات العمرانية والمديرية للتنظيم يبدو انها ترقد في رفوف النسيان ومنها المتعلقة بتنظيم حركة المرور. والواقع ان صفاقس يوما بعد يوم تختنق وتختنق وتختنق الى حد اهدار الوقت الثمين لمستعملي الطريق ويتسبب في الكثير من المآسي والحوادث ويجعل الاعصاب متوترة الى ابعد الحدود ورغم ان هذه الفترة تتزامن مع العطلة المدرسية الا ان حركة المرور بقيت كما هي وما زاد الطين بلة حركة الشاحنات الكبيرة بقلب المدينة والتي زادت تعكير الوضع على عديد الطرقات سيما تلك التي تفتقد الى الاشارات المرورية او تلك التي تعاني من عطب أضوائها او تلك التي توجد بها مفترقات دائرية لا يتم خلالها احترام مبدإ الاولوية. ولعل اكبر دليل على ذلك ما شهده امس شارع خفشة بصفاقس وتحديدا قرب المحطة البحرية للمسافرين في اتجاه قرقنة من اختناق مروري حيث بدت الطوابير طويلة جدا جراء تواجد اعداد كبيرة من الشاحنات الثقيلة التي كانت في طريقها الى الميناء التجاري بصفاقس وتعطلت مصالح مستعملي الطريق بجانب التقاطع مع السكة جراء ما احدثته تلك الشاحنات من مصاعب اضافية وتولى عون حرس لا يلبس الزي النظامي محاولة تنظيم عملية المرور بقدر ما استطاع الى ذلك سبيلا وصراحة لا ندري الى متى تتواصل هذه المعاناة التي تزداد من يوم لاخر تبعا لتنامي الاسطول الوطني من السيارات وبقاء مدينة صفاقس على مستوى البنية التحتية والطرقات على حالها من دون مسالك وطرقات اضافية ولا محولات ولا جسور ولا هم يحزنون مقابل طرح ديوان الموانئ لطلب عروض لاجراء دراسة تهدف الى توسعة ميناء صفاقس يتم بمقتضاها ضم 18 هكتار من الشواطئ الشمالية الشرقية للميناء التجاري وهو ما يهدد بتوقف حركة المرور بالكامل التي لن تنفع معها اشارات المرور. وقد بات من الضروري ان تكون كل المشاريع المدرجة في صفاقس قابلة للانجاز السريع كما انه من الضروري برمجة مواعيد لتجوال الشاحنات الكبرى داخل قلب المدينة كأن يقع تجديد حركتها بمواعيد تكون ليلية او في الفترات التي يخف فيها الاختناق المروري.