مازال إصدار الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) لكراسات شروط متعلقة بالإعلام المسموع و المرئي يثير الجدل في الوسط الإعلامي بعد اعتراض أصحاب المؤسسات الإعلامية على محتوى هذه الكراسات . وفي هذا الإطار نظمت اليوم بأحد النزل بالعاصمة كل من الجمعية التونسية للقانون الاقتصادي والنقابة التونسية لمديري المؤسسات الإعلامية لقاء حواريا جاء تحت عنوان " قراءة في كراسات الشروط للقطاع السمعي البصري " بمشاركة خبراء في القانون و الإشهار و بحضور أصحاب مؤسسات إعلامية مسموعة و مرئية ... سجل نائب التأسيسي محمود البارودي حضوره في اللقاء الحواري حول كراسات الشروط للقطاع السمعي البصري ,و في تصريح ل"التونسية" قال إنه لا بد من سماع جل الأطراف المتداخلة في الموضوع و الاستئناس برأي الخبراء من أجل التوصل إلى حلّ يرضي الجميع و يخلق مناخا مشجعا عل العطاء الإعلامي المتطور و المتميز . و أكد البارودي أن المطلوب هو تنظيم القطاع دون خنقه ... مخالفة دستورية في مقاربته لمشروعية كراسات الشروط للقطاع السمعي و البصري اعتمادا على مقتضيات الدستور الجديد اعتبر الدكتور توفيق بوعشبة ( أستاذ محاضر بكلية الحقوق و العلوم السياسية بتونس) أن محتوى هذه الكراسات يتضمن عددا من الإخلالات و الثغرات المتعارضة مع نصوص الدستور الجديد . و أضاف أن مضمون هذه الكراسات "في حاجة إلى إعادة نظر و تقويم وربما تصحيح ." و أضاف بوعشبة قائلا:" الهيئة الحالية هي هيئة مؤقتة و تعيش أيامها الأخيرة لذلك لا يجب أن تتجاوز حدود دورها التعديلي بعيدا عن منطق الورشات المغلقة في انتظار انتخاب الهيئة الدائمة وفق ما نص عليه الفصل 127 من الدستور الجديد ." تدّخل في الخط التحريري صرّح رئيس جمعية الصحافيين الشبان عبد الرؤوف بالي ل"التونسية" أن مضمون كراسات الشروط التي أصدرتها "الهايكا" يخالف مبدأ حرية التعبير و يكرس سياسة الرقابة المسبقة . و أضاف بالي قائلا:" نعارض هذه الكراسات لسببين أساسيين . و يتمثل السبب الأول في المطالبة بتقديم البرمجة للهايكا ولها صلاحية الموافقة أو الرفض و هذا يعني التدخل في الخط التحريري للمؤسسات الإعلامية . أما السبب الثاني فيتلخص في أن كل تغيير في البرمجة يجب أن يعرض من جديد على الهايكا . و هنا يكمن الإشكال و الخطورة فهذا يعني أن الهايكا تجاوزت دورها الطبيعي بما هي هيئة تعديلية للقطاع لتمارس الرقابة المسبقة على المحتوى الإعلامي.كما إن مثل هذه الممارسات الرامية إلى توحيد البرمجة وحصرها في نمط محدد من شأنها أن تغلق باب الإبداع إمام الإعلاميين و أن تقتل روح التجديد لديهم ..." على "الهايكا" أن تلزم حدودها من منظور مهني قدم مدير قناة نسمة قراءته لكراس الشروط قائلا ل"التونسية": "إن أهل المهنة هم أول من طالب بوضع كراس شروط لتنظيم للقطاع و لكن لم يتوقعوا أن تحتكر " الهايكا " بيدها كل السلط فتنصب نفسها مقام القضاء و وزارتي العدل و المالية ... و تعلن نفسها إمبراطورا على الإعلام" .و أضاف القروي "ان كراسات الشروط الخاصة بالقطاع السمعي البصري خالية من كل روح و منطق...فهل يعقل تحديد وقت الإشهار و ضبطه بمدة بث محددة ,فكأن بالهيئة تمنحك رخصة لفتح مقهى ثم تطالبك بعدم بيع أكثر من 100 كوب رغم أن حاجة الحرفاء تفوق هذا الطلب ؟ و هل من المنطق أن تحدد رخصة التلفزة ب7 سنوات غير متجددة ؟و في هذه الحالة لن يجرؤ أي بنك على منح قرض لمؤسسة إعلامية أو أي مستثمر على الاستثمار في قطاع الإعلام ..." و في رده عن الخطوات المقبلة لمديري المؤسسات الإعلامية في احتجاجهم على مضمون كراسات الشروط للقطاع السمعي البصري قال القروي :" نطالب بإسقاط كراسات الشروط التي وضعتها هيئة مؤقتة كما ندعو "الهايكا " إلى أن تلزم حدودها قبل القضاء على القطاع..." ليلى بورقعة